صرّح وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، الأربعاء، بأن بلاده تتطلع لتشاور مستمر مع مصر بغية الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار بقطاع غزة الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية متواصلة منذ 14 شهرا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الوزير القطري مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، تابعه مراسل الأناضول، بعد لقاء جمع ابن عبد الرحمن مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكدا خلاله "التطلع للبناء على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان للتوصل لتهدئة شاملة بالمنطقة".
وقال الوزير القطري: "ناقشنا المؤتمر الإنساني الذي سيقام في القاهرة في 2 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بشأن غزة، والذي سنشارك فيه وسنقدم كافة أوجه الدعم".
وأكد "تطلع دولة قطر إلى تشاور مستمر مع مصر، وخصوصا فيما يخص ملف المفاوضات (غير المباشرة بين حماس وإسرائيل)، للوصول لوقف إطلاق نار بغزة في أسرع وقت ممكن".
وأعرب الوزير عن أمله في أن "يمتد اتفاق لبنان (مع إسرائيل) بظلاله على قطاع غزة ويؤدي لاتفاق في القطاع".
وتابع: "اتفقنا على تكثيف مصر وقطر والدول العربية التشاور حول التطورات في المنطقة، وأن تكون هناك رؤية عربية مشتركة بشأنها".
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل عند الرابعة فجر الأربعاء بتوقيت لبنان، لينهي معارك بين الجانبين استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واتسع نطاقها في الشهرين الأخيرين.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و823 قتيلا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الثلاثاء.
من جانبه، قال الوزير عبد العاطي: "بحثنا عددا من الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي (الإبادة) على قطاع غزة".
وأضاف: "ناقشنا الجهود المصرية القطرية التي استمرت لأكثر من عام لسرعة التوصل للوقف الفوري لإطلاق النار وحقن دماء الفلسطينيين وإطلاق سراح الرهائن (الأسرى الإسرائيليين) وعدد من الأسرى (الفلسطينيين)".
وأشار إلى "استمرار التنسيق والتشاور مع الدول العربية حتى تكون هناك أرضية صلبة للدعم القضية الفلسطينية".
عبد العاطي لفت إلى التوافق المصري مع الدوحة "على الأهمية البالغة للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، والجدية وضرورة توفر الإرادة لإنجاز صفقة تضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى".
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وضع شروط تشمل "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة".
من جانبها، تصر حركة "حماس" على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.
وتقدر إسرائيل وجود 101 أسيرا بقطاع غزة، بينما أعلنت "حماس" مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية عشوائية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي غربي إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.