
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في افتتاح مؤتمر السفراء الأتراك الـ 16: - تركيا كانت صوت الضمير العالمي في مواجهة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة - الموقف المبدئي الذي اتخذناه منذ البداية فيما يخص القضية الفلسطينية لعب دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار - تركيا اجتازت أصعب الاختبارات في الساحة السورية خلال الـ15 عاماً الماضية، وتحملت التكلفة السياسية والاقتصادية دون التفريط بالكرامة الإنسانية - اجتماعات إسطنبول بين الروس والأوكرانيين، تعتبر دليلاً واضحاً على الثقة الموضوعة في الدبلوماسية التركية
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن الإبادة التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ستظل وصمة سوداء في تاريخ الإنسانية، ولكنها أضحت في الوقت نفسه وسيلة لإيقاظ وعي عالمي.
جاء ذلك في خطاب ألقاه الاثنين، خلال مشاركته في افتتاح مؤتمر السفراء الأتراك السادس عشر، الذي عُقد في أحد فنادق العاصمة أنقرة تحت شعار "السياسة الخارجية لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار".
وأشار فيدان إلى أن تركيا كانت صوت الضمير العالمي في مواجهة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.
وأضاف قائلا: "الموقف المبدئي الذي اتخذناه منذ البداية فيما يخص القضية الفلسطينية لعب دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار".
وأكد أن جهود تركيا في هذا الصدد لاقت صدى واسعاً على الصعيد الدولي.
وأردف: "إذا أصبح حل الدولتين مقبولاً حتى في العواصم الغربية، فإن ذلك يعود بشكل كبير إلى موقف دبلوماسيتنا المبدئي والمثابر".
وشدد على أن تحقيق سلام دائم في فلسطين يحتاج إلى وقت، مؤكداً أن أنقرة ستواصل العمل بصبر وعزم لتفعيل رؤية حل الدولتين.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، لكن الأخيرة تخرقه يوميا ما خلّف مئات القتلى.
وخلفت الإبادة التي بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 واستمرت لعامين، أكثر من 70 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.
- الوضع في سوريا
وتطرق فيدان خلال خطابه إلى الأوضاع في سوريا، مشيراً إلى أن الذكرى السنوية الأولى لإسقاط نظام الأسد في سوريا تمثل مثالاً آخر على وقوف الدبلوماسية التركية في الجانب الصحيح من التاريخ.
وأكد أن تركيا اجتازت أصعب الاختبارات في الساحة السورية خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، وتحملت التكلفة السياسية والاقتصادية دون التفريط بالكرامة الإنسانية.
واستطرد: "واجهنا فترات تُركنا فيها وحدنا، ودخلت عدة دول في تعاون تكتيكي مع تنظيمات إرهابية، لكننا لم نحد عن مسارنا".
وذكر أن الثامن من ديسمبر 2024 يعتبر ميلاد صفحة أمل جديدة للشعب السوري.
وأضاف فيدان: "نؤمن أن سوريا مستقرة وخالية من التدخلات الخارجية ستكون إضافة إيجابية كبيرة لمنطقتنا، وتركيا ستواصل الوقوف بحزم إلى جانب الشعب السوري الشقيق".
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000 - 2024) الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970 - 2000).
- الحرب الروسية الأوكرانية
وفي حديثه عن الحرب الروسية الأوكرانية، قال فيدان: "منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، كان مبدأنا واضحا، وهو لا رابح في الحرب، ولا خاسر في السلام العادل".
وتابع قائلا: "انطلاقاً من هذا الإيمان، كنا الدولة التي بذلت جهوداً مكثفة لإنهاء الحرب عبر المفاوضات الدبلوماسية. ولا تزال إسطنبول تحتفظ بمكانتها الفريدة باعتبارها المنصة الوحيدة التي يمكن للأطراف من خلالها الاجتماع على المستوى الفني ومناقشة أسس السلام".
وأوضح فيدان أن اجتماعات إسطنبول بين الروس والأوكرانيين، تعتبر دليلاً واضحاً على الثقة الموضوعة في الدبلوماسية التركية.
وأكد أن تركيا مستعدة لاتخاذ كل مبادرة ولعب دور تسهيلي وإعادة تأسيس طاولة السلام لإنهاء الحرب بالوسائل الدبلوماسية.
واستضافت إسطنبول جولات من المفاوضات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا في مايو/ أيار، ويونيو/ حزيران، ويوليو/ تموز 2025، وأسفرت عن اتفاقيات بشأن إطلاق سراح آلاف الأسرى من كلا الطرفين.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.









