
وزارة الخارجية الفرنسية قالت إن "هذه التدابير تمثل انتهاكا للمحكمة والدول الـ125 الأعضاء في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وتتعارض مع مبدأ نزاهة القضاء"
أدانت فرنسا، الجمعة، "جميع أوجه التهديد والتدابير القمعية" ضد المحكمة الجنائية الدولية وموظفيها، على خلفية العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على اثنين من قضاة المحكمة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن "فرنسا أحيطت علمًا باعتماد الولايات المتحدة جزاءات جديدة إزاء المحكمة الجنائية الدولية ضد قاضيين من قضاتها تضاف إلى الجزاءات التي اتخذت سابقا ضد تسعة قضاة آخرين".
وأضاف البيان: "تدين فرنسا جميع أوجه التهديد والتدابير القمعية ضد المحكمة وموظفيها ومنظمات المجتمع المدني التي تدعمها".
ودعت الخارجية الفرنسية الولايات المتحدة إلى "سحب جميع هذه الجزاءات التي اعتمدتها بموجب مرسوم رئاسي صدر في 6 فبراير/ شباط 2025".
وأوضحت أن "هذه التدابير تمثل انتهاكا للمحكمة والدول الـ125 الأعضاء في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وتتعارض مع مبدأ نزاهة القضاء".
وعبّرت عن تضامن فرنسا مع القضاة المستهدفين بهذا القرار، ودعمها الراسخ للمحكمة الجنائية الدولية وموظفيها، مشيدة بـ"دورهم الجوهري في مكافحة الإفلات من العقاب".
وأردفت: "ستواصل فرنسا بالتعاون مع شركائها الأوروبيين والدول الأخرى الأعضاء في نظام روما، حشد جهودها لتتمكن المحكمة من الاستمرار في مهمتها على نحو مستقل وحيادي من أجل تحقيق العدالة للضحايا والمتضررين من أخطر الجرائم".
والخميس، قررت الإدارة الأمريكية فرض عقوبات على القاضيين غوتشا لوردكيبانيدزه وإردينبالسورين دامدين، من دائرة الاستئناف في المحكمة الجنائية الدولية، بزعم تورطهما بشكل مباشر في أعمال مسيسة وغير شرعية ضد إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية: "كانت الولايات المتحدة واضحة، سنواصل الرد بعواقب كبيرة وملموسة للحماية من استغلال المحكمة الجنائية الدولية للقانون، وإساءة استخدام السلطة، وتجاهلها الصارخ لسيادة الولايات المتحدة وإسرائيل".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة في لاهاي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة.
وفي 20 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت الإدارة الأمريكية فرض عقوبات على عدد من القضاة وأعضاء مكتب الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية متهمة إياهم باتخاذ "مواقف مناهضة لإسرائيل".
وخلّفت حرب الإبادة التي بدأتها إسرائيل بغزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ودعمتها واشنطن واستمرت عامين، أكثر من 70 ألف قتيل و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.






