قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، الاثنين، إن جهود قوات حفظ السلام (اليونيفيل) العاملة في جنوب بلاده "ضرورية وحيوية لإحلال السلام" بالمنطقة، في ظل استمرار عدوان إسرائيلي مستمر على البلاد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير في النسخة العاشرة من منتدى "حوار روما المتوسطي"، الذي انطلق اليوم بالعاصمة الإيطالية روما، بمشاركة دول شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط.
وقال بوحبيب: "يواجه لبنان الآن تحديات عسكرية واقتصادية وسياسية واجتماعية متعددة الطبقات، والدعم الأوروبي الفعال أمر ضروري ويمثل مصلحة مشتركة" للجميع.
وأكد وزير الخارجية أن "لبنان يرى أن جهود اليونيفيل العاملة في جنوبه ضرورية وحيوية لإحلال السلام. واللبنانيون ممتنون لأن 17 دولة أوروبية تشكل جزءا لا يتجزأ وأساسيا في اليونيفيل".
وشدد على إدانة لبنان "بشدة" أي هجوم على قوات اليونيفيل، وإدانة الهجمات الأخيرة على الكتيبة الإيطالية.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت اليونيفيل أن اثنين من جنود حفظ السلام أصيبا بجروح طفيفة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي برج مراقبة بمقرها في الناقورة جنوب لبنان.
وفي المنتدى، أكد الوزير بوحبيب أن "اليونيفيل هي جسر التعاون بين لبنان والشرعية الدولية"، ودعا "جميع الأطراف إلى احترام سلامة وأمن القوات ومقراتها".
وأوضح أن "الاعتداءات والقتل والدمار والتهجير لنحو مليون ونصف المليون لبناني تجعلنا أكثر إصرارا على طلب دعم المجتمع الدولي للتغلب على التحديات التي نواجهها".
وأكد أن "المساعدة التي يقدمها أصدقاء لبنان أساسية لتحقيق التعافي والانتعاش".
وتأسست بعثة اليونيفيل بقرار من مجلس الأمن في مارس/ آذار 1978، عقب الاحتلال الإسرائيلي للبنان آنذاك.
وتؤدي البعثة البالغ عدد أفرادها 11 ألفا منهم 10 آلاف عسكري، دورا مهما في المساعدة على تجنب التصعيد غير المقصود بين إسرائيل ولبنان من خلال آلية الاتصال التابعة للبعثة.
وتقوم بدوريات في جنوب لبنان لمراقبة ما يحدث على الأرض بشكل محايد والإبلاغ عن أي انتهاكات عسكرية.
كما تدعم البعثة الجيش اللبناني من خلال التدريب، للمساعدة في تعزيز انتشاره بالجنوب، حتى يتمكن في نهاية المطاف من تولي المهام الأمنية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و754 قتيلا و15 ألفا و626 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأحد.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.