فيدان: تركيا في قلب المساعي الدولية لوقف نزيف الدم بغزة

09:0210/12/2025, الأربعاء
تحديث: 10/12/2025, الأربعاء
الأناضول
فيدان: تركيا في قلب المساعي الدولية لوقف نزيف الدم بغزة
فيدان: تركيا في قلب المساعي الدولية لوقف نزيف الدم بغزة

جاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية التركي أمام البرلمان خلال جلسة مخصصة لميزانية وزارة الخارجية لعام 2026.

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن تركيا كانت في قلب المساعي الدولية الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم في غزة هذا العام، كما كانت في الماضي.

جاء ذلك خلال في كلمة للوزير فيدان أمام البرلمان التركي خلال جلسة لميزانية وزارة الخارجية لعام 2026.

وذكر أن تركيا تبرز حاليا كفاعل يتمتع بتقدير واحترام دوليين بفضل سياستها الخارجية التي تعطي أولوية للسلام والاستقرار في جغرافيا واسعة تمتد من غزة إلى أوكرانيا، ومن جنوب القوقاز إلى القرن الإفريقي، وبفضل أدوار الوساطة التي تقوم بها.

**فلسطين

وتطرق فيدان إلى العدوان الإسرائيلي على غزة ثم على كل من لبنان وسوريا واليمن وإيران وقطر، ووقوف تل أبيب وراء زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وقال: "تجاوز عدد إخوتنا الفلسطينيين الذين استشهدوا في الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة 70 ألف شهيد.. هذه الهمجية أدت أيضا إلى صحوة في المجتمع الدولي".

وأوضح فيدان أنه تم الوصول إلى نقطة لم يعد بإمكان الدول التي قدمت دعما غير مشروط لإسرائيل بعد 7 أكتوبر/تشرين 2023، الوقوف إلى جانب هذا الخرق للقانون.

وقال: "مع اعتراف 11 دولة إضافية بدولة فلسطين، تحولت إرادة حل الدولتين إلى توافق عالمي. لقد وصلنا اليوم إلى منعطف تاريخي حيث تعترف أربع دول من الدول الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفلسطين".

وأكد فيدان "أولويتنا في الفترة المقبلة هي تعزيز وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة الإعمار، وضمان تدفق للمساعدات الإنسانية".

وأضاف: "هدفنا النهائي والثابت هو تجسيد قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وذات موحدة جغرافية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وتابع: "ستواصل تركيا الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ، وإلى جانب أشقائها الفلسطينيين، لضمان تشكيل مستقبل غزة وفقا لإرادة الشعب الفلسطيني".

**الحرب الروسية الأوكرانية

وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، أشار فيدان إلى أنها لا تزال تؤثر على أمن واستقرار المنطقة، مذكّرا بأن تركيا دافعت منذ بداية الحرب عن ضرورة الحل عبر الحوار والدبلوماسية.

وتجري تركيا بحسب فيدان الاتصالات مع كافة الأطراف لمنع توسع الحرب قائلا: "سنستمر في تطبيق اتفاقية مونترو للمضائق، فهي الضامن للتوازن والاستقرار في المنطقة".

** سوريا

وأشار فيدان إلى أن سوريا عادت إلى عضوية منظمة التعاون الإسلامي بعد 13 عاما، وأن تركيا كان لها دور في هذه العودة.

وأضاف: "تم قطع شوط كبير في وقت قصير نحو إعادة إدماج سوريا في المجتمع الدولي".

وأكد فيدان أن تركيا ترغب في رؤية سوريا ينعم فيها الجميع بالسلام، قائلا: "من هذا المنطلق، نعتقد أن تنفيذ اتفاق 10 مارس (آذار) التي بدأت مع قوات قسد في أقرب وقت ممكن، سيساهم بشكل كبير في استقرار البلاد."

وأضاف الوزير فيدان: "منذ سقوط النظام، عاد ما يقرب من 560 ألفا من إخوتنا السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة إلى بلادهم طوعا وبشكل آمن وكريم"، مشيرا إلى أنه يتم تسريع المشاريع لجعل عودة السوريين مستدامة.

**العلاقات مع العراق

ولفت فيدان إلى وجود توافق تام مع الإدارة العراقية بما يخص الوضع الأمني، قائلا: نعرب عن ارتياحنا للدعم الذي تقدمه السلطات العراقية لرؤية "تركيا بلا إرهاب"، وهدفنا النهائي هو إزالة آفة الإرهاب تماما من المسائل المشتركة للبلدين في أقرب وقت.

وشدد على أنهم سيواصلون متابعة حقوق التركمان في العراق، مشيرا إلى متابعتهم عن كثب للعلاقة بين إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد.

وأعرب فيدان عن أمله في أن يتم تشكيل حكومة جديدة في العراق في أقرب وقت، تكون شاملة ومتوازنة وتخدم استقرار العراق وتنميته، قائلا: "نطمح في علاقاتنا مع الحكومة الجديدة إلى الحفاظ على الزخم الذي حققناه".

