سيدة سورية من أصل تركي تروي معاناتها بعهد الأسد

15:067/01/2025, الثلاثاء
الأناضول
سيدة سورية من أصل تركي تروي معاناتها بعهد الأسد
سيدة سورية من أصل تركي تروي معاناتها بعهد الأسد

المواطنة السورية ذات الأصول التركية عائشة قيلي: - لم نكن نستطيع التحدث بحرية عن هويتنا، كنت أخفي أنني تركية حتى لا أتعرض للأذى - هذا الخاتم الذي يحمل شعار الهلال والنجمة أهداه لي شقيقي كذكرى ظللت أخفيه خوفًا من النظام - أخفيت هذا الخاتم لمدة 9 سنوات، لم أكن أعتقد أنني سأرتديه - لكن الآن، ومع سقوط النظام، أصبح بإمكاني ارتداؤه بحرية ودون خوف


روت السيدة السورية من أصول تركية عائشة قيلي، معاناتها مع الاضطهاد الذي مارسه نظام الأسد المخلوع ضد شعبه وكل من يحمل هوية مختلفة طيلة عقود.

وفي لحظة تحمل رمزية عميقة بعد سقوط بشار الأسد، استطاعت قيلي، أن تُخرج خاتمها الذي يحمل شعار الهلال والنجمة من مخبئه، لتزين به يدها للمرة الأولى منذ تسع سنوات.

وهاجرت عائلة قيلي من ولاية هاطاي التركية إلى دمشق في عشرينيات القرن الماضي.

وفي حديث للأناضول، روت قيلي التي تعيش في "مدينة السلام" (البعث سابقًا) بمحافظة القنيطرة السورية، معاناتها في عهد النظام السابق، وكيف اضطر الأتراك في سوريا إلى إخفاء هويتهم لفترة طويلة.

وقالت: "أنا من مواليد دمشق، انتقلت للعيش في الجولان (القنيطرة) قبل 21 عامًا بعد زواجي، كنا نتطلع لعيش حياة أفضل مع سقوط الأسد، لكن الأمور أصبحت أكثر صعوبة مع بدء إسرائيل توسيع احتلالها في المنطقة".

وأشارت إلى أن زوجها، الذي توفي قبل 6 أشهر، كان ينتظر بفارغ الصبر سقوط النظام.

وأضافت: "كنت أتمنى أن يرى سقوط بشار، لقد كان يحلم بهذه اللحظة مثلنا جميعًا، لكنه توفي قبل أن يشهدها. لم يكن من نصيبه. الآن، رحمه الله، أنا حزينة جدًا لذلك، لكنني سعيدة لأنني أدركت هذا اليوم بنفسي".

كما تحدثت قيلي بفخر عن الخاتم الذي أهداه لها شقيقها في عام 2015، قائلة: هذا الخاتم أعطاني إياه أخي كذكرى. ظللت أخفيه خوفًا من النظام".

وتابعت: "الآن أرتديه بكل فخر بعد سقوط بشار. أشكر تركيا، وأشكر الرئيس (رجب طيب) أردوغان، وأشكر الشعب التركي بأكمله، لقد أسعدتمونا كثيرًا. بفضلكم وبفضل مساعداتكم، سقط بشار، آمل أن نعيش حياة أفضل بعد الآن".

وعن مشاعرها عند ارتداء الخاتم بعد سنوات من الخوف، قالت: "أخفيت هذا الخاتم لمدة 9 سنوات. لم أكن أعتقد أنني سأرتديه، لكن الآن، ومع سقوط النظام، أصبح بإمكاني ارتداؤه بحرية ودون خوف".

وأوضحت قيلي كيف اضطر الأتراك في سوريا إلى إخفاء هويتهم لفترة طويلة، قائلة: لم نكن نستطيع التحدث بحرية عن هويتنا. كنت أخفي أنني تركية حتى لا أتعرض للأذى. جعلونا نعاني كثيرًا بسبب هويتنا".

- الغربة والحنين للأهل في تركيا

وأشارت قيلي إلى أن شقيقها وشقيقتها وأقاربها يعيشون في هاطاي جنوبي تركيا، لكنها لم تتمكن من زيارتهم منذ سنوات طويلة. ومع سقوط النظام، تأمل أن تتمكن قريبًا من رؤيتهم.

وأضافت أن يوم سقوط بشار الأسد كان يومًا مميزًا، حيث تلقت التهاني من أقاربها عبر الهاتف.

وتابعت القول: عندما اتصلت بأقاربي في 8 ديسمبر، كانوا جميعًا يهنئونني بفرار بشار، وقالوا إنهم يريدون القدوم لزيارتي. نحن نعيش غربة صعبة للغاية. أضناني الاشتياق وأعيتني الغربة، آمل أن نلتقي قريبًا".

واختتمت قيلي حديثها بتوجيه رسالة شكر للشعب التركي: "أرسل تحياتي الكبيرة للشعب التركي. لقد قدموا لنا الكثير من المساعدات. دعمونا في أحلك الظروف وساعدوا من اضطروا للجوء إلى تركيا، هم يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا. والآن، بعد سقوط بشار، الجميع فرح معنا. أشكرهم جميعًا، فردًا فردًا".

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق عقب السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير منطقة إدلب (شمال) منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية لإدارة المرحلة الانتقالية.

#الجولان
#النظام السوري
#سوريا