-اللافتات كتب عليها عبارة "لا مستقبل في فلسطين" مصحوبة بصورة نزوح فلسطيني في قطاع غزة. -الخبير سليمان بشارات للأناضول: اللافتات تندرج ضمن سياسة تهجير إسرائيلية متجذرة منذ عقود والفلسطينيون لن يملوا من ثباتهم.
أثارت لافتات كبيرة علقها مستوطنون إسرائيليون على طرقات في الضفة الغربية المحتلة، حالة غضب في صفوف الفلسطينيين الذين اعتبروها "دعوة صريحة للتهجير القسري".
وعٌلقت لافتات كبيرة على جوانب شوارع رئيسية بالضفة الغربية، كتب عليها بخط كبير عبارة "لا مستقبل بفلسطين"، وإلى جوارها صورة لعملية نزوح كبيرة لفلسطينيين في قطاع غزة.
وتناقل فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الصور، وقالوا إنها "دعوة صريحة للتهجير القسري في الضفة الغربية كما في قطاع غزة".
ورصد مراسل الأناضول، الثلاثاء، بعض تلك اللافتات على طريق نابلس- رام الله شمالي الضفة، إحداها قرب مستوطنة شيلو، والأخرى قرب حاجز زعترة العسكري.
*تهجير ممنهج
وفي تعقيبه على ذلك، قال الخبير السياسي الفلسطيني سليمان بشارات للأناضول، إن "المجموعات اليهودية ومجموعات المستوطنين (الإسرائيليين) تعمل بشكل موازن لسياسة الحكومة (برئاسة بنيامين نتنياهو)، والتي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم".
وأضاف بشارات، أن "هذا يأتي ضمن السياق التاريخي المتجذر منذ عام 1948 (تأسيس إسرائيل)، من خلال التضييق والتهجير والمجازر (الإسرائيلية) التي نفذت بحق الفلسطينيين، بهدف تقليل الوجود الفلسطيني داخل أراضينا".
كما اعتبر الخطوة أنها تندرج "ضمن الصراع الديموغرافي، وهو واحد من أوجه الصراع بين الاحتلال الاسرائيلي والفلسطينيين أصحاب الأرض".
الخبير أكد أن "المستوطنين يستفيدون من عمليات الإبادة والقتل الممنهج في قطاع غزة، لتقديم مقاربة للشعب الفلسطيني وتخييره بالبقاء في أتون القتل والتدمير المنهج، أو التهجير".
ولهذا السبب، وفق بشارات، "يتم تكثيف الخطاب الإسرائيلي من قبل المستوطنين، لترسيخ صورة ذهنية لدى الفلسطيني أن لا مستقبل للحياة في أرض فلسطين".
وبشأن تأثير تلك السياسة على الفلسطينيين، قال بشارات: "الفلسطيني المتشبث بأرضه لا يمل من الصمود أمام هذا النهج الإسرائيلي".
ويأتي استعراض تلك اللافتات بينما تعمل إسرائيل على ضم الضفة الغربية، وتوسيع البناء الاستيطاني وسيطرة المستوطنين على أكبر مساحة ممكنة من الأرض.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن تل أبيب لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته، كما صعد المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ليرتفع إجمالي الضحايا إلى 813 قتيلا، ونحو 6 آلاف و500 جريح، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 152 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.