
- المحلل الرياضي محمد مغودي: المغرب ومصر الأوفر حظا للفوز بالبطولة الإفريقية - الباحث بالشأن الرياضي عزيز جعفر: الأرض والجمهور أفضلية للمغرب وقد تظهر منتخبات أقل تصنيفا قادرة على إرباك حسابات الكبار - مدرب ليبيا أليو سيسيه: السنغال تبقى من أبرز المرشحين للتتويج إلى جانب المغرب والجزائر ومصر ونيجيريا - الدولي الجزائري إبراهيم مازا: منتخب الجزائر قادر على الفوز باللقب والمغرب ونيجيريا مرشحان للتتويج
تتجه أنظار عشاق كرة القدم، نهاية العام الجاري، إلى المغرب الذي يستضيف بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025، وسط توقعات بمنافسة قوية بين كبار القارة، يتقدمهم المنتخب المغربي البلد المنظم، إلى جانب منتخبات لها باع طويل في التتويج والحضور القاري، مثل مصر والسنغال والجزائر ونيجيريا.
ويستضيف المغرب البطولة القارية خلال الفترة الممتدة بين 21 ديسمبر/ كانون الأول 2025 و18 يناير/ كانون الثاني 2026، في واحدة من أبرز المحطات الرياضية بالقارة خلال العام، خاصة في ظل التطور الكبير الذي شهدته الكرة الإفريقية وارتفاع المستوى الفني للاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى.
يدخل المنتخب المغربي البطولة وهو يتصدر ترتيب المنتخبات الإفريقية وفق تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، محتلا المركز 11 عالميا، ما يضعه في خانة أبرز المرشحين لنيل اللقب، مدعوما بعاملي الأرض والجمهور.
كما تبرز منتخبات أخرى في دائرة المنافسة، أبرزها السنغال (19 عالميا)، ومصر (34) الأكثر تتويجا باللقب برصيد 7 ألقاب، والجزائر (35 عالميا)، ونيجيريا (38 عالميا)، وتونس (40 عالميا)، إلى جانب حامل اللقب ساحل العاج (42).
وقال المحلل الرياضي محمد مغودي، للأناضول، إن "النسخة المقبلة ستشهد منافسة قوية بالنظر لتقارب مستوى المنتخبات الكبرى وتطور الكرة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة".
وأضاف مغودي أن المغرب ومصر يبدوان من أبرز المرشحين، لكن منتخبات مثل السنغال ونيجيريا والجزائر وساحل العاج تملك بدورها حظوظا قائمة.
ويرى مغودي أن المنتخب المغربي يبقى المرشح الأبرز للتتويج، بالنظر إلى امتلاكه تشكيلة قوية تضم لاعبين محترفين في أعلى المستويات، فضلا عن الدعم الجماهيري الكبير، ساعيا إلى إحراز لقبه القاري الثاني بعد تتويج عام 1976.
ورغم بروز منتخبات أظهرت مستويات لافتة خلال التصفيات، مثل بوتسوانا وجزر القمر وبنين وزيمبابوي، استبعد مغودي حدوث مفاجآت كبيرة، قائلا: "في الغالب، المنتخبات الأقوى والأكثر جاهزية هي من ستحسم اللقب".
وفي المقابل، يواصل المنتخب المصري حضوره الدائم في سباق الألقاب، معتمدا على خبرته التاريخية وقيمته القارية، بقيادة نجمه محمد صلاح، في محاولة لإضافة لقب ثامن إلى خزائنه، وفق المحلل.
من جانبه، أكد عزيز جعفر، الباحث المغربي في الشأن الرياضي، أهمية عاملي الأرض والجمهور في خلق أفضلية واضحة خلال المنافسة على كأس إفريقيا.
وفي حديث مع الأناضول، قال إن الدعم الجماهيري الواسع من شأنه رفع حظوظ المنتخب المغربي في التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه.
وبشأن الصراع مع كبار القارة، مثل مصر والسنغال والجزائر ونيجيريا، أوضح جعفر أن المدرب وليد الركراكي يمتلك تشكيلة قوية تضم لاعبين ينشطون في أفضل الدوريات العالمية، إضافة إلى سلسلة النتائج الإيجابية التي حققها خلال العام الجاري.
وأكد في الوقت ذاته أن "الحسم يبقى مرهونا بالروح القتالية داخل الملعب".
وبخصوص المفاجآت، توقع جعفر ظهور منتخبات أقل تصنيفا قادرة على إرباك حسابات الكبار.
الدولي السنغالي السابق أليو سيسيه، مدرب منتخب ليبيا، توقع أن تتنافس 5 منتخبات قوية على لقب البطولة.
وأشار في تصريحات صحفية سابقة إلى أن "السنغال تبقى مرشحة بقوة، إلى جانب المغرب والجزائر ومصر ونيجيريا".
من جهته، توقع إبراهيم مازا، لاعب منتخب الجزائر، فوز منتخب بلاده باللقب، مضيفا في تصريحات صحفية أن المنتخب يضم لاعبين جيدين، وخاض تحضيرات واستعدادات جيدة للبطولة.
ورشح الدولي الجزائري، الذي يلعب في صفوف نادي باير ليفركوزن الألماني، أيضا منتخبي المغرب ونيجيريا للتتويج بلقب البطولة.
أسفرت القرعة عن مجموعات متباينة القوة، حيث يلعب المغرب في المجموعة الأولى إلى جانب مالي وزامبيا وجزر القمر، بينما جاءت مصر في المجموعة الثانية مع جنوب إفريقيا وأنغولا وزيمبابوي.
وتضم المجموعة الثالثة نيجيريا وتونس وأوغندا وتنزانيا، فيما جاءت السنغال في المجموعة الرابعة مع الكونغو الديمقراطية وبنين وبوتسوانا.
ويتنافس في المجموعة الخامسة الجزائر وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية والسودان، بينما جمعت المجموعة السادسة ساحل العاج والكاميرون والغابون وموزمبيق.
ولا تقتصر أهمية البطولة بالنسبة للمغرب على الجانب الرياضي، إذ يراهن على تنظيم نسخة ناجحة تعزز مكانته القارية والدولية، وتبرز قدراته التنظيمية، في إطار الاستعداد المشترك لاستضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، وما يرافق ذلك من مشاريع كبرى في البنى التحتية والسياحة واللوجستيات.
وتخوض المنتخبات المنافسة على اللقب مبارياتها على 9 ملاعب موزعة على ست مدن، في حدث رياضي يعد الأبرز قاريا خلال العام.
وتقام مباريات البطولة في ملاعب الرباط والدار البيضاء غربي البلاد، وأكادير وسطها، ومراكش وفاس وطنجة شمالا، ضمن منشآت رياضية طوّرتها المملكة عبر استثمارات ضخمة في البنية التحتية، استعدادا للبطولة القارية وتنظيم كأس العالم 2030.
وأطلق المغرب خلال العامين الماضيين مشاريع واسعة شملت تحديث الملاعب والطرق والسكك الحديدية والمرافق الصحية، في إطار استعداداته لتنظيم البطولتين القاريّة والعالمية، وهو ما يراه مراقبون خطوة نوعية لتعزيز المكاسب الاقتصادية والسياحية للبلاد.
ويؤكد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) أن اختيار المغرب لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025 جاء نتيجة سجله الناجح في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، على غرار بطولة أمم إفريقيا للمحليين 2018 وكأس أمم إفريقيا للسيدات 2022 وكأس العالم للأندية 2023، ما يعزز مكانة المملكة كوجهة قادرة على تنظيم بطولات عالمية المستوى.









