قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن الجيش الإسرائيلي استخدم أسلحة أمريكية في غارة على بلدة حاصبيا بقضاء النبطية جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل 3 صحفيين وإصابة 4 آخرين.
وذكرت المنظمة في تقرير نشرته، الاثنين، أنها "وجدت أن الجيش الإسرائيلي شن غارات باستخدام قذائف ملقاة من الجو تشمل مجموعة ذخائر الهجوم المباشر المشترك أمريكية الصنع".
وأوضحت أن غارة إسرائيلية نفذت في صباح 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على منتجع "حاصبيا فيليج كلوب" في بلدة حاصبيا جنوبي لبنان، حيث كان أكثر من 12 صحفيا يقيمون منذ أكثر من 3 أسابيع، وأسفرت عن مقتل 3 منهم وجرح 4.
وقالت المنظمة إنها "لم تجد أي دليل على وجود قوات عسكرية أو نشاطات قتالية أو عسكرية في المنطقة وقت الهجوم".
وأضافت: "تشير معلومات، تحققت منها هيومن رايتس ووتش، إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم، أو يُفترض أن يعلم، أن الصحفيين يقيمون في المنطقة وفي المبنى المستهدف".
وبعد إعلانه أن قواته قصفت مبنى "حيث يعمل إرهابيون"، قال الجيش الإسرائيلي بعد ساعات إن "الحادث قيد التحقيق"، وفق تقرير المنظمة.
وضمن تحقيقاتها بالحادثة، قالت المنظمة إنها أجرت مقابلات مع 8 أشخاص كانوا يقيمون في المنتجع أو في جواره، بينهم 3 صحفيين مصابين ومالك المنتجع.
كما زارت "هيومن رايتس ووتش" أيضا الموقع في 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتحققت من 6 فيديوهات و22 صورة للغارة وآثارها، إضافة إلى التحقق من صور الأقمار الصناعية.
وأشارت إلى أنها "لم تتلقّ أي رد على الرسائل الموجهة إلى الجيش الإسرائيلي في 14 نوفمبر، التي تضمنت نتائج التحقيق وأسئلة، وإلى الجيش اللبناني في 5 نوفمبر التي تضمنت أسئلة".
وأضافت: "بحسب المقابلات وصور كاميرات المراقبة التي يظهر التوقيت عليها، شُنت الغارة على المبنى الذي يقيم فيه الصحفيون بُعيد الساعة 3 صباحا، وكان معظم الصحفيين نياما".
وتابعت: "سقطت قنبلة على المبنى المؤلف من طابق واحد، وانفجرت عند ارتطامها بالأرض. وقتل الانفجار الصحفي والمصور التلفزيوني غسان نجار، ومهندس البث الفضائي محمد رضا، وكلاهما يعمل في قناة "الميادين"، ومصور قناة "المنار" التابعة لـ "حزب الله" وسام قاسم"، وهو ما أكدته القناتين.
وقال الصحفيون إنهم كانوا يسمعون صوت المسيّرات فوق المنطقة بدون انقطاع، ما يرجح أن المنطقة كانت تحت المراقبة الإسرائيلية قبل الغارة في 25 أكتوبر، ولم يقع أي هجوم على بلدة حاصبيا، بحسب التقرير.
وتحققت المنظمة من فيديوهات التُقطت بعد الغارة بدقائق، يظهر فيها المبنى المستهدف مدمَّرا بالكامل ومبانٍ متضررة في الجوار.
ودعت المنظمة الحكومة الأمريكية إلى "تعليق نقل الأسلحة إلى إسرائيل بسبب الغارات العسكرية غير القانونية المتكررة على المدنيين، التي قد تجعل المسؤولين الأمريكيين متواطئين في ارتكاب جرائم حرب".
وقال ريتشارد وير، باحث أول في قسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في المنظمة: "استخدام إسرائيل الأسلحة الأمريكية في هجوم غير قانوني وقتل الصحفيين بعيدا عن أي هدف عسكري هو وصمة عار للولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء".
وأضاف: "الغارات الإسرائيلية السابقة التي قتلت صحفيين بدون أي عواقب لا تبعث كثيرا على الأمل في محاسبة هذه الانتهاكات ضد الإعلام أو غيرها في المستقبل".
ووفق وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، قتل 11 صحفيا جراء الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى مطلع نوفمبر الجاري.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و754 قتيلا و15 ألفا و626 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأحد.