رياض يمق للأناضول: - الكثير من الجمعيات والمنظمات الإغاثية التركية لم تدخر جهدا في تقديم يد العون إلى الشعب اللبناني - اللبنانيون في طرابلس تربطهم صلات وثيقة بتركيا وشعبها - بلدية طرابلس لديها اتفاق توأمة مع بلدية قونية وسط تركيا - نطالب الحكومة اللبنانية بتحسين واقع الخدمات في مدينتنا التي تعاني من الإهمال
أشاد رئيس بلدية مدينة طرابلس شمالي لبنان رياض يمق بموقف تركيا الداعم للبلد العربي ووقوفها إلى جانبه، "حتى في الأوقات التي كانت هي نفسها تواجه الأزمات".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع يمق بمقر البلدية في طرابلس، قال فيها إن تركيا "لم تتوان عن تقديم المساعدات للمدينة وللبنان، حتى في أصعب الأوقات التي كانت تشهدها تركيا، خاصة خلال فترة جائحة كورونا (بدأت نهاية 2019 حتى منتصف 2023)".
وأضاف أن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) والكثير من الجمعيات والمنظمات الإغاثية التركية لم تدخر جهدا في تقديم يد العون إلى الشعب اللبناني رغم الصعوبات التي واجهت تركيا.
وتابع في هذا السياق: "لم توفر الدولة التركية جهدا في مساعدتنا خلال الأزمات، ولا ننسى أن تركيا مرت بزلزال مدمر، ورغم ذلك كانوا يرسلون المساعدات إلى لبنان ولأهلهم في طرابلس".
وفي 6 فبراير/ شباط 2023، ضرب زلزال مدمر جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، وأودى بحياة 53 ألفا و537 شخصا.
** صلات وثيقة
وأشار يمق إلى أن "اللبنانيين في طرابلس تربطهم صلات وثيقة بتركيا وشعبها، وكثير من العائلات في طرابلس لها جذور في تركيا".
ولفت إلى أن "الشعب التركي يكن محبة خاصة لمدينة طرابلس اللبنانية".
وقال يمق إن مدينة طرابلس "تزخر بالعديد من الآثار العثمانية المتبقية منذ فترة الحكم العثماني للمنطقة، مثل المساجد والتكية المولوية، وساعة التل التي أهداها السلطان عبد الحميد الثاني إلى طرابلس".
وأوضح أن "طرابلس في فترة الحكم العثماني كانت فيها محطة قطارات مهمة جدا تربطها بمدينة عكا، وبخط سكة حديد الحجاز الذي كان يربطها بمكة والمدينة وبإسطنبول ومنها إلى أوروبا".
وأضاف يمق أن بلدية طرابلس لديها اتفاق توأمة مع بلدية قونية وسط تركيا.
واستطرد "زرنا مدينة قونية واستقبلونا بالترحاب. ولكن للأسف لم نتمكن من توسيع وتطوير العلاقات بيننا بسبب الظروف التي مر بها لبنان".
وأشار إلى أن بلدية قونية أكدت لهم أنها مستعدة لتقديم الدعم والمساعدة لطرابلس في أي وقت.
** مدينة مهملة
وأكد يمق أن مدينة طرابلس فيها كل المقومات التي يمكن أن تجعلها مدينة منتعشة، إلا أن "الإهمال جعلها لا تنال المكانة التي تستحقها".
وأضاف: "لدينا آثار وأسواق مهمة، وطرابلس هي ثاني مدينة مملوكية بعد القاهرة من حيث كمية الآثار المملوكية بها، وفيها واحدة من أجمل القلاع الكاملة وهي القلعة التي يطلق عليها البعض القلعة الصليبية (قلعة سان جيل)".
كما يوجد في المدينة "مرفأ مهم جداً، وعلى بعد 20 كيلومترا من طرابلس يوجد مطار رينيه معوض، وهو مطار لا يعمل كما يجب، بالإضافة إلى محطة قطارات كانت تفتح المجال قديما لوصل طرابلس بالحجاز وأوروبا عن طريق إسطنبول وهي أيضاً متوقفة"، وفق رئيس البلدية.
وفي هذا السياق، إشار إلى أن "طرابلس عانت كثيرا في الفترة الماضية، فالخدمات القادمة من السلطة المركزية كانت قليلة بالنسبة لطرابلس ولذلك نحن نطالب الآن بتنفيذ بنود اتفاق الطائف".
و"اتفاق الطائف"، وقعته قوى لبنانية في مدينة الطائف السعودية عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 سنة.
وبموجبه، أُعيد توزيع السلطات بين الطوائف اللبنانية لتعزيز المشاركة السياسية، حيث نُقلت بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء والبرلمان، وأضحت مراكز السلطة توزع مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، بدلا من النظام السابق الذي كان يميل لصالح المسيحيين.
وحمّل رئيس البلدية "الدولة المسؤولية عن هذا الإهمال"، مطالبا بـ"أن يكون هناك عدالة في توزيع الخدمات المقدمة من الدولة، وهذا لم يكن يحدث".
يمق أشار إلى وجود "مناطق منتعشة في لبنان، وشوارعها كبيرة ومرصوفة، ونحن في طرابلس للأسف لم يصلنا إسفلت لرصف الطرق منذ 4 سنوات".
وختم يمق حديثه قائلاً "نحن نعرف تركيا قبل الإصلاحات التي تمت في السنوات الأخيرة، وتركيا الآن من الدول الكبرى التي تتمتع باستقلالية، ونتمنى لتركيا وللشعب التركي المحبة والإخلاص والاستقرار والتضامن فيما بينهم".