إلى أين ستنقل الولايات المتحدة الإرهابيين؟

10:5320/12/2024, Cuma
تحديث: 29/12/2024, Pazar
يحيى بستان

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: "يجب على عناصر تنظيم بي كي كي الإرهابي مغادرة سوريا على الفور." هذا التصريح جاء مباشرة بعد لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. فهل تم إيصال هذه الرسالة بوضوح إلى بلينكن؟ الإجابة: نعم، تم إيصالها. لكن السؤال المهم الآن هو: إذا اضطرت هذه العناصر الإرهابية إلى مغادرة سوريا تحت ضغط تركيا، إلى أين ستتوجه؟ أو بصيغة أكثر وضوحًا: إلى أين ستنقل الولايات المتحدة هؤلاء الإرهابيين؟ وهل قدمت أنقرة أي اقتراح لواشنطن بهذا الشأن؟ بحثت عن إجابة

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: "يجب على عناصر تنظيم بي كي كي الإرهابي مغادرة سوريا على الفور." هذا التصريح جاء مباشرة بعد لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. فهل تم إيصال هذه الرسالة بوضوح إلى بلينكن؟ الإجابة: نعم، تم إيصالها.

لكن السؤال المهم الآن هو: إذا اضطرت هذه العناصر الإرهابية إلى مغادرة سوريا تحت ضغط تركيا، إلى أين ستتوجه؟ أو بصيغة أكثر وضوحًا: إلى أين ستنقل الولايات المتحدة هؤلاء الإرهابيين؟ وهل قدمت أنقرة أي اقتراح لواشنطن بهذا الشأن؟ بحثت عن إجابة لهذا السؤال وسأشارك ما توصلت إليه، ولكن أولاً، دعونا نناقش نقطة مهمة.

تواجه الإدارة السورية الجديدة ثلاث تحديات رئيسية:

تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب.

استعادة سلطة الدولة والنظام الدستوري، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

تحقيق توازن في العلاقات الدولية أثناء العمل على الهدفين السابقين.

أي خلل في أحد هذه الركائز الثلاث قد يؤدي إلى دخول سوريا في موجة جديدة من الفوضى.

الاجتماع المقبل يجب أن يُعقد في تركيا

تعتبر أنقرة أن الوضع الحالي يشكل فرصة كبيرة لتحقيق الاستقرار في سوريا. ولضمان تحقيق هذا الهدف، من الضروري إنشاء توازن صحي في العلاقات الدولية، ومنع سوريا من التحول إلى ساحة جديدة لصراعات القوى. في هذا الإطار، تلعب الدول العربية دورًا محوريًا، حيث تتوقع أنقرة أن تقدم هذه الدول دعمها لاستقرار سوريا، وتسعى جاهدة لتجنب أي مخاوف غير مبررة أو انقطاع في التواصل قد يعطل هذا المسار الجديد.


تصريحات أحمد الشرع الأخيرة، التي أدلى بها للكاتب ياسين أقطاي في صحيفة يني شفق، كانت بمثابة رسالة موجهة إلى الدول العربية، حيث قال: "لا نطمح للتدخل في شؤون الدول الأخرى" هذه الرسالة جاءت في توقيت مناسب لتعزيز هذا التوجه.


في هذه المرحلة الحرجة، تكتسب زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، ولقاؤه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش قمة مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية أهمية بالغة. كما أن اجتماع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع وزراء خارجية الدول العربية في الأردن الأسبوع الماضي يعكس هذا التوجه. ومن المقرر أن يلتقي فيدان نفس الوزراء في القاهرة. وأعتقد أن الاجتماع المقبل على مستوى وزراء الخارجية قد يُعقد في تركيا.

الحفاظ على هذا التواصل القوي مع الدول العربية أمر أساسي، لأن استقرار سوريا يمثل مصلحة مشتركة للجميع.

