
في دفعة أولى من أصل 30 ألف خيمة مقدمة للنازحين في السودان من رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة...
وصل ميناء بورتسودان شرقي السودان، الجمعة، سفينة مساعدات تركية تحمل أكثر من 10 آلاف خيمة مقدمة للنازحين في البلاد التي تشهد حربا مستمرة منذ أكثر من عامين ونصف.
وذكر مراسل الأناضول أن ميناء بورتسودان، شهد مراسم استقبال سفينة مساعدات تركية تحمل 10 آلاف و80 خيمة، في دفعة أولى من أصل 30 ألف خيمة مقدمة للسودانيين من رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، وبالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة التابعة لأمم المتحدة.
وحضر المراسم نائب رئيس "آفاد" حمزة طاش ديلان، وسفير تركيا لدى الخرطوم فاتح يلدز، والمفوض العام لمفوضية العون الإنساني (حكومية) سلوى آدم، ورئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان محمد رفعت، ومسؤولون محليون.
وعقب استقبال السفينة، قال طاش ديلان للأناضول، إن السفينة المحملة بالخيام انطلقت من ميناء مرسين جنوبي تركيا في 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وذلك عقب تفاقم الأزمة الإنسانية بعد دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف: "عقب وقوع الأحداث في الفاشر مباشرة، جئنا إلى السودان ووزعنا طرودا غذائية تكفي 1500 أسرة".
واستطرد: "بناء على الاحتياجات التي رصدناها، ولاسيما فيما يتعلق بتأمين المأوى، باشرنا العمل فور عودتنا إلى تركيا. وبقيادة فخامة رئيس جمهوريتنا (رجب طيب أروغان)، قمنا بتنفيذ هذا الدعم".
ولفت نائب رئيس "آفاد" إلى أن جهود المساعدات تجري بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، وأن شحن نحو 30 ألف خيمة يتم على مراحل عبر ثلاث سفن.
وأوضح أن المنظمة الدولية للهجرة تعهّدت بإيصال الخيام إلى أبعد النقاط في السودان.
** المساعدات "دليل صداقة وأخوّة"
من جانبه، قال السفير يلدز: "أنا هنا ليس فقط بصفتي سفير تركيا في السودان، بل أيضا كشاهد على المعاناة والآلام التي مرّ بها السودان والسودانيون في هذه المرحلة الصعبة، وكصديق لهم".
وأكد يلدز أن تركيا تقدم دعما في مجال الإيواء للأسر التي فقدت منازلها في ولايات مختلفة من السودان.
وأضاف: "نحن لا ننظر إلى هذه الخيام على أنها مجرد مستلزمات للإيواء فحسب، بل رسائل دافئة من الشعب التركي تقول في أوقات الشدة (نحن إلى جانب السودان والسودانيين)".
وأوضح ان الخيام أيضا "دليل على الصداقة العميقة والتاريخية، وعلى الأخوّة بين تركيا والسودان".
وأكد متابعة وصول جميع الخيام إلى المحتاجين بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة والسلطات السودانية.
ولفت السفير يلدز إلى أن تركيا اتخذت خيارا مهما في السودان، يتمثل في "عدم الاكتفاء بالمشاهدة من بعيد لما يجري هنا، بل في الوقوف إلى جانب السودانيين، وأن تكون بينهم وكأنها منهم".
وشدد على أن "هذه الاحتياجات ستنتهي يوما ما، لكن السودان وتركيا سيبقيان دائما بحاجة إلى بعضهما البعض كصديقين وشقيقين".
** "تركيا تقدم بلا مقابل"
بدورها، قدّمت مفوضة "العون الإنساني" السودانية خالص شكرها لتركيا، ولشعبها ومؤسساتها، على الدعم والمساعدات الكبيرة المقدّمة للشعب السوداني.
وقالت المفوضة العامة سلوى: "تركيا تقف إلى جانب أشقائها السودانيين دون انتظار أي مقابل، ودون إظهار أي سلوك جارح".
وأكدت أنه "يستحيل سرد جميع المساعدات التي تقدمها تركيا بصورة فردية".
وأوضحت أنها أبلغت مسؤولي "آفاد" خلال زيارة مسؤوليها إلى السودان مؤخرا، بوجود حاجة إلى خيام الإيواء، وأن المؤسسة التركية أوفت بوعدها ولبّت الاحتياج.
وأكدت أن الحكومة السودانية ستعمل على تسهيل إيصال جميع المساعدات الإنسانية إلى القرى والمخيمات وجميع المناطق المحتاجة لها، مشددة على أن المساعدات السابقة وصلت إلى المحتاجين بالفعل.
** تركيا الأولى والوحيدة
أما رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان محمد رفعت، فشدّد على وجود خطة توزيع أُعدّت بالتنسيق مع الحكومة السودانية و"آفاد".
وأوضح أنه سيتم تأمين التنسيق اللازم لإيصال الجزء الأكبر من الخيام إلى المحتاجين في شمال دارفور وكردفان.
وأشار رفعت إلى أن تركيا هي الدولة "الأولى والوحيدة" التي تبرعت بخيام إلى بلدة "طويلة" التي لجأ إليها النازحون من مدينة الفاشر.
وأكد أن الحكومة التركية اضطلعت بدور مهم في إيصال المساعدات الإنسانية منذ اليوم الأول لاندلاع الاشتباكات، لافتا إلى أن منظمات المجتمع المدني التركية قدمت إسهامات مهمة في مختلف أنحاء السودان.
وتشير تقديرات أممية إلى وجود نحو 700 ألف نازح في طويلة وحدها قادمين من الفاشر.
ويأتي ذلك في ظل اشتباكات ضارية تجري بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ أسابيع، في ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر "الدعم السريع" على ولايات دارفور الخمس غربا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء الحرب المستمرة منذ أبريل/ نيسان 2023 بسبب خلاف بين الجيش و"الدعم السريع" بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، وهو ما خلف مقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح 13 مليون شخص.






