هيئة البث العبرية الرسمية قالت إن الهجوم الجوي شمل أهدافا عدة بينها مطار صنعاء وميناء الحديدة غربي اليمن
شنت إسرائيل هجوما جويا جديدا على اليمن، مساء الخميس، تزامنا مع بث كلمة متلفزة لزعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، وفق ما أفاد به إعلام عبري.
وهذا هو الهجوم الإسرائيلي الرابع على اليمن خلال العام الجاري، ويأتي بالتزامن مع تصعيد الحوثيين هجماتهم على إسرائيل والسفن المتوجهة إليها ردا على حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
** هجوم جوي واسع
وذكرت هيئة البث العبرية الرسمية أن سلاح الجو الإسرائيلي شن هجوما جويا واسع النطاق على اليمن.
وأضافت أن الهجوم شمل أهدافا استراتيجية عدة، بينها مطار صنعاء، وميناء الحديدة غربي اليمن.
وتابعت أنه رغم الضغوط الإسرائيلية المستمرة على الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي بضرورة إشراكهما في الهجمات على اليمن، فإن إسرائيل تهاجم وحدها اليمن للمرة الرابعة.
وأشارت الهيئة إلى أنه تم إبلاغ الولايات المتحدة بالهجوم الجديد على اليمن قبل بدء تنفيذه.
من جانبها، قالت القناة "12" العبرية الخاصة إن الهجوم الإسرائيلي الجديد على اليمن، شمل كذلك محطات كهرباء، دون ذكر تفاصيل أخرى بالخصوص.
فيما أفادت القناة "13" العبرية الخاصة بأن عشرات المقاتلات الإسرائيلية شاركت في الهجوم، لافتة إلى أنه جاء بالتزامن مع خطاب لعبد الملك الحوثي.
** تعطيل قدرات الحوثيين
أما القناة "14" العبرية الخاصة فقالت إن الضربات الإسرائيلية هاجمت "سلسلة أهداف استراتيجية" من أجل تعطيل القدرات العملياتية واللوجستية للحوثيين.
وأوضحت أن بين الأهداف التي شملها الهجوم الإسرائيلي مطار صنعاء الدولي، حيث قامت المقاتلات بتعطيله عن طريق ضرب برج المراقبة والمدارج.
وأشارت القناة إلى "تعطيل الميناء البحري في الحديدة أيضا"، مدعية أن هذا الميناء "يعمل مركزا أساسيا لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين".
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين كبار في المؤسسة الأمنية أن الهجوم على اليمن قد يمثل بداية لسلسلة هجمات ضمن سياسة إسرائيلية جديدة تقوم على مواصلة مهاجمة الحوثيين ما دامت الجماعة تواصل هجماتها على إسرائيل.
** 4 قتلى و16 جريحا
وفي اليمن، أكدت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثي شن إسرائيل عدوانا جويا جديدا على العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة.
وقالت إن العدوان الإسرائيلي استهدف ميناء الحديدة، فيما طال في صنعاء المطار ومحطة كهرباء حزيز المركزية بمديرية سنحان.
وأضافت أن المقاتلات الإسرائيلية قصفت في مطار صنعاء برج المراقبة وصالة الوصول وذلك قبيل دقائق من هبوط طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين العاملين في المطار ومدنيين كانوا بانتظار وصول أهاليهم.
وذكرت وسائل إعلام يمنية خاصة أن غارات إسرائيلية استهدفت أيضا محطة رأس كثيب الكهربائية بمحافظة الحديدة.
وبشأن الحصيلة الأولية لضحايا الغارات الإسرائيلية على اليمن اليوم، قالت قناة "المسيرة" إنها بلغت 4 قتلى و16 جريحا، إضافة إلى 3 مفقودين.
وأوضحت القناة أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء بلغت 3 قتلى و16 جريحا.
وأضافت أن قتيلا واحدا سقط فيما اعتبر 3 أشخاص في عداد المفقودين نتيجة العدوان الإسرائيلي على ميناء رأس عيسى النفطي بالحديدة.
