مستوطنون إسرائيليون أحرقوا فجر الجمعة "مسجد بر الوالدين" في بلدة مردا شمال الضفة وخطوا شعارات عنصرية...
اعتبر الفلسطينيون في بلدة مردا شمال الضفة الغربية المحتلة أن حرق مستوطنون فجر الجمعة "مسجد بر الوالدين" وخطهم شعارات عنصرية، إنذارا بمزيد من الاعتداءات وناتجا عن تحريض وحماية من الحكومة الإسرائيلية.
وفجر الجمعة اقتحم مجموعة من المستوطنين اليهود الحي الشرقي من البلدة (شمال سلفيت) وأضرموا النار في "مسجد بر الوالدين"، وخطوا شعارات عنصرية.
وأشار الشهود إلى أن النيران أتت على أجزاء كبيرة من المسجد، قبل أن يتمكن السكان من السيطرة عليها وإخمادها.
وذكروا أن المستوطنين خطوا شعارات عنصرية على جدار المسجد بينها "الموت للعرب" إضافة لرسم نجمة داود السداسية.
وأظهرت مقاطع مصورة لكاميرات مراقبة تسلل 3 مستوطنين إلى المسجد، وخط الشعارات قبل إلقاء مواد حارقة بداخله.
وبلدة مردا تجاور مستوطنة أرئيل، ويحيط بها جدار سلكي، فيما تغلق إسرائيل مداخلها ببوابات عسكرية بشكل شبه دائم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن 822 قتيلا ونحو 6 آلاف و500 جريح، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت أكثر من 152 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
** "نحرق مسجدا ونبني كنيس"
وقال عصمت الخفش، وهو من سكان الحي وشاهد عيان: "استفاق الفلسطينيون فجرا على إلقاء مجموعة من المستوطنين مواد حارقة في المسجد بعد كسر إحدى بواباته".
وأشار في حديثه للأناضول إلى أن "أضرارا كبيرة لحقت بالمسجد قبل أن يتمكن السكان من إخماد النيران".
وعن كتابات باللغة العبرية، قال: "خطوا عبارات عنصرية منها: الموت للعرب، نحرق المسجد ونبني مكانه كنيس".
وبين أن بلدته تعيش حالة من الحصار والاعتداءات المتواصلة منذ ما قبل 7 أكتوبر، وتزايدت بشكل كبير منذ حرب الإبادة.
واتهم الخفش المستوى السياسي والجيش الإسرائيلي بحماية ودعم الجماعات المتطرفة من المستوطنين.
وشدد: "ما نشهده هو تنفيذ وتطبيق للشعارات التي يطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء في حكومته، أبرزهم (الوزيرين) بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير".
وذكر أن البلدة محاصرة بجدار سلكي وبوابات عسكرية، وأشبه ما تكون سجن كبير.
** تبادل أدوار بين الجيش والمستوطنين
بدوره، قال رئيس مجلس قروي مردا فلاح بداح، للأناضول، إن "حرق المسجد ليس بالجريمة الجديدة، سبقه سلسلة اعتداءات في الضفة الغربية والقدس المحتلة على دور العبادة، المستوطنون يحرقون الأخضر واليابس والأطفال".
ووصف جريمة حرق المسجد بـ "الهمجية التي تعبر عن ثقافة وتطرف المستوطنين، وتنذر بمزيد من الاعتداءات".
وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي مساند ومشارك في العملية حيث يحاصر البلدة من كافة الجهات، ويفرض عليها حصارا مشددا بذرائع وهمية".
كما سلط الضوء على أن "الجيش يتواجد في محيط البلدة وعادة ما يقتحمها ويفتش المنازل ويحقق مع السكان".
واختتم بداح حديثه بالقول: "نعيش حالة عقاب جماعي من قبل الجيش، واعتداءات وانتهاكات من قبل المستوطنين".