الوكيل المساعد لوزارة الصحة بغزة ماهر شامية، بتصريحات : - مستشفيات شمال القطاع أصبحت أهدافا مباشرة للهجمات العسكرية الإسرائيلية - آلاف المواطنين ما زالوا دون قدرة على وصول طواقم الدفاع المدني والإسعاف إليهم - إسرائيل دمرت منظومة الإسعاف منذ بداية العملية العسكرية في 5 أكتوبر الماضي - المنظومة الصحية بمدينة غزة وشمال القطاع على شفا الانهيار ولا أسرة شاغرة لاستقبال الجرحى
أكد مسؤول صحي، الخميس، أن الأوضاع الصحية والإنسانية شمال قطاع غزة بلغت مستويات "غير مسبوقة من التدهور" بعد مرور 62 يوما على بدء العملية العسكرية الإسرائيلية بالمنطقة واستهداف المستشفيات بشكل متكرر.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوكيل المساعد لوزارة الصحة بغزة ماهر شامية، في حديثه لمراسل الأناضول.
تحت الهجوم
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، ويقول فلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلاله وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه والاستيطان فيه.
أوضح شامية أن "مستشفيات شمال القطاع أصبحت أهدافا مباشرة للهجمات العسكرية، ما جعلها غير قادرة على استقبال الجرحى أو نقلهم بسبب المخاطر الأمنية".
ويعمل شمال القطاع ثلاثة مستشفيات: كمال عدوان، العودة، والإندونيسي، وجميعها تعرضت لهجمات إسرائيلية متكررة وشح بالأدوية والمستلزمات الطبية.
وذكر شامية أن "مستشفى كمال عدوان" الأكبر شمال غزة يتعرض بشكل مستمر لهجمات الطائرات المسيرة الإسرائيلية من طراز "كواد كابتر"، التي تلقي قنابل وتطلق الرصاص على ساحاته.
وأضاف أن "الهجمات أدت إلى تدمير شبكة الأكسجين بالكامل، ما تسبب بتوقف العمليات الجراحية وتهديد حياة المرضى".
أوضح أن "عدم قدرة الطواقم الهندسية على صيانة المعدات زاد من خطورة الوضع، وأصبحت ساحات المستشفى مناطق قتال خطرة يستهدف فيها الجميع".
وبين أن "الطواقم الطبية تعرضت لإصابات مباشرة جراء القصف وإطلاق النار، فيما أصبحت المستشفيات عاجزة عن تلبية الاحتياجات الأساسية بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول الأدوية والمعدات الطبية، خاصة المتعلقة بالمختبرات".
تعطل خدمات الإسعاف
وقال شامية إن "آلاف المواطنين ما زالوا شمال القطاع، دون قدرة فرق الدفاع المدني والإسعاف على الوصول إليهم بسبب هجمات الجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن إسرائيل دمرت منظومة الإسعاف منذ بداية العملية العسكرية، ما عرقل إنقاذ الجرحى بالمناطق المستهدفة.
وأشار إلى أن الأوضاع بمدينة غزة حيث لجأ العديد من النازحين صعبة للغاية، حيث تعاني المستشفيات من اكتظاظ شديد.
وأضاف شامية: "المنظومة الصحية بمدينة غزة وشمال القطاع على شفا الانهيار ولا يوجد أسرة شاغرة لاستقبال الجرحى".
وذكر أن "مستشفى الشفاء، المخصص للحالات الطارئة، يعاني من اكتظاظ يفوق طاقته الاستيعابية، مع وجود 17 حالة بغرف المبيت".
ولفت إلى أن "مستشفى الحلو الذي تم توسيعه لاستيعاب 100 سرير، ممتلئ بالكامل، كما يعاني مستشفى الأهلي العربي من ازدحام شديد، بالإضافة إلى امتلاء الخيام المخصصة لاستقبال الجرحى".
مطالب عاجلة
ودعا شامية المجتمع الدولي لـ"التحرك الفوري لإنقاذ القطاع الصحي بغزة، وتوفير حماية دولية للطواقم الصحية والمستشفيات".
وطالب "بفتح مسارات آمنة لنقل الجرحى والمصابين ودخول سيارات الإسعاف إلى شمال غزة، وفتح المجال أمام الفرق الطبية الدولية لإغاثة الطواقم المحلية وتعزيز جهودها".
وشدد على "ضرورة تعزيز منظومة الإسعاف والمخزون الدوائي، بما في ذلك الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية والوقود، وإلغاء القيود الإسرائيلية على دخول الأدوية والمعدات لتجنب انهيار المنظومة الصحية".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 150 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
كما تتحدى إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.