الدولار قلب الظلم!

09:2716/08/2024, الجمعة
تحديث: 16/08/2024, الجمعة
محمد عاكف صويصال

يمكنكم مقاطعة الهمبرغر والمشروبات الغازية والقهوة التي ترتبط بالإمبريالية، أو حتى مقاطعة كل هذه المنتجات دفعة واحدة، إنها وسيلة للتعبير عن موقف، لكنها لن تسبب لهم ضرراً كبيراً. لا أقول هذا بهدف أن نتجنب المقاطعة أو نمتنع عنها. بالتأكيد، كما تسعى النملة للوصول إلى هدفها بعزيمة وإصرار، فإن اتخاذ موقف هو تعبير عن إرادة ومبدأ. فلنستمر في ذلك. ولكن إذا كنا نطمح لتحقيق نصر شامل ضد الساعين إلى إنهاء الإسلام وتفكيك المنطقة، فصدقوني، لن يتحقق ذلك حتى لو استخدمنا الرؤوس النووية. إذا كنتم تتساءلون كيف يمكننا

يمكنكم مقاطعة الهمبرغر والمشروبات الغازية والقهوة التي ترتبط بالإمبريالية، أو حتى مقاطعة كل هذه المنتجات دفعة واحدة، إنها وسيلة للتعبير عن موقف، لكنها لن تسبب لهم ضرراً كبيراً. لا أقول هذا بهدف أن نتجنب المقاطعة أو نمتنع عنها. بالتأكيد، كما تسعى النملة للوصول إلى هدفها بعزيمة وإصرار، فإن اتخاذ موقف هو تعبير عن إرادة ومبدأ. فلنستمر في ذلك.

ولكن إذا كنا نطمح لتحقيق نصر شامل ضد الساعين إلى إنهاء الإسلام وتفكيك المنطقة، فصدقوني، لن يتحقق ذلك حتى لو استخدمنا الرؤوس النووية.

إذا كنتم تتساءلون كيف يمكننا تحقيق هذا الهدف، فالجواب هو من خلال تقليل تأثير البترودولار. الدولار هو المحرك الرئيسي للظلم العالمي. إذا تم توجيه ضربة للدولار، فإن بقية الأنظمة ستنهار، وتتوقف عن العمل، وتتفكك.

وفي وقتنا الحالي هيمنة الدولار تغذي الظلم العالمي وتمنحه إمكانيات كبيرة، كالقوة الشرائية غير المحدودة، والاستثمار اللامحدود في البحث والتطوير، والميزانيات الضخمة للتعليم. لذلك هم يشترون العالم بأوراق نقدية.

من الذي يمنحهم هذه القوة؟ ببساطة، نحن. ولكن لا تُفهموني بشكل خاطئ، فأنا لا أقصد أن عليكم بيع دولاراتكم واستبدالها بالليرة التركية. ومع ذلك، فإن مجرد الاحتفاظ باليورو بدلاً من الدولار قد يكون كافياً لإضعاف الأساس الذي تعتمد عليه الدول التي تدعم الظلم.


إذا كان بإمكان شعوب الشرق تحقيق ذلك، فلن تكون هناك حاجة للصواريخ والأسلحة، بل سيؤدي ذلك إلى انهيار النظام الحالي ودخول نظام جديد. لذلك، ينبغي على تركيا، حتى وإن لم تكن عضوًا في مجموعة البريكس، أن تدعم هذه الفكرة. ويجب أن تستمر الحوارات مع روسيا والصين على أساس إيجابي.


وقت الانتخابات يقترب! قد ندخل فترة نشهد فيها كسر هيمنة الغرب، أو قد ندخل في عملية دموية تُنظم فيها تشكيلات مزعومة من الأكراد، التي في الحقيقة تخدم الصهيونية، من جبهة ديدياغاش (اليكساندروأوبولي) أو شمال سوريا.


ما هي أكبر عملية احتيال في التاريخ؟

العلاقة بين البترول والدولار هي الحيلة التي تمثل محاولة لملء الفراغ الذي نشأ بعد انتهاء نظام الدولار مقابل الذهب، الذي أطلق عليه اسم أكبر عملية احتيال في التاريخ. هذا النظام انتهى عندما جمعت الولايات المتحدة كل ذهبها.

