رحبت دول ومنظمات وحركات عربية، بوقف إطلاق النار بين تل أبيب و"حزب الله" فجر الأربعاء، وشددت على ضرورة أن يمهد لإنهاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 14 شهرا.
جاء ذلك وفق مواقف من السعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان ومصر والأردن والعراق وفلسطين واليمن.
فضلا عن منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وجماعة الحوثي اليمنية.
وفي الرابعة من فجر الأربعاء بتوقيت لبنان، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل و"حزب الله" ما أنهى معارك اندلعت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتكثفت واتسع نطاقها منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.
** مطالب بالالتزام بالاتفاق
الخارجية السعودية أعربت في بيان عن "ترحيب المملكة بوقف إطلاق النار في لبنان"، آملةً أن "يقود ذلك إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن (1701) وحفظ سيادة وأمن واستقرار لبنان وعودة النازحين إلى منازلهم بأمن وأمان".
وفي 11 أغسطس/ آب 2006 تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية، بعد حرب استمرت 33 يوما آنذاك بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.
ويدعو القرار إلى إيجاد منطقة بين "الخط الأزرق" (الفاصل بين الحدود) ونهر الليطاني جنوب لبنان خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل".
ورحبت الإمارات في بيان للخارجية بوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، معربة عن "أملها في أن يؤدي الاتفاق والالتزام به إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وأشادت بـ"جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى هذا الاتفاق"، معربة عن "أملها في أن يسهم الاتفاق في التنفيذ الكامل لقرار 1701 بما يستعيد الأمن والأمان الذي يستحقه المدنيون، ويعمل على خفض التصعيد وبدء حوار دبلوماسي".
** دعوات لاتفاق مماثل بغزة
وقالت قطر في بيان للخارجية إنها "ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وأعربت عن أملها في أن يفضي إلى اتفاق مماثل لوقف الحرب المستمرة على غزة والاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة".
وتطلعت إلى "التزام جميع الأطراف بالاتفاق ووقف العمليات العسكرية فوراً، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701، وأن يمهد هذا الاتفاق إلى توافق أشمل يحقق السلام الدائم والاستقرار التام في المنطقة".
ورحبت البحرين، في بيان للخارجية، بالإعلان ذاته، بـ"اعتباره خطوة مهمة على طريق خفض التصعيد والتوتر العسكري الإقليمي، والحفاظ على أرواح السكان المدنيين الأبرياء، وعودة النازحين، وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية لتخفيف معاناتهم".
وأكدت المملكة "ضرورة الالتزام الكامل بالوقف الفوري والشامل والدائم لإطلاق النار من قبل جميع الأطراف وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة".
وجددت دعوتها إلى "وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحل القضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، وفقًا لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بما يحافظ على أمن المنطقة واستقرارها وسلامة شعوبها كافة".
وأعربت سلطنة عمان في بيان للخارجية، عن الترحيب بإعلان وقف إطلاق النار، مؤكدة "ضرورة وقف الحرب الغاشمة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة".
كما رحبت مصر في بيان للخارجية ببدء تنفيذ الاتفاق، مؤكدة أن "هذه الخطوة من شأنها الإسهام في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة، من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان، وبسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية".
وشددت على أن "الاتفاق ينبغي أن يكون توطئة لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة الذي تجاوز أكثر من عام، والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية دون عراقيل في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، فضلا عن وقف الانتهاكات غير المبررة في الضفة الغربية".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وبموازاة الإبادة في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 797 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و600، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
** خطوة منتظرة "مهمة"
كما رحب الأردن، في بيان للخارجية، بسريان وقف إطلاق النار، واعتبره "خطوة مهمة يجب أن تُستتبع بجهد دولي يسهم في وقف العدوان على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة".
والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعاهل الأردن عبد الله الثاني في القاهرة الأربعاء، وأكدا "ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة والحفاظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه"، وفق بيان للديوان الملكي.
في سياق متصل، رحب العراق في بيان لوزارة الخارجية بـ"إعلان وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي ولبنان"، معربا عن "أمله بأن يسهم هذا الاتفاق في وضع حد للعنف والدمار والمعاناة التي يواجهها الشعب اللبناني".