** تعليق حوثي على الهجوم
وتعليقا على هذا الهجوم الإسرائيلي، أكد متحدث جماعة الحوثي محمد عبد السلام أن "استهداف مطار صنعاء الدولي وغيره من البنى التحتية المدنية إجرام صهيوني بحق كل الشعب اليمني، وهذا هو ديدن هذا العدو المجرم قاتل الملايين من الشعب الفلسطيني ومرتكب جرائم الإبادة الجماعية في غزة"، حسب ما نقلت عنه قناة "المسيرة".
وشدد عبد السلام على أنه "إذا فكر العدو الصهيوني بأن إجرامه سيوقف اليمن عن مساندة غزة فهو واهم، فاليمن لن يتخلى عن ثوابته الدينية والإنسانية بإذن الله".
وسبق أن نفذت إسرائيل 3 هجمات على اليمن خلال العام الجاري، ففي 20 يوليو/ تموز، شنت سلسلة غارات جوية على ميناء الحديدة، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، فضلا عن خسائر مادية كبيرة قدرتها جماعة الحوثي بنحو 20 مليون دولار.
وفي 29 سبتمبر/ أيلول، شنت إسرائيل غارات جوية واسعة النطاق على مواقع غرب اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى.
وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، شنت إسرائيل سلسلة غارات استهدفت محطات توليد الكهرباء في صنعاء وميناءي الحديدة والصليف، ومنشأة رأس عيسى النفطية، ما أسفر عن 9 قتلى و3 مصابين، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية وحرمان مئات آلاف الأسر من الكهرباء.
ويأتي الهجوم الإسرائيلي الجديد على اليمن بالتزامن مع تصاعد الهجمات الحوثية على مدن إسرائيلية، والتي تركز على منطقة تل أبيب الكبرى، عبر صواريخ باليستية ومسيرات.
وتشير وسائل إعلام عبرية إلى حيرة لدى المؤسستين السياسية والأمنية في تل أبيب حاليا بشأن كيفية وقف هجمات الحوثيين، خاصة أن الهجمات الإسرائيلية السابقة على المواقع الحيوية في المحافظات التي تسيطر عليها الجماعة لم تردعها عن مواصلة هجماتها.
وفي وقت سابق الخميس، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة إنه "تثار في المحادثات مع الأمريكيين مسألة احتمال شن هجوم كبير على الأراضي اليمنية، وينسق الطرفان الأمر عن كثب".
وأضافت: "تعترف إسرائيل بأن الحوثيين (عدو) صعب المراس، فهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم، وخلافا للعناصر الأخرى في المحور الشيعي التي عانت من ضربات شديدة، فإن الحوثيين في حالة معنوية عالية، ويشكلون اليوم عاملا نضاليا يتمتع بتعاطف كبير بين الشعوب العربية".
ووفق الصحيفة فإن "إسرائيل تدرك أن هجوما جديدا لن يحل المشكلة، وبالتالي هناك حاجة إلى تغيير جذري وعميق"، في إشارة إلى تكهنات باحتمال شن هجوم بري دولي للإطاحة بالحوثيين.
ومنذ 21 سبتمبر 2014، تسيطر جماعة الحوثي المدعومة من إيران على محافظات ومدن يمنية، بينها العاصمة صنعاء (شمال).
وأردفت الصحيفة: "في إسرائيل يقدرون أن هذا (التغيير الجذري والعميق) لا يمكن أن يحدث إلا بعد تولي إدارة ترامب السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني (2025)، على أمل أن يتخذ موقفا صارما ضد الحوثيين".
والأربعاء، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجماعة اليمنية قائلا: "سيتعلم الحوثيون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام (بشار) الأسد وآخرون، حتى لو استغرق الأمر وقتا".
و"تضامنا مع غزة"، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، إضافة إلى شن هجمات على أهداف داخل إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي في غزة عن أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر الماضي، بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.