وفي أوائل السبعينيات، بدأت المنافسة التي حققتها دول مثل أوروبا واليابان، إضافة إلى الأعباء الاقتصادية الناتجة عن حرب فيتنام، في إضعاف النظام الاقتصادي القائم، مما أثر على استقراره لصالح الولايات المتحدة.

وحتى ذلك الحين، كانت الولايات المتحدة قد تعهدت بربط كل دولار بالذهب، ولكن في عام 1971، عندما أعلن الرئيس نيكسون أن "التزامنا قد انتهى". وبالتالي تركت أمريكا الأشخاص الذين كانوا يثقون بالدولار الأمريكي، الذي تحول من كونه مدعومًا بالذهب إلى مجرد ورقة نقدية، دون أي ضمان حقيقي.


العالم يعمل من أجل قطعة من الورق

في فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق نيسكون، قال وزير الخزانة السابق جون كونالي المقولة المشهورة الخاطئة: "الدولار عملتنا ولكن هذه مشكلتكم". وهذا التصريح كان في الوقت الذي أرادت فيه الولايات المتحدة الحفاظ على إنتاجها ورفاهيتها مقابل قطعة من الورق، وذلك بعد فترة من عام 1971، عبر اتفاق سري مع السعودية.

وبموجب هذا الاتفاق، تم بيع النفط المنتج مقابل الدولار الأمريكي، ونتج عن ذلك نظام يحافظ على وجود الدولار الأمريكي بدلاً من نظام بريتون وودز، وذلك بهدف حماية الأسرة السعودية.


أما بالنسبة لدورة الدولارات المتراكمة لدى منتجي النفط، فكانت كالتالي: تودع السعودية وبقية دول أوبك عائدات النفط في بنوك أمريكية وبريطانية، ثم تُحوّل هذه الأموال إلى بقية أنحاء العالم لتسديد فواتير النفط المتزايدة، وذلك من خلال سندات يورودولار أو قروض عبر البنوك البريطانية والأمريكية.


خطوات لكسر هيمنة الدولار النفطي

لقد كانت الخطوة الجادة الأولى لكسر دورة الدولار النفطي قد اتخذت بتاريخ 6 نوفمبر 2000 على يد الرئيس العراقي السابق صدام حسين. كان صدام قد أعلن أنه سيقبل المدفوعات النفطية باليورو، وهذا كان بداية النهاية بالنسبة له.


ومن المحتمل جداً أن القذافي قُتل بشكل وحشي نتيجة محاولاته لكسر نظام الدولار النفطي، على الرغم من أننا لا نستطيع أن نكون متأكدين تماماً من ذلك.


كما تم اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) في 26 مارس 1975، بعد أن أظهر شجاعة في فرض حظر نفطي على الغرب

كما أن وراء الاضطرابات في فنزويلا يكمن أيضاً في الرغبة بعدم تصدير النفط عبر الدولار الأمريكي.


هل تنتهي العملية بعد انتهاء الاتفاق؟

لا يوجد اتفاق معلن، وحتى لو كان موجودًا، فهو بين الدول ولا يمكننا التأكد من تفاصيله. ومع ذلك، ليس من الضروري أن يكون هناك اتفاق رسمي. نظام النفط مقابل الحماية هو واضح.

هذه القضية لا ينبغي أن تُترك فقط لرؤساء الدول. إنها مسؤولية تشكيل الإرادة الجماعية من خلال إراداتنا الفردية.

وعلى المدى القصير، لا أقول إن الأمر سهل أو ممكن بشكل كامل، ولكن يمكننا تحديد أسعار صادراتنا باليورو، وطلب عروض أسعار باليورو عند شراء الواردات، والاحتفاظ باليورو كعملة للتجارة أو الادخار. وإذا توقفت الأمة الإسلامية عن استخدام الدولار، فسيكون ذلك كافياً لإسقاط هذا النظام العالمي، الذي سينهار بسرعة.

لا تقولوا إن الدولار واليورو هما كالأخوين، المال يفسد العلاقة والتوازن بين الأخوة.

#الدولار الأمريكي
#اليورو
#مقاطعة الدولار
#الملك فيصل بن عبد العزيز
#نيكسون
#الليرة
#مقاطعة