- مع نجاح المعارضة السورية بإسقاط نظام الأسد كثفت إسرائيل هجماتها العسكرية على عشرات المواقع في سوريا - إسرائيل ركزت على إظهار الأقليات بسوريا وكأنها في خطر، رغم خطاب المعارضة المعتدل والمحتضن لكل السوريين
عبر تصريحات متكررة صادرة عن مسؤوليها، تنصب إسرائيل نفسها "مدافعة" عن الأقليات في سوريا في محاولة للتغطية على أطماعها الاحتلالية التي يرفضها السوريون، في حين وسعت من رقعة احتلالها لمرتفعات الجولان السورية.
وتزامنا مع نجاح المعارضة السورية بإسقاط نظام بشار الأسد، كثفت إسرائيل بوتيرة لافتة هجماتها العسكرية ضد عشرات المواقع في سوريا، وركزت على إظهار الأقليات في سوريا وكأنها في خطر محدق، رغم خطاب فصائل المعارضة المعتدل والمحتضن لكل أطياف الشعب.
واليوم الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي في بيان أرسل نسخة منه للأناضول: "التقى رئيس هيئة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي شلومي بيندر أمس مع الرئيس الروحي للطائفة الدرزية بإسرائيل فضيلة الشيخ موفق طريف وذلك عقب سقوط النظام السوري".
وأضاف: "بحث رئيس هيئة الاستخبارات وفضيلة الشيخ طريف تطورات المشهد في سوريا وتأثيراتها على الطائفة الدرزية".
وتابع: "كما أكد رئيس هيئة الاستخبارات الالتزام العميق بين الجيش الإسرائيلي وهيئة الاستخبارات وبين الطائفة الدرزية التي تساهم بشكل حاسم في مجالات حساسة وحيوية في الجيش الإسرائيلي عامة وفي هيئة الاستخبارات خاصة، كما شكر فضيلة الشيخ على دوره المهم في بناء جسور مع المجتمع الدرزي في سوريا".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في منشور على منصة "إكس"، الاثنين: "في إحاطة صحفية عقدتها صباح اليوم في وزارة الخارجية أكدت على أهمية حماية الأقليات في سوريا".
وفي وقت سابق الإثنين، تمكن الجيش الوطني السوري، من تحرير كامل منطقة منبج بريف محافظة حلب شمال سوريا، من سيطرة تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي المدعوم أمريكيا، ليقضي بذلك على أكبر تجمّع للإرهاب غرب نهر الفرات.
وجاء ذلك في إطار عملية "فجر الحرية" التي أطلقها الجيش الوطني السوري مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بهدف إجهاض محاولات إنشاء ممر إرهابي بين تل رفعت بمحافظة حلب وشمال شرق سوريا.
وفي منشور آخر، الأحد، قال ساعر: "تحدثت الليلة مع نظيري، وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي حيث ناقشنا التطورات الدراماتيكية في سوريا، والحاجة إلى حماية الأقليات فيها والعواقب الأمنية على إسرائيل".
وقال ساعر في منشور آخر: "تحدثت اليوم مع صديقي، جان ليبافسكي، وزير خارجية جمهورية تشيكيا. ناقشنا الأحداث والأوضاع في سوريا. أكدت على ضرورة ضمان أمن الأقلية الكردية في سوريا"، على حد زعمه.
وفي منشور ثالث، قال ساعر: "تحدثت اليوم مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو حول الوضع في سوريا ولبنان حيث اتفقنا على أهمية حماية الأقليات في سوريا".
وأضاف: "أكدت لنظيري الفرنسي ان إسرائيل لا تتدخل في الصراع الداخلي بسوريا إلا أنها تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان أمنها وأمن مواطنيها".
ولم يفسر لا ساعر ولا الجيش الإسرائيلي الطرق التي سيعملون فيها لـ"حماية" الأقليات.
لكن القرار الإسرائيلي الأول بعد إسقاط الأسد، أمس الأحد، كان إلى جانب تنفيذ عشرات الغارات على ما قالت إنها مخازن أسلحة في سوريا، هو توسيع رقعة احتلالها لمرتفعات الجولان السورية إلى المنطقة العازلة المجاورة التي كانت تحت السيطرة السورية.
وباستثناء الولايات المتحدة الأمريكية فإن العالم أجمع لا يعترف بالاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية المحتلة.
كما ترفض الغالبية من سكان الجولان المحتل الاحتلال الإسرائيلي.
وللمفارقة فقد أعلنت إسرائيل إن احتلالها للمنطقة العازلة جاء "لحماية الدروز".
فقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: "أصدرنا تعليمات إلى الجيش الإسرائيلي بموافقة المجلس الوزاري المصغر، بالاستيلاء على المنطقة العازلة ونقاط المراقبة لضمان حماية جميع المستوطنات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان - اليهود والدروز - حتى لا يتم كشفها للتهديدات من الجانب الآخر".
أما نتنياهو فقد تحدث عن هذا القرار بلغتين مختلفتين بالعبرية والانجليزية.
فباللغة العبرية قال نتنياهو في بيانه: "أوعزت مع وزير الدفاع والمجلس الوزاري المصغر بالاستيلاء على المنطقة العازلة والمواقع المسيطرة عليها، إذ لن نسمح لأي قوة معادية بأن تتموضع على حدودنا".
أما باللغة الإنجليزية فقال في بيان آخر، الأحد: "يجب أن نتخذ إجراءات ضد التهديدات المحتملة. ومن بين هذه التهديدات انهيار اتفاقية فصل القوات لعام 1974 بين إسرائيل وسوريا. وقد استمرت هذه الاتفاقية لمدة خمسين عاما".
وأضاف: "في الليلة الماضية انهار الاتفاق. فقد تخلى الجيش السوري عن مواقعه. وأصدرنا الأوامر للجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على هذه المواقع لضمان عدم تمركز أي قوة معادية قرب حدود إسرائيل".
وفي هذا الصدد، نشر متحدث سان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي افيخاي ادرعي، الأحد، في منشور على "إكس" صور لجنود إسرائيليين بكامل عتادهم في المنطقة المحتلة حديثا من إسرائيل.
وكتب: "إن مداهمة قوات الجيش الإسرائيلي إلى منطقة جبل الشيخ في شقه السوري وذلك في إطار انتشارها في المنطقة العازلة وفي عدة نقاط دفاعية ضرورية وذلك لضمان أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني دولة إسرائيل في ضوء الأحداث في سوريا".
وبما لا يقل أهمية، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأحد، إن الجيش الإسرائيلي بات يعمل بريا في سوريا.
وقال مخاطبًا مجندين جدد: "يخوض الجيش الإسرائيلي القتال في أربع ساحات - في الضفة الغربية، وغزة، ولبنان واعتبارًا من الليلة الماضية أيضًا في سوريا. وبعد لحظة سيكون لديكم دور فيه".
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورة للجنود وهم يحملون العلم الإسرائيلي بالمنطقة العازلة ما يشير إلى تدشين بداية احتلال جديد.