إملاءات من الولايات المتحدة لتنظيم بي كي كي الإرهابي

ننتقل الآن إلى النقطة الرئيسية. كما صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بشأن وجود تنظيم بي كي كي الإرهابي في سوريا قائلاً: "يجب على العناصر غير السورية مغادرة البلاد فورًا." وأضاف: "في المرحلة الثانية، يجب على القيادة الكاملة لتنظيم واي بي جي الإرهابي، بمن فيهم السوريون، مغادرة البلاد، ويجب على الباقين إلقاء أسلحتهم." الهدف الاستراتيجي هنا واضح، وهو القضاء التام على وجود التنظيم.


لتحقيق هذا الهدف، تمارس أنقرة ضغوطًا مكثفة على شمال سوريا، وتسعى إلى إسقاط تنظيم بي كي كي الإرهابي دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة، كما أشرت سابقًا. وفي الوقت نفسه، تبذل الولايات المتحدة جهودًا كبيرة لمنع أنقرة من تنفيذ عملية عسكرية - سواء بشكل مباشر أو عبر الجيش الوطني السوري - في منطقة عين العرب/كوباني، رغم تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي قال فيها: "تركيا قوة عظمى، وأتفاهم جيدًا مع أردوغان."


وفي هذا السياق، ظهرت المركبات المدرعة الأمريكية في المدينة، بينما تعمل وزارة الخارجية الأمريكية على كسب الوقت من خلال المفاوضات. من جهة أخرى، يبدو أن واشنطن توصي التنظيم الإرهابي باتخاذ خطوات لتهدئة مخاوف تركيا الأمنية وإرضاء أنقرة. وهذا يظهر بوضوح من خلال التصريحات المتتالية الصادرة عن قيادات التنظيم.


رسائل متناقضة من تنظيم بي كي كي الإرهابي


تركز تصريحات التنظيم الإرهابي على نقطتين أساسيتين:

الأولى تتعلق بوجود التنظيم في شمال سوريا. حيث قال مظلوم عبدي، قائد قوات قسد: "لقد جاء العديد من المقاتلين لدعمنا في محاربة داعش. عاد بعضهم، وسيعود الباقون تدريجيًا." بينما زعم القيادي في قنديل مراد قرايلان: "لا وجود لتنظيم بي كي كي في روجافا." هذا التناقض الواضح يعكس الكذب؛ إذ يعترف أحدهم بوجود التنظيم بينما ينفي الآخر ذلك.


أما النقطة الثانية تتعلق بمنطقة عين العرب. قدم مظلوم عبدي اقتراحًا بإنشاء "منطقة منزوعة السلاح في كوباني، يتم فيها إعادة توزيع القوات الأمنية تحت إشراف ووجود أمريكي." يشير هذا الاقتراح إلى استعداد التنظيم للتخلي عن السلاح في عين العرب لتجنب غضب أنقرة، لكنه في الوقت نفسه يرفض التخلي عن السيطرة الميدانية في المنطقة. هذه المناورات تأتي بإشراف مباشر من الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا يبدو أن أنقرة ستتراجع عن موقفها الواضح: "ألقِ السلاح، غادر سوريا، واندمج مع دمشق."

إذا غادروا بأسلحتهم، سيصبحون أهدافًا مشروعة


يمكننا الآن الإجابة عن السؤال الذي طرحناه في البداية: إلى أين ستنقل الولايات المتحدة هؤلاء الإرهابيين؟ هل لديها خطة؟ وهل قدمت أنقرة اقتراحًا بهذا الشأن لواشنطن؟


بعد استفساري من مصادر مطلعة، تبين أنه لم يتم تقديم أي اقتراح بهذا الخصوص للأمريكيين. ويبدو أن الأجواء في أنقرة تشير إلى موقف واضح: "إيجاد وجهة لهم مسؤوليتهم، هذا الجزء لا يعنينا."


النقطة المحورية هنا هي أن مغادرة عناصر تنظيم بي كي كي الإرهابي لسوريا يجب أن تتم بعد إلقاء أسلحتهم وانخراطهم في الحياة المدنية في الأماكن التي سيتوجهون إليها. إذا غادروا بأسلحتهم إلى العراق، أو إيران، أو أي دولة أخرى، فسيظلون أهدافًا مشروعة بالنسبة لأنقرة.



#بي كي كي الإرهابي
#تنظيم واي بي جي الإرهابي
#قسد
#تركيا
#تحرير سوريا