اغتالت إسرائيل، الأحد، مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله" محمد عفيف، إثر غارة جوية استهدفت مقر حزب "البعث" في منطقة "رأس النبع" بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وحتى الساعة 20:50 "ت.غ" لم تصدر إفادة من "حزب الله" بشأن مصير عفيف (في العقد الخامس من عمره)، بينما نعته قناة "المنار" التابعة للحزب.
وقالت "المنار" إن عفيف " أحد أهم وجوه حزب الله الإعلامية، تولى مهمة نقل رسائله وتوضيح سياساته للجمهور في أحلك الظروف وأصعبها".
كما نعاه الأمين العام لحزب "البعث العربي الاشتراكي" في لبنان علي حجازي، عبر منصة "إكس" قائلا: "رحمك الله أخا عزيزا حبيبا مجاهدا (..) كنت تعرف أنك ستلتحق بركب الشهداء".
وباغتيال عفيف، وفق مراقبين، تنتقل إسرائيل من اغتيال القادة والمسؤولين العسكريين في "حزب الله" إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.
ويعد عفيف من الشخصيات البارزة في "حزب الله"، وهو نجل رجل الدين الشيعي الراحل الشيخ عفيف النابلسي.
وبرز اسم عقب اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، إذ أصبح صلة الوصل شبه الوحيدة بين الحزب والجمهور.
وبعد اغتيال نصر الله، عقد عفيف أكثر من مؤتمر صحفي، آخرها بمناسبة "يوم الشهيد" بالحزب في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ويعتبر عفيف من جيل المؤسسين في "حزب الله" مع انطلاقة الحزب عام 1982، وفي 2004 أصبح مدير الأخبار والبرامج السياسية في قناة "المنار" التابعة للحزب.
وفي 2006، ساهم عفيف في إدارة التغطية الإعلامية لـ"حزب الله" خلال حرب يوليو/ تموز التي استمرت 33 يوما، وبعد 4 أعوام أصبح عضوا في المجلس السياسي للحزب ومستشارا لنصر الله.
ومنذ 2014 عُين مسؤولا للعلاقات الإعلامية في "حزب الله" حتى يوم اغتياله.
وعفيف من البيسارية، وهي إحدى بلدات قضاء صيدا بمحافظة الجنوب.
ويعرف بأنه كان صديقا للأمين العام السابق للحزب عباس الموسوي، الذي اغتالته إسرائيل عام 1992، وخلفه نصر الله.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 147 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و452 قتيلا و14 ألفا وو664 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء السبت.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.