رفعت مجموعة ألبيرق دعوى قضائية على شركة مايكروسوفت التي حصلت منها على خدمة نظام تخطيط موارد المؤسسات (ERP) في سنة 2021، وذلك لأن مايكروسوفت فرضت على مجموعة ألبيرق القابضة استخدام نظام السحابة الإلكترونية، ما كبد المجموعة الكثير من الخسائر والأضرار التي لحقت بها بسبب انقطاع الخدمة عملية الإنتاج.
وفي هذا الصدد أفاد مسؤولون في مجموعة ألبيرق بأن مايكروسوفت سببت لهم صعوبات في عملية ترقية منتج تخطيط موارد المؤسسات (ERP) وأن شركات المجموعة تكبدت خسائر فادحة بسبب انقطاع الإنتاج لمدة طويلة.
كما تتسبب عمالقة شركات تخطيط موارد المؤسسات (ERP) بالكثير من المشاكل التقنية التي يواجهها عملاؤها في استخدام التطبيقات أحادية الجانب، ومن ثم تفرض مايكروسوفت عليهم استخدام السحابة الإلكترونية، التي تخزن بيانات العملاء في مراكز البيانات الخارجية، الأمر الذي ينتهك معايير خصوصية الشركات.
في سياق متصل ثمة شركة تعمل في تركيا باسم مايكروسوفت وهي تبع منتجات مايكروسوفت وتسوق لها، ولكنها على الرغم من ذلك كله تدعي أنها لا تمثل شركة مايكروسوفت حيت نخاطبها بكتاب رسمي، وبذلك تتنصل من المسؤولية عن جودة منتجاتها. وتكبدت مجموعة ألبيرق القابضة الكثير من الخسائر المادية على مدى 33 شهرا حين عمدت إلى رفع مستوى جودة الأداء التقني في أعمالها، ولذلك رفعت دعوى قضائية على مايكروسوفت مطالبة بتعويض تصل قيمته إلى مليون دولار أمريكي.
في السياق ذاته، فازت شركة "ألبيرق" التركية بدعوى قضائية انتهت خلال 2024 كانت قد رفعتها ضد شركة "مايكروسوفت" بسبب إجبارها المستخدمين على تحميل جميع معلوماتهم إلى نظام سحابي في الخارج. حيث قضت المحكمة بدفع مبلغ 422 ألف دولار لصالح شركة ألبيرق مقابل الصيانة والتحديث، مع مبلغ قدره مليون ونصف مليون دولار تم دفعه في 2017، إلى جانب الفوائد التجارية.
بدوره اعتبر محامي شركة ألبيرق، صفا كارجي أوغلو، أن القضية سابقة لا مثيل لها بالنسبة لشركة أجنبية ليس لديها وجود تجاري في تركيا لكنها تبيع منتجاتها هنا.
وأوضح كارجي أوغلو، أن شركة ألبيرق دفعت في 2017 مبلغ مليون ونصف المليون ليرة تركية لشركة مايكروسوفت مقابل شراء منتج "Microsoft ERP Omprem" لتلبية احتياجات أكثر من 100 شركة مندرجة تحت "ألبيرق" القابضة، مضيفاً: "اختارت ألبيرق هذا المنتج لحماية خصوصية الشركات المنضوية تحتها وعدم السماح لنقل بياناتها الشخصية إلى الخارج، ومع ذلك ورغم مرور 33 شهراً لم تقم مايكروسوفت ولا الشركة المحلية التي تبيع منتجاتها في تركيا "Gold Partner" بتفعيل المنتج.
من جهته أكد محامي مجموعة "ألبيرق" صفا كارجي أوغلو أن ما حدث كان بدافع سوء النية، موضحًا أن "ألبيرق" قد رفعت دعوى قضائية ضد شركة مايكروسوفت لهذا السبب.
وفي هذا الصدد قال كارجي أوغلو: "نحن في مجموعة ألبيرق نعتبر هذه القضية مسألة وطنية أكثر من كونها مسألة مالية. حيث يتم بيع منتج أومبريم بملايين الليرات ولكنه لا يعمل عن قصد.
وأردف بالقول: "الهدف الأساسي من ذلك هو دفع الشركات المؤسسية إلى الانتقال إلى نظام مايكروسوفت السحابي ونقل بياناتها إلى الخارج. كما تم إجبار الشركات التركية على الانتقال إلى السحابة بحجج مختلفة، وهذا السلوك يتعارض مع قوانيننا.
وتابع: "لا أحد فوق سيادة القانون في محاكمنا، حتى لو كان عملاقًا عالميًا. إذا تم بيع منتج في تركيا، فإن المحاكم التركية لها صلاحية اتخاذ القرار، حتى لو نص العقد على خلاف ذلك. كما أوضحنا في دعوانا أن تحمل المشتري الضرر وتحميله المسؤولية عليه في العقد غير صالح بموجب القوانين التركية."
في بيانها الصادر بعد قرار المحكمة، لم ترد شركة مايكروسوفت على اتهامات مجموعة "ألبيرق" بأن "الشركات تُجبر على الانتقال إلى نظامها السحابي ونقل بياناتها الشخصية إلى الخارج بشكل متعمد"
واكتفت الشركة، التي اتهمت بـ "إجبار الشركات على استخدام نظامها السحابي الموجود في الخارج"، بالإشادة بنظامها السحابي.
تسبب انقطاع واسع النطاق لشركة "مايكروسوفت" في تعطيل رحلات جوية وبنوك ومنافذ إعلامية وشركات في جميع أنحاء العالم، صباح الجمعة.
وبحسب بيانات أوردها موقع "DownDectector"، الذي يتتبع انقطاعات الإنترنت المبلغ عنها من قبل المستخدمين، فإن انقطاعات متزايدة في الخدمات شهدتها شركات فيزا وامازون وإي دي تي سيكيوريتي وشركات الطيران بما في ذلك أمريكان إيرلاينز وديلتا.
واستمرت الاضطرابات المتصاعدة بعد ساعات من إعلان شركة مايكروسوفت، أنها تعمل تدريجيا على إصلاح مشكلة تؤثر على الوصول إلى تطبيقات وخدمات مايكروسوفت 365، بحسب ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".
وأفادت شركات الطيران ومقدمي خدمات الاتصالات والبنوك في أستراليا، ومذيعي الوسائط هناك، عن عطل مفاجئ، حيث فقدوا الوصول إلى أنظمة الكمبيوتر، بينما قالت بعض البنوك النيوزيلندية إنها كانت غير متصلة بالإنترنت أيضا.
ونشرت شركة مايكروسوفت 365 على منصة "إكس" أن الشركة "تعمل على إعادة توجيه حركة المرور المتأثرة إلى أنظمة بديلة لتخفيف التأثير بطريقة أكثر ملاءمة"، وأنهم "يلاحظون اتجاها إيجابيا في توفر الخدمة".
في غضون ذلك، نمت الