بداعي "الوضع الأمني الاستثنائي"، في إشارة إلى تطورات سوريا..
طلب 12 وزيرا إسرائيليا، الاثنين، تأجيل مثول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام المحكمة الثلاثاء في تهم فساد، وذلك بداعي "الوضع الأمني الاستثنائي".
ومن المقرر أن يمثل نتنياهو بدءا من الثلاثاء أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للإدلاء بدفاعه عن التهم المنسوبة إليه من النيابة العامة بالرشوة والاحتيال وإساءة الثقة.
وستُجرى المحاكمة في ظل قيود أمنية مشددة وبعيدا عن وسائل الإعلام.
وسبق لنتنياهو أن طلب مرتين تأجيل مثوله أمام المحكمة، ولكنها رفضت طلبه ووافقت فقط على تأجيل مؤقت من 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى غد الثلاثاء.
وقالت القناة "12" الإسرائيلية (خاصة): "قبل يوم من بدء شهادة نتنياهو، وقَّع 12 وزيرا في الحكومة رسالة بعث بها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف-ميارا ومديرية المحاكم، يطلبون فيها تأجيل شهادة رئيس الوزراء".
وأوضحت أنهم أرجعوا طلب التأجيل إلى "الوضع الأمني الاستثنائي"، وأشاروا في رسالتهم إلى التطورات الراهنة في سوريا.
والأحد 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، فيما غادر بشار الأسد وعائلته خفية إلى روسيا، التي منحتهم حق اللجوء لما اعتبرتها "أسباب إنسانية".
وأعلنت تل أبيب في اليوم نفسه انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974، وانتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظمهم مساحتها منذ 1967.
القناة الإسرائيلية نقلت عن الوزراء قولهم في الرسالة: "نود أن نعرب عن قلقنا العميق في ضوء السلوك المنهجي الحالي فيما يتعلق بجلسات الاستماع القانونية التي يُطلب من رئيس الوزراء المشاركة فيها بوتيرة غير عادية للغاية".
وتطلب المحكمة من نتنياهو المثول أمامها 3 مرات أسبوعيا ولساعات عدة حتى انتهاء دفاعه.
واعتبروا أن "مطالبة رئيس الوزراء بالمثول للمحاكمة بشكل متكرر في هذا الوقت الحرج يلحق ضررا جسيما بالمصالح الوطنية".
وحتى الساعة 09:30 "ت.غ" لم تعلن المستشارة القانونية للحكومة ولا إدارة المحاكم موقفها من رسالة الوزراء.
وإضافة إلى التطورات في سوريا، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتواصل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار الهش مع لبنان منذ بدء سريانه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و47 قتيلا و16 ألفا و638 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
فيما خلفت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة أكثر من 150 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.