في مؤتمر صحفي لوزير الزراعة أبوبكر محمد البشري قال إن تقرير لجنة التفصيل المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لم يأخذ بشواغل السودان في الأمن الغذائي..
عبر وزير سوداني، الأحد، عن رفضه تقرير أممي يصف وضع الأمن الغذائي في البلاد بالمجاعة، معتبرة إياها "ادعاءات لخدمة أجندة سياسية"، كما انتقدت وزارة خارجية ذات التقرير الصادر الثلاثاء الماضي.
وقال وزير الزراعة أبوبكر عمر البشرى في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان، تابعه مراسل الأناضول، "لدينا تحفظات على تقرير لجنة التفصيل المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، في منهجية عملها المتمثل في طرق جمع المعلومات وتحليلها، وأرقامها غير واقعية".
وأضاف، "لم يأخذ تقرير اللجنة بشواغل السودان في الأمن الغذائي ولم نطلع على التقرير إلا بعد صدوره رغم تسريبه قبل الصدور في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري".
وأشار الوزير السوداني إلى أن التقرير يغطي مسوحات في 15 ولاية بالبلاد (لم يذكرها) بينها 11 ولاية في حالة حرب 7 منها تشهد حصار من الدعم السريع ولا يمكن إجراء مسوحات حقيقية على الأرض بفرق ميدانية.
وأكد على استغناء السودان عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وانسحابه من عضويتها".
وذكر أن الحرب اتخذت أشكال أخرى بينها التجويع واستخدام المجاعة للتدخل من بعض المنظمات ذات الأجندة".
وزاد: "هناك جهات تسعى لتوظيف تقرير اللجنة لصالح أجندتها (دون تسميتها).
وأردف: "حكومة السودان ترفض استغلال أوضاع الأمن الغذائي وتوظيف خطر المجاعة وفرضها واقعا في البلاد التي تشهد حربا".
والثلاثاء، نشرت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرها عن السودان، وهذه اللجنة بمثابة مرصد عالمي للجوع يضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة.
وأشار التقرير إلى أن السودان يشهد أزمة مجاعة غير مسبوقة وأن 24.6 مليون شخص (ما يقرب من نصف السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
ولفت التقرير إلى رصد مجاعة في 5 مناطق بالبلاد وستكون هناك مجاعة في 5 مناطق أخرى بحلول مايو/ أيار 2025.
-الخارجية: التقرير يستند على معلومات قديمة
وفي ذات السياق، انتقدت وزارة خارجية تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر الثلاثاء الماضي.
وقالت في بيان، الأحد "إن النتائج التي توصل إليها التقرير بالمنهجية المتبعة تعاني الكثير من أوجه القصور ما يعرض موثوقيته للتشكيك".
وأضاف: "لم يتم جمع بيانات جديدة بسبب الحرب الدائرة منذ 2022، ولذلك يستند التقرير على معلومات قديمة (..).
وأشار البيان إلى أن من بين أوجه القصور أنه 7 ولايات أوردها التقرير بها عوائق للوصول إليها بسب حصار الدعم السريع ، كما لم يأخذ التقرير بحسب بيان الوزارة حركة نزوح السكان من الولايات المتضررة بسبب الحرب؛
إضافة إلى غياب البيانات العامة من قبل الحكومة والأخطاء الإجرائية التي شابت التقرير، وفق الخارجية.
والثلاثاء، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، من تهديد المجاعة لحياة الملايين في السودان بسبب الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما يؤكد بحث لجامعات أمريكية أن إجمالي القتلى أعلى من ذلك بكثير، ويصل إلى نحو 130 ألف شخص قتلوا بشكل مباشر وغير مباشر.