ودعت الخارجية العراقية المجتمع الدولي إلى "اتخاذ خطوات جادة وفاعلة لوقف المجازر والاعتداءات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية التي تفاقمت جراء التصعيد العسكري المستمر".
كما رحبت الرئاسة الفلسطينية في بيان، بإعلان دخول وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، ودعت إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 الخاص بوقف إطلاق النار في غزة.
وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، تبنى مجلس الأمن القرار 2735، وينص على وقف إطلاق نار دائم والانسحاب التام للجيش الإسرائيلي من غزة، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، ورفض أي تغيير ديمغرافي في القطاع.
ورحب مجلس القيادة الرئاسي اليمني، في بيان بوقف إطلاق النار في لبنان، معربا عن أمله في أن يقود هذا الاتفاق إلى وقف شامل للعدوان الإسرائيلي.
وعلى مستوى المنظمات، رحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، في بيان باتفاق لبنان، داعيا إلى ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره.
وأعرب طه عن أمله أن "يكون هذا الاتفاق خطوة نحو تحقيق وقف فوري للعدوان على قطاع غزة وجميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة".
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، في بيان باتفاق وقف إطلاق النار، أملاً بأن "تكون خطوة جادة لوقف الحرب في لبنان وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وعودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم".
ودعا البديوي "جميع الأطراف إلي الالتزام التام بهذا الاتفاق، للمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة".
ورحب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في بيان، بدخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، مشيرا أن "الاتفاق يمثل خطوة مهمة نحو التهدئة وحقن الدماء ويتعين تنفيذه بشكل كامل ودقيق".
وأكد "ضرورة إنهاء اجراءات الانسحاب الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية في أقرب وقت ممكن، توطئة لعودة النازحين لديارهم"، مشددا على "ضرورة تكثيف العمل للوصول الي اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة في اقرب الآجال".
ورحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، في بيان، بوقف إطلاق النار و"طالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف حربها الإجرامية في قطاع غزة والضفة الغربية".
وأعربت حركة "حماس" في بيان، التزامها بالتعاون مع أي جهود لإنهاء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة ضمن محددات متمثلة بـ"وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل أسرى حقيقية وكاملة".
وأضافت: "قبول العدو بالاتفاق مع لبنان دون تحقيق شروطه التي وضعها، هو محطة مهمّة في تحطيم أوهام (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بهزيمة قوى المقاومة أو نزع سلاحها".
ودعت "حماس" الدول العربية والإسلامية لـ"الحراك الجاد والضاغط على واشنطن والاحتلال الصهيوني لوقف عدوانه الوحشي على شعبنا الفلسطيني، وإنهاء حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة".
والثلاثاء، قال نتنياهو في كلمة مسجلة، ضمن تبريره للأسباب التي تدعم القبول باتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار، إنه يأتي لتحقيق هدف "فصل الساحات وعزل حركة حماس".
وأضاف موضحا أن "حماس" كانت تعتمد على تدخل "حزب الله" منذ اليوم الثاني للحرب (في 8 أكتوبر 2023)، ومع "خروج حزب الله من المعادلة تبقى حماس وحدها ما يسهل زيادة الضغط عليها لتحقيق المهمة المقدسة المتمثلة بتحرير الرهائن"، وفق ادعائه.
وخاطب الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة، في بيان، "حزب الله" عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ، قائلا: "سنبقى مقاومة واحدة حتى النصر".
وقال: "لقد قاتلتم وصمدتم وناصرتم إخوانكم في فلسطين وقدمتم الدماء الغالية والطاهرة (..) أبارك صمودكم وصمود الشعب اللبناني".
كما قالت "الجهاد الإسلامي": "نعتبر اتفاق وقف إطلاق النار الذي رضخ له العدو (إسرائيل) إنجازا مهما يكسر مسار العنجهية والتوحش ومساعيه باستيلاد شرق أوسط على مقاس أوهامه على حساب شعوب أمتنا ومقدساتنا وحقوقنا بأوطاننا".
وأكد متحدث جماعة الحوثي اليمنية محمد عبد السلام، في منشور عبر منصة إكس، الثقة بخيارات المقاومة في لبنان، وإن المقاومة التي أبداها "حزب الله" أجبرت إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و823 قتيلا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الثلاثاء.