مخيما طولكرم ونور شمس بالضفة.. قوات الاحتلال تضرب كل مناحي الحياة

14:1326/12/2024, الخميس
الأناضول
مخيما طولكرم ونور شمس بالضفة.. قوات الاحتلال تضرب كل مناحي الحياة
مخيما طولكرم ونور شمس بالضفة.. قوات الاحتلال تضرب كل مناحي الحياة

عملية عسكرية إسرائيلية في مخيمي طولكرم ونور شمس المحتلة استمرت 48 ساعة قتل خلالها 9 فلسطينيين وتسببت في دمار واسع...


وسط دمار واسع وحالة من الصدمة، يعيش الفلسطينيون في مخيمي طولكرم ونور شمس شمال الضفة الغربية، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة عقب عملية عسكرية استمرت يومين، أسفرت عن مقتل 9 فلسطينيين ودمار كبير طال المنازل والمتاجر والبنية التحتية.

ويقول السكان في المخيمين إن إسرائيل تسعى إلى تدمير النسيج المجتمعي ودفعهم إلى الرحيل من منازلهم من خلال عمليات تدمير واسعة للممتلكات.

ورغم الدمار الكبير، يبذل السكان جهودا مضنية لإعادة الحياة إلى المخيمين، بالتعاون مع طواقم الدفاع المدني وبلدية طولكرم، لفتح الطرقات وإزالة الركام، في محاولة لإنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد انسحب فجر الخميس، من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة بعد عملية عسكرية استمرت يومين وأسفرت عن مقتل 9 فلسطينيين.

وقال الجيش في بيان أرسل نسخة منه إلى الأناضول: "أنهت قوات الأمن حملة عسكرية بمنطقة طولكرم استمرّت يومين".

وأضاف: "أغارت طائرة لسلاح الجو خلال الحملة على عدة خلايا مسلحة، وقضت القوات على مسلحين اثنين خلال اشتباك وجهًا لوجه ودمرت عشرات العبوات الناسفة المزروعة على الطرقات، واعتقلت عددًا من المشتبه فيهم وصادرت وسائل قتالية".

وتابع الجيش الإسرائيلي: "قتل خلال العملية الناشطون: قصي عكاشة، وجعمة عبيد، وعمران حارون".

**مباشرة إزالة الركام

أعلن وزير الحكم المحلي الفلسطيني سامي حجاوي، في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، عن اجتماع للجنة فنية من عدة وزارات لبدء العمل على إزالة الركام وإصلاح ما دمره الجيش الإسرائيلي في مخيمي طولكرم ونور شمس.

وأشار حجاوي إلى أن "سلطات الاحتلال أحدثت دمارا غير مسبوق بمخيم طولكرم، حيث انقطعت المياه والكهرباء والاتصالات، وتدفقت مياه الصرف الصحي إلى الشوارع".

**ضرب كافة مناحي الحياة

على مدخل مخيم نور شمس شرقي طولكرم، خلفت الجرافات الإسرائيلية حفرة عميقة ودمرت متاجر ومنازل، فيما يقول السكان إن عمليات التدمير تجري دون سبب.

قال يوسف الغول، صاحب صيدلية "الهدى"، للأناضول: "هذه المرة العاشرة التي يستهدف فيها الاحتلال الصيدلية اليوم خلفوا دمارا كبيرا وحاولوا هدمها بالكامل عبر استهداف الأعمدة الرئيسية".

وأضاف: "الاحتلال يستهدف ضرب كافة مناحي الحياة، بما في ذلك الرعاية الصحية، يريدون دفعنا للرحيل، لكننا باقون".

ويواصل الغول البحث بين الأنقاض عن أدوات ومعدات يمكنه إنقاذها، مؤكدا أن التدمير يستهدف دفع الناس إلى الهجرة وترك المخيمات.

وبالقرب منه، يتفقد الفلسطيني إبراهيم عامر متجره قائلا: "للمرة الثانية يُهدم المتجر، وتقدر خسائري بنحو 10 آلاف دولار في كل مرة".

وأضاف للأناضول: " المتجر هو مصدر رزق لي ولأسرتي المكونة من 8 أفراد، لماذا يتم تدميره؟ لا يوجد سبب سوى دفع الناس إلى الهجرة وترك المخيمات".

** الدمار الأعنف

وفي مخيم طولكرم المجاور لنور شمس، خلف الجيش الإسرائيلي دمارا وصفه السكان بأنه "الأعنف منذ سنوات".

وقال مرزوق أبو بسيل، أحد سكان المخيم للأناضول: "ما يجري كارثة لأول مرة يحدث هذا الدمار، لا توجد مياه ولا كهرباء ولا صرف صحي".

وأضاف: "حياة الناس أصبحت صعبة للغاية، وهناك مخاوف متزايدة من تهجير السكان، لكننا باقون ولن نغادر المخيم".

أما الفلسطينية أم يحيى الزبيدي، فتروي للأناضول تفاصيل الاجتياح قائلة: "حاصرت القوات المنزل بصورة مفاجئة وطلبوا منا المغادرة، لكنني رفضت بسبب وجود ابني من ذوي الاحتياجات الخاصة".

وأشارت إلى أن منزلها تعرض لأضرار عديدة جراء الهجمات المتكررة، مضيفة: "رغم كل شيء، لن نغادر المخيم".

وأوضحت أن نجلها أصيب بحالة من الخوف جراء القصف العنيف والتدمير والرصاص الذي سمع في المخيم.

فيما قال محمد سعاد للأناضول: "تم تدمير كل شيء في المخيم؛ البنية التحتية، المياه، الكهرباء، كل شيء انقطع عن السكان".

وتابع: "الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات قصف متكررة واعتقل شبانا ودمر البيوت".

وباتت مدن وبلدات الضفة الغربية مؤخرا مسرحا لاقتحامات يومية ينفذها الجيش الإسرائيلي ومستوطنون، يتخللها سقوط قتلى وجرحى فلسطينيين، بالإضافة إلى اعتقالات وتخريب ممتلكات عامة وخاصة.

وأسفر التصعيد في الضفة عن 834 قتيلا ونحو 6 آلاف و500 جريح فلسطينيين، منذ بدء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استنادا إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية

بينما خلفت الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بغزة بدعم أمريكي مطلق، أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.​​​​​​​

#الجيش الإسرائيلي
#فلسطين
#مخيمي طولكرم ونور شمس