المبعوث الهولندي السابق إلى سوريا نيكولاوس فان دام، بحديث للأناضول: - اتحاد هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري ضرورة لإعادة إعمار البلاد - السيطرة على دمشق دون إراقة الدماء "معجزة" - سوريا بحاجة إلى حلول عملية من الغرب بدلا من المُثل الديمقراطية
قال المبعوث الهولندي السابق إلى سوريا نيكولاوس فان دام، إن الإدارة الجديدة في دمشق لديها "فرصة ذهبية" لإعادة إعمار البلاد عقب انهيار نظام البعث في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري.
الأناضول التقت فان دام المعروف بدراساته عن سوريا، وكان سفير بلاده في إندونيسيا وألمانيا وتركيا وأذربيجان ومصر والعراق، وقائم بأعمالها في ليبيا.
وقال فان دام: "لم يكن من المتوقع أن تستولي قوى المعارضة لا سيما هيئة تحرير الشام على السلطة بهذه السرعة وبقليل من إراقة الدماء".
وفي 8 ديسمبر سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات نظام الأسد من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
لهجة التصالح
وأعرب فان دام عن تفاجئه بالموقف التصالحي لزعيم "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) تجاه الأقليات.
وأشار إلى أن تصريحات الشرع كانت مشابهة لإعلان الرياض عام 2015 في الشأن السوري.
وأضاف: "في هذا الإعلان ورد أن الجميع في سوريا يجب أن يكونوا متساوين، وأنه لا ينبغي أن يكون هناك تمييز على أساس العرق والدين".
واستضافت السعودية مؤتمرا أول للمعارضة السورية في ديسمبر 2015، ضمن توصيات مؤتمر فيينا حول سوريا الذي انعقد في 30 أكتوبر/ تشرين الأول من ذات العام، بمشاركة 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية.
ديكتاتورية وأقليات
ولفت الدبلوماسي الهولندي إلى أن الأقلية النصيرية كانت تهيمن على النظام بسوريا، لكن هذا "لا يعني أن النصيريين مُنحوا امتيازات عموما".
وأضاف: "تعرض النصيريون مثل الآخرين، للاضطهاد في ظل الديكتاتورية".
وأردف: "لن يكون هناك انتقام الآن ضد الأقلية النصيرية ذات التمثيل الزائد في مؤسسات الدولة والجيش، لكن ليس لدي أي فكرة أين ذهب كل هؤلاء الضباط المعروفين".
وتابع: "لا نعرف مثلا إلى أين ذهب أخ الرئيس قائد الفرقة المدرعة الرابعة ماهر الأسد. كان عدم إراقة الدماء في دمشق معجزة".
فرصة ذهبية
وذكر فان دام أنه مع انهيار نظام البعث الذي حكم سوريا 61 عاما، نشأت "فرصة ذهبية" للإداريين الذين سيشاركون في إعادة إعمار البلاد، لكن هناك عمل كثير مطلوب لتحقيق ذلك.
وقال: "من الناحية النظرية هناك فرصة كبيرة لبناء سوريا جديدة، لكن الأمر لن يكون يسيرا لأن هيئة تحرير الشام التي يبدو أنها الأقوى في الوقت الحالي، والجيش الوطني السوري، الذي تدعمه تركيا في الشمال، بحاجة إلى الاتحاد معا".
وأضاف: "لم يكونوا أصدقاء من قبل، بل كانوا أعداء، هؤلاء الناس بحاجة إلى التعاون معا مع المجموعات الأخرى لتدبير البلاد".
وأوضح بأنه "بالنظر إلى الماضي، هناك خطر من أن يحل نظام شمولي آخر محل النظام السابق، ولكن هناك أيضا إمكانية لمستقبل أفضل إذا أُخذت الدروس من تجارب الدول الأخرى".
وتابع: "حتى لو سارت الأمور على ما يرام، فإن البلاد في حال دمار وفقر. سيكونون بحاجة إلى دعم كبير من الخارج. يجب رفع العقوبات على الفور".
حلول عملية
وفي إشارة إلى أن الغرب ركز على "المُثل الديمقراطية" في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية عام 2011، ذكر فان دام أن هذا الموقف أعاق التوصل إلى حلول عملية وفعالة للأزمة السورية.
وانتقد الدول الغربية لتصرفها بـ"أفكار حالمة وأساليب ساذجة منذ بداية الأزمة السورية"، قائلا: "سوريا بحاجة إلى حلول عملية بدلا من المُثل الديمقراطية".
وشدد على ضرورة أن يقوم الغرب بإجراء تغيير كبير في مواقفه، موضحا: "إذا أرادت الولايات المتحدة إقامة علاقات، فعليها إزالة اسم الشرع من قائمة الإرهاب وإلغاء المكافأة الموضوعة مقابل رأسه".
وأضاف: "على الاتحاد الأوروبي أيضا إعادة بناء العلاقات. ويمكن نقل ائتلاف المعارضة السورية الموجود في إسطنبول إلى دمشق".