|

علماء يابانيون يؤكدون وجود جسيمات بلاستيكية في السحب

اكتشاف علمي خطير توصل إليه علماء يابانيون مفاده وجود نسب من البلاستيك في مياه الغيوم أعلى من المعدلات المتوقعة. العلماء حذروا من أثر هذه الجزيئات على التغيرات المناخية العالمية، وأعربوا عن مخاوفهم من أن يكون هذا الأثر غير قابل للإصلاح.

11:22 - 29/09/2023 الجمعة
تحديث: 11:25 - 29/09/2023 الجمعة
أخرى
علماء يابانيون يؤكدون وجود جسيمات بلاستيكية في السحب
علماء يابانيون يؤكدون وجود جسيمات بلاستيكية في السحب

اكتشاف علمي خطير توصل إليه علماء يابانيون مفاده وجود نسب من البلاستيك في مياه الغيوم أعلى من المعدلات المتوقعة. العلماء حذروا من أثر هذه الجزيئات على التغيرات المناخية العالمية، وأعربوا عن مخاوفهم من أن يكون هذا الأثر غير قابل للإصلاح.


هل وصلت النتائج البيئية الكارثية الناجمة عن الأنشطة البشرية إلى مرحلة اللاعودة؟


خبر مثير للعجب والخوف في آن جاء من اليابان، حيث أكد باحثون العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في السُحُب، يمكن أن يؤدي وجودها إلى تغيير المناخ بطرق لم تتضح بعد.


وقصد العلماء جبلَي فوجي وأوياما لجمع المياه المتأتية من السحب المحيطة بقمتيهما، في إطار دراسة نشرتها مجلة "إنفايرونمنتل كيمستري ليترز". ووجد العلماء في دراستهم جسيمات بلاستيكية في العينات التي جمعوها، وقالوا "على حد علمنا، هذه أول مرة يتأكد فيها وجود مواد بلاستيكية دقيقة معلقة في مياه الغيوم".


واستخدم الباحثون تقنيات التصوير المتقدمة، حيث رصدوا تسعة أنواع مختلفة من البوليمرات ونوعا واحداً من المطاط في المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في الجوّ والتي يتراوح حجمها ما بين 7,1 و94,6 ميكرومتر.


وعثر العلماء على عدد كبير من البوليمرات المحبة للماء أو الجاذبة له، ما يشير إلى دور محتمل في تكوين السحب وبالتالي المناخ.


صلة محتملة بين الجسيمات البلاستيكية في الجو وبعض الأمراض


وقال المعدّ الرئيسي للدراسة هيروشي أوكوشي في بيان الأربعاء "إذا لم نتعامل بشكل استباقي مع مشكلة ‘تلوث الهواء البلاستيكي‘، فإن التغيرات في المناخ والمخاطر البيئية يمكن أن تصبح حقيقة واقعة، ما يتسبب في أضرار بيئية خطيرة وغير قابلة للإصلاح في المستقبل".


وأوضح هيروشي أوكوشي أن المواد البلاستيكية الدقيقة تتحلل وتطلق كميات من الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، وتساهم في التغير المناخي عندما تصل إلى الجزء العلوي من الغلاف الجوي وتتعرض للأشعة فوق البنفسجية المتأتية من الشمس.


وتأتي المواد البلاستيكية الدقيقة، وهي جزيئات حجمها دون خمسة ملليمترات، من النفايات الصناعية أو المنسوجات أو إطارات السيارات أو منتجات العناية الشخصية، وهي موجودة في الكتلة الجليدية للقطب الشمالي، وفي ثلوج جبال البيرينيه، وفي الكائنات الحية في الزوايا الأربع للكوكب.


إلا أن الطريقة التي تنتقل بها هذه الجسيمات إلى هذه الأماكن لا تزال مجهولة نسبياً، ولا يتوافر سوى القليل من الأبحاث عن كيفية انتقالها إلى الجو خصوصا.


ولا تزال البيانات أيضا غير كافية في ما يتعلق بالآثار الصحية للتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، لكن الدراسات بدأت تشير إلى وجود صلة ببعض الأمراض، بالإضافة إلى عواقبها البيئية.


12.2 مليار طن من البلاستيك


دورية "نيتشر جيوساينس" نشرت مقالا مطلع العام الجاري حول تأثير وجود اللدائن البلاستيكية الدقيقة والنانوية في الغلاف الجوي وأثرها على الغيوم ودورها في تغيير درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار.


واستبعد العلماء حتى وقت قريب أي تأثير للبلاستيك على هطول الأمطار، إلا أن هذه التقديرات تغيّرت مؤخراً، وفقا للمجلة العلمية، حيث أكّدت الدراسات أن القطع البلاستيكية المجهرية فاعلة في بذر الغيوم، كما توجد كميات من البلاستيك الجوّي أكثر مما كان يُظن سابقا.


وهيمن البلاستيك على الأسواق الاستهلاكية العالمية منذ ثلاثينات القرن الماضي، ووفقا للدراسات، بلغ الإنتاج العالمي من البوليميرات البلاستيكية 460 مليون طن في 2019.


ومع نهاية 2022، تجاوزت كمية البلاستيك الذي تم إنتاجه 12.2 مليار طن، من بينها نحو 9.8 مليار طن لم تعد مستخدمة، وأصبحت توصف على أنها نفايات بلاستيكية انتهى معظمها في المكبّات، وتسرّب جزء منها إلى الأوساط الطبيعية.


المصدر: مونت كارلو

#غيوم
#دراسة
#مواد بلاستيكية
٪d أشهر قبل