سائقة شاحنة تركية.. المرأة عندما تقبل التحدي

10:021/04/2023, السبت
الأناضول
نقلت بشاحنتها من فرنسا أطنانا من المساعدات لإغاثة منكوبي الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا
نقلت بشاحنتها من فرنسا أطنانا من المساعدات لإغاثة منكوبي الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا

نقلت بشاحنتها من فرنسا أطنانا من المساعدات لإغاثة منكوبي الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا

تطمح سائقة الشاحنة التركية "غولفم زنغين"، لإظهار قوة المرأة وقدرتها على مواجهة التحديات، بعدما نقلت بشاحنتها من فرنسا أطنانا من المساعدات لإغاثة منكوبي الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا فبراير الماضي.

زنغين (24 عامًا)، من مواليد مدينة ليون الفرنسية، تعمل سائقة شاحنة منذ 4 أعوام، وهو أمر غير مألوف لدى شرائح واسعة في المجتمع ترى أن هذه المهنة حكرٌ على الرجال.

صعوبة البدايات

"أطمح إلى إظهار قوة المرأة واستطاعتها القيام بأي عمل مهما كان نوعه، وأهدف إلى إثبات أنها قادرة على الوقوف على قدميها بمفردها".

بهذه الكلمات بدأت زنغين حديثها للأناضول، لتعبّر عن عزيمتها الصلبة في مواجهة التحديات والمعوقات مهما كانت، وأنها لا تتأخر عن الرجل في شيء في إنجاز أصعب المهام.

وعن سبب اندفاعها لاختيار مهنة نقل السلع والبضائع عبر الشاحنة، أشارت زنغين إلى أنها تحب السفر، واختارت أن تكون سائقة شاحنة لهذا السبب.

تقول زنغين: "البدايات كانت صعبة علي في هذه المهنة، حيث إن المقربين إلي أنكروا هذا العمل على المرأة وقالوا إنه عمل يحتكره الرجال، وأن علي التفكير بالزواج وبناء أسرة".

إلا أن "الزمن كان كافيًا"، بحسب زنغين، لإثبات عكس ذلك، حيث "حلّ التقدير مكان الاستغراب والاستهجان"، بعدما رأوا منها التميز والنجاح في عملها.

وأضافت: "لقد تعرضت لانتقادات كبيرة في بداياتي تلقيتها من فرنسيين وأتراك على حد سواء".

ولفتت إلى أنها قطعت مسافة فوق 600 ألف كيلومترًا، وجابت 16 بلدًا طوال 4 أعوام من عملها سائقة شاحنة، قائلة: "أحب الشاحنات، وكنت قد وضعت في هدفي أن أكون سائقة شاحنة".

عمل ممتع وصعب

وفي معرض حديثها عن نقلها الأطنان من البضائع يوميًا من مكان إلى آخر، وصفت زنغين عملها بأنه "مجبول بالمتعة والصعاب في آن واحد".

وقالت: "بما أنني أعمل سائقة شاحنة، فهذا مؤشر على أن المرأة يمكنها القيام بأي عمل شاق آخر، عاملة نظافة أو أمينة صندوق أو موظفة مكتب، لا يهم، فأنا أريد أن أبيّن أن المرأة تستطيع القيام بأي عمل مهما كانت المهنة".

ومن محاسن عملها ضمن فريق رجال في أماكن الشحن والنقل، تقول زنغين إن الرجال باتوا يضبطون أسلوب أحاديثهم أكثر في حضورها، ويبتعدون عن الفظاظة والعبارات النابية.

وتابعت: "قابلت زملاء حاولوا مساعدتي قدر الإمكان، وكانوا حريصين جدًا أثناء الحديث إلي وفي سلوكهم تجاهي، حيث إنني المرأة الوحيدة العاملة بينهم لدى شركات الشحن".

وأكملت: "قد تكون أحاديثهم الجانبية غير لبقة في بعض الأحيان، إلا أن حضوري بينهم كان له أثرٌ إيجابي على تغيّر منحى أسلوب الحديث والابتعاد عن التعبيرات الوقحة".

إغاثة منكوبي الزلزال

بالحديث عن الزلزال في تركيا، لفتت زنغين إلى أنها نقلت بشاحنتها مساعدات إنسانية من فرنسا إلى تركيا، قطعت فيها مسافة 4 آلاف و300 كيلومترًا في 4 أيام.

وأضافت أن ما دفعها إلى قطع كل ذلك الطريق، هو التضامن مع أبناء بلادها بعدما شاهدت آثار الدمار الكبير في مناطق الزلزال.

وتابعت: "كانوا يبحثون عن سائق شاحنة بشكل مستعجل، وعندما سمعت بهذا الخبر سارعت إلى جمعية الصداقة التركية الفرنسية دون تأخير، وتطوعت لنقل مساعدات الجمعية من فرنسا إلى تركيا".

وفي 6 فبراير/ شباط الماضي، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالان بقوة 7.7 و7.6 درجات، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أسفر عن آلاف القتلى ودمار كبير.​​​​​​​​​​​​​​

#تركيا
#زلزال
#سائقة شاحنة
#فرنسا
#مساعدات إنسانية