شنّت المقاتلات الإسرائيلية، صباح الاثنين، 3 غارات على محيط منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، بعد وقت قصير من إنذار سكان المنطقة بالإخلاء الفوري.
وأفادت الوكالة الرسمية اللبنانية للأنباء، بأن "الطيران المعادي (الإسرائيلي) شن 3 غارات على محيط حارة حريك، استهدفت شارعَي عبد النور وإدّة في (منطقتي) صْفير وبئر العبد" في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقبل ذلك بوقت قصير، أنذر الجيش الإسرائيلي، السكان في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بالإخلاء تمهيدا لقصف 3 مبان فيها.
وخاطب المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة "إكس" مستعينا بخرائط لـ 3 مباني، "جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في حارة حريك".
وقال لهم: "أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها الجيش الإسرائيلي بقوة على المدى الزمني القريب"، وفق زعمه.
وتابع: "عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".
وكان الجيش الإسرائيلي كثف في الأيام الماضية من هجماته على الضاحية الجنوبية.
يأتي ذلك وسط ادعاءات إسرائيلية عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار رغم غياب أي مؤشر إيجابي من الحزب الذي أكد مرارا أن القول الفصل للميدان.
ومنذ أيام يتصاعد عدوان تل أبيب على لبنان ورد "حزب الله" على إسرائيل في "تفاوض بالنار" حول مقترح اتفاق وقف القتال الذي طرحته الولايات المتحدة، الداعمة لإسرائيل في حربيها على لبنان وقطاع غزة.
وشن الجيش الإسرائيلي، الأحد، سلسلة غارات على مناطق عدة في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، معقل "حزب الله"، هي الأعنف منذ بدء المواجهات في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
في المقابل، سجّل الأحد أكبر عدد لعمليات "حزب الله"، وهو 51 عملية، مقارنة بالرقم القياسي السابق وهو 34 عملية السبت، حسب رصد مراسل الأناضول لبيات الحزب اليومية.
ورصدت تل أبيب الأحد إطلاق أكثر من 250 صاروخا من جانب "حزب الله" على وسط وشمالي إسرائيل، إضافة إلى استهدافات لقوات وآليات عسكرية إسرائيلية جنوبي لبنان.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 149 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و754 قتيلا و15 ألفا و626 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأحد.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.