وسط تواصل شن غاراتها العنيفة على مناطق مختلفة من لبنان، قالت إسرائيل إنها أزالت الحواجز العسكرية في المستوطنات القريبة والملاصقة للحدود الشمالية مع لبنان، وإنها ستسحب خلال الأيام المقبلة قواتها من المستوطنات بالمنطقة تمهيدا لعودة سكان الشمال على وقع اتصالات التسوية مع لبنان.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه "على وقع اتصالات التسوية بدأ الجيش في التخطيط لعودة سكان الشمال (الإسرائيليين) إلى منازلهم".
يأتي ذلك بعد يومين من إعلان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، تسلمه مقترحا أمريكيا لوقف إطلاق النار في ظل الحرب الإسرائيلية على بلاده، لافتا في تصريحات صحفية إلى أن النقاش لا يزال متواصلا بشأن تفاصيل المقترح.
وأضافت إذاعة الجيش: "يدور الحديث عن تغييرات دراماتيكية، فبعد أكثر من عام بدت المنطقة الشمالية على الحدود أشبه بثكنات عسكرية، دون السماح بحركة مرورية حرة على المحاور".
وبدأ الجيش الإسرائيلي في إخراج كل العلامات العسكرية من النطاق المدني (المناطق السكنية في الشمال)"، وفق المصدر ذاته.
وتابعت الإذاعة أنه "من المتوقع أن يخرج الجيش الإسرائيلي في القريب جميع قواته العسكرية المتمركزة داخل المستوطنات الملاصقة للسياج الحدودي التي جرى إخلاؤها"، دون ذكر أسماء تلك المستوطنات.
وأشارت إلى أن عملية إزالة الحواجز العسكرية تمت تدريجيا، وقبل أسبوعين جرى إزالة تلك الحواجز في المستوطنات البعيدة نسبيا من الحدود، لكن في الأيام الأخيرة تم أيضا إزالة تلك الملاصقة للحدود.
ولم يكشف بري، الجمعة، عن كافة تفاصيل المقترح الأمريكي الذي ذكرت تقارير إعلامية أن السفيرة الأمريكية لدى بيروت ليزا جونسون، سلمته له الخميس، لكن هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أفادت بتفاصيل أخرى من المقترح، دون أن يصدر عن الجانب اللبناني رسميا ما يؤكد صحة هذه التفاصيل.
ويتضمن المقترح، بحسب هيئة البث العبرية: التزام الطرفين (إسرائيل وحزب الله) بقرار مجلس الأمن 1701، مع ضمان حق الدفاع عن النفس.
وينص أيضا انتشار الجيش اللبناني كقوة مسلحة وحيدة في جنوب لبنان، بجانب قوات "اليونيفيل".
كما يتضمن منح القوى الأمنية اللبنانية صلاحيات الإشراف على إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية والإشراف على المنشآت غير المعترف بها من قبل الحكومة والتي تنتج الأسلحة، وتفكيكها وتفكيك أي بنية تحتية مسلحة لا تلتزم بالالتزامات الواردة في الاتفاق.
وينص كذلك، وفق الهيئة العبرية، انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان خلال 7 أيام يحل محلها الجيش اللبناني تحت إشراف دولي.
ويشمل كذلك منع إعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية في لبنان، وأن بيع أي أسلحة للبنان أو إنتاجها داخله سيكون تحت إشراف الحكومة اللبنانية.
وفيما تريد إسرائيل، وفق المقترح، الاحتفاظ بحق مهاجمة "حزب الله" في لبنان حتى بعد الاتفاق، يرفض لبنان ذلك بشدة.
ويشدد "حزب الله" على أن تفاوضا غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.
ويعتبر الحزب أن سلاحه هو ضمانة لحماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، ويرفض أي تسوية أو اتفاق يتضمن نزعه.
والسبت، أفادت هيئة البث العبرية الرسمية، بأن المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، سيصل إلى تل أبيب الأربعاء المقبل، بعد زيارة إلى لبنان، في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.
وذكرت أنّ هوكشتاين، سيصل تل أبيب بعد إتمام زيارة سيقوم بها إلى لبنان (لم يحددها)، ونقلت عن مصادر سياسية (لم تسمها) قولها إنّ "تل أبيب تتوقع تقدمًا كبيرا في محادثات وقف إطلاق النار مع لبنان، خلال الأسبوع المقبل، تزامنًا مع الزيارة".