ظهور صور نادرة للقائد العثماني فخر الدين باشا

كشف مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية التابع لمنظمة التعاون الإسلامي (إرسكيا) عن باقة من صور التقطها القائد العثماني فخر الدين باشا، في مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من المناطق.

وتسلط الصور الضوء على المدن إبان الحرب العالمية الأولى ولاسيما الحجاز التي قضى فيها مدة عامين و7 أشهر إبان الحرب العالمية الأولى.

وكان اللواء المتقاعد سليم تورك قان والجنرال والنائب المتقاعد أورهان تورك قان (أبناء عمر فخر الدين تورك قان باشا)، قد تبرعوا بشرائط صور سلبية للمركز ليتم تحويلها إلى صور رقمية، ووضعها تحت تصرف الباحثين والمهتمين.

وفي حديث للأناضول، أوضح المدير العام لمركز "إرسيكا"، البروفيسور محمود إيرول قليتش، أن فخر الدين باشا اسم مهم نشأ على التربية الحكومية العثمانية وشغل العديد من المناصب.

- سيتم تحويل المجموعات إلى كتب بقصصها

وقال قليتش إن أبناء فخر الدين باشا تبرعوا لمركز "إرسيكا" بـ647 صورة 257 منها التقطها القائد العثماني بنفسه.

وأشار إلى أن فخر الدين باشا كان أيضا مصورا جيدا، بالإضافة إلى أعماله العسكرية في الأماكن التي خدم فيها، مثل مكة والمدينة.

وأوضح أن فخر الدين باشا لديه العديد من أعمال البنية التحتية من حفر آبار، وفتح بعض الشوارع، وبعض الأنشطة العمرانية، قائلا: "كان يقوم بتصوير كل هذه الأعمال بنفسه. كما التقط صورا في أفغانستان حيث كان سفيرا فيها".

وأشار مدير "إرسيكا" إلى أن المركز يمتلك العديد من الأرشيفات الخاصة القيمة، وأنهم يعملون على إتاحتها للباحثين والمؤرخين، وبدأوا في نشرها رقميا.

ولفت قليتش إلى أن المهتمين بتاريخ المدينة المنورة وأفغانستان يمكنهم العثور على أدلة قيمة في أرشيف فخر الدين باشا، الذي يوجد جزء منه في مكتبة أتاتورك بميدان تقسيم بإسطنبول.

وأضاف: "نخطط لإصدار كتاب يتضمن الصور الموجودة في أرشيف إرسيكا مع كتابة قصصها، ونأمل بهذا خدمة العلم من خلال إتاحة هذه الصور للباحثين".

بدوره، قال رئيس قسم الأبحاث في "إرسيكا"، البروفيسور الدكتور جنكيز تومار، إن مجموعة صور فخر الدين باشا التي تم كشفها للجمهور بصيغة رقمية، تضم صورا لمكة المكرمة والمدينة المنورة ومنطقة الحجاز والجغرافيا العربية والبلقان والأناضول بالإضافة إلى أفغانستان.

ولفت إلى أهمية المجموعة من حيث نقلها للمظهر العام والحياة والمدن في تلك الحقبة للإمبراطورية العثمانية وتحديدا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، موضحا أن الصور تتضمن مناظر للمدن، بالإضافة إلى صور شخصية واحتفالات وأنشطة الإعمار والبناء.

وشدد تومار على أهمية إتاحة المجموعة رقميا للباحثين، قائلا: "قد تخبر صورة واحدة أكثر بكثير مما يرويه كتاب".

وأضاف: "الصورة التي تظهر شخصا أو مبنى أو جنودا يمكن أن تكون ذات أهمية كبيرة للمؤرخين. يمكن إجراء مقالات ورسائل وأبحاث وكتابة كتب بناء عليها".