ميلاد بعد حرب.. إقبال مسيحي لإحياء العيد جنوب لبنان

12:2624/12/2024, الثلاثاء
الأناضول
ميلاد بعد حرب.. إقبال مسيحي لإحياء العيد جنوب لبنان
ميلاد بعد حرب.. إقبال مسيحي لإحياء العيد جنوب لبنان

- مسيحيون يضعون شجرة الميلاد فوق ركام كنيسة دمرها الجيش الإسرائيلي - جورج ميلاد إيليا من بلدة دردغيا: هذه المرة الأولى التي يمر عيد الميلاد والكنيسة مدمرة - رئيس بلدية رميش ميلاد العلم: هذا العام سيكون عيد الميلاد مميزا مع وقف إطلاق النار


لن تتمكن كنيسة "مار جاورجيوس" للروم الملكيين الكاثوليك في بلدة دردغيا اللبنانية من الاحتفال بليلة عيد الميلاد لهذا العام، التي توافق الثلاثاء/الأربعاء، بسبب الدمار الكبير الذي خلفه القصف الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

لكن أهالي البلدة الواقعة في قضاء صور جنوب لبنان قرروا بث الروح والحياة مع ميلاد يسوع المسيح، حيث وضعوا شجرة الميلاد المزينة بين الركام.

ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.


ميلاد بين الدمار

جورج ميلاد إيليا، أحد أبناء بلدة دردغيا قال للأناضول: "رغم الدمار وضعنا شجرة ميلاد فوق ركام الكنيسة لأننا متجذرون في أرضنا وكنيستها"، مضيفا والغصّة في قلبه: "هذه المرة الأولى التي يمر عيد الميلاد والكنيسة مدمرة".

ولفت إلى أنه من العادات المتبعة في عيد الميلاد اجتماع العائلات للعشاء، وعند منتصف الليل (في 24 ديسمبر/ كانون الأول) يحتفلون داخل الكنيسة بالقداس الإلهي.

وذكر إيليا أن قرية دردغيا "نشأت عام 1805، ومع مرور السنوات كبرت مساحتها وكانت تتوسع معها الكنيسة".

ووجه المواطن اللبناني نداءً طالبا المساعدة لإعادة بناء الكنيسة كما كانت قبل القصف الإسرائيلي المدمر.

ووضع الأهالي طاولة للاحتفال بالقداس في غرفة تتسع لعدد قليل من الأشخاص، في محاولة منهم للتأكيد على وجودهم بأرضهم، منتظرين مدّ يد العون لإعادة بناء كنيستهم.

وأشار إيليا إلى أن عددا كبيرا من الناس يأتون ليروا الدمار في الكنيسة.

بدورها قالت مريم حبيب الخوري التي جاءت لتفقد الكنيسة وهي تبكي: "هناك غصة كبيرة بدمار الكنيسة، لكننا نأخذ الأمل من ولادة المسيح وقيامته، وإن شاء الله يقوم لبنان ويعم السلام في العالم".



من جهة أخرى قال ميلاد العلم، رئيس بلدية رميش الحدودية مع إسرائيل: "هذا العام سيكون عيد الميلاد مميزا خصوصا بسبب وقف إطلاق النار".

ورميش بقضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية (جنوب) يقطنها مسيحيون، ولم يغادرها أهلها طوال فترة الحرب التي دارت بين "حزب الله" وإسرائيل.

وقال العلم: "خلال فترة عيد الميلاد (في السنوات الماضية) كان نحو 6 آلاف شخص يشاركون بالاحتفالات، لكن هذا العام سيشارك نحو 8 آلاف، فالأهالي سيأتون من بيروت للمشاركة بفرحة عيد الميلاد".

وتابع: "هذا العام لا قصف ولا صواريخ ولا هدير للطائرات، العام الماضي عيدنا تحت الخطر والقصف".

وأعد أهالي رميش سوقا ميلاديا بالإضافة لتزيين الشوارع والطرقات، ولفت العلم إلى أنهم سيقدمون الهدايا لنحو 650 طفلا.

وشدد على أن "الوضع خلال الحرب كان صعبا والحرب كانت مصيرية، لكن الأهالي لم يقبلوا بترك ارضهم لأنها ارث من الأجداد والمقاومة الحقيقية أن تبقى بأرضك".

ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار الجيش اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.


خروقات إسرائيل

وبزعم التصدي لـ"تهديدات من حزب الله"، ارتكب الجيش الإسرائيلي حتى مساء الأحد 287 خرقا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.

وتنوعت الخروقات الإسرائيلية بين قصف بالمدفعية وغارات وتحليق للطيران الحربي والمسيّر وإطلاق نار من أسلحة رشاشة وتوغلات وإطلاق قنابل مضيئة وتفجير منازل لبنانية.

ودفعت هذه الخروقات "حزب الله" إلى الرد في 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع "رويسات العلم" العسكري في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و61 قتيلا و16 ألفا و656 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وردا على العدوان أعلن "حزب الله" أنه نفذ بين 17 سبتمبر/ أيلول و27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين 1666 عملية عسكرية، قتل خلالها أكثر من 130 إسرائيليا وأصاب ما يزيد على 1250، ودمر 76 آلية عسكرية.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

#لبنان
#عيد
#مسيحيين