**العلاقات مع ليبيا ومصر وإيران

وأشار فيدان إلى أن تركيا قطعت شوطا في التعاون مع ليبيا من خلال مواصلة نهجها المبدئي تجاهها، مؤكدا أن أنقرة ستواصل المساهمة في استقرار ليبيا مستقبلا، بما يتماشى مع سياسة "ليبيا موحدة".

وأفاد فيدان بأن الاتصالات التركية مع مصر تجري على مستوى رفيع، مشيرا إلى التخطيط لعقد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ومصر عام 2026.

وفيما يخص إيران، ذكر فيدان أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية في يونيو/حزيران قد خلقت مخاطر جدية على المستويين الإقليمي والعالمي، مذكرا بأن تركيا أدانت العدوان الإسرائيلي بشكل واضح وصريح.

وبيّن أن تركيا تدعم حل القضايا المتعلقة بإيران عبر الطرق الدبلوماسية، محذرا: "خلافا لذلك، فإن نشوب حرب جديدة وكبيرة في منطقتنا لن يكون في مصلحة أو فائدة أي طرف على الإطلاق".

** العلاقات مع الولايات المتحدة

وأكد وزير الخارجية التركي أن الاتصالات المستمرة مع الولايات المتحدة "الشريك الاستراتيجي" تزداد وتيرتها على أساس المصالح والاحترام المتبادلين، مشددا على أن لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر/أيلول كان بمثابة نقطة تحول.

وأشار فيدان إلى أنه خلال زيارته للولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني، تمت مناقشة القضايا الحيوية المتعلقة بالأمن القومي، وعلى رأسها الملف السوري.

وتواصل تركيا بحسب فيدان العمل من أجل الرفع الكامل للقيود في مجال الصناعات الدفاعية.

**العلاقات مع الناتو والاتحاد الأوروبي

وأكد فيدان على تعزيز مكانة تركيا داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قائلا: "بلدنا يرى، من منطلق مفهوم عدم تجزئة الأمن، أنه لا ينبغي تطبيق قيود على الصناعات الدفاعية بين الدول الحليفة. وقد تم تأكيد هذا النهج في البيانات المعتمدة في قمم الناتو في فيلنيوس 2023، وواشنطن 2024، ولاهاي 2025."

وأشار إلى قمة الناتو التي ستُعقد في تركيا عام 2026، مبينا أنهم يهدفون إلى تحقيق نتائج ملموسة تعزز وحدة الحلف ومستوى جاهزيته.

كما لفت فيدان إلى أن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أدركت مؤخرا بوضوح الأهمية الاستراتيجية للعلاقات مع تركيا.

وشدد على عملهم من أجل عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب إعادة تفعيل آليات الحوار وتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، وتسريع عملية رفع تأشيرات السفر.

**العلاقات مع دول الخليج

وذكّر فيدان بأنه تم تفعيل آلية مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى مع الإمارات بفضل زيارة رئيس الدولة، محمد بن زايد آل نهيان، لتركيا.

وأشار إلى أن الجولة الخليجية للرئيس أردوغان والتي شملت الكويت وقطر وعُمان، عززت إرادة التعاون.

وأكد فيدان أن تركيا تواصل دعمها للجهود الدولية الرامية إلى إرساء سلام دائم في اليمن على أساس سيادته وسلامة أراضيه.

وتطرق لـ"إعلان أنقرة" الذي وقعته الصومال وإثيوبيا بوساطة تركية، مشيرا إلى أنه وفر أرضية لخفض التوتر ومواصلة الحوار.

وأكد أن تركيا تدعم المساعي الدبلوماسية الهادفة إلى تحقيق وقف إطلاق النار في السودان ضمن إطار وحدته وسلامة أراضيه وسيادته.

** العلاقات مع الدول الإفريقية

وصف وزير الخارجية التركي الشراكة الاستراتيجية لبلاده مع إفريقيا بأنها "واحدة من أكثر العناصر حيوية في السياسة الخارجية التركية".

وأكد على إيلائهم أهمية للتعاون المؤسسي مع الاتحاد الإفريقي.

** العلاقات مع الصين

وحول العلاقات مع الصين، شدد فيدان على أن اللقاء الذي عقده الرئيس أردوغان مع نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، قد أضفى زخما على التعاون بين البلدين.

وأضاف: "نولي أهمية استراتيجية لمواءمة مبادرة الحزام والطريق مع الممر الأوسط (التركي)"

وتابع: "في إطار احترام وحدة الأراضي الصينية نواصل التأكيد على توقعاتنا المتعلقة بضمان عيش الأتراك الأويغور في سلام وأمان وممارسة ثقافتهم بحرية".

#تركيا
#فلسطين
#هاكان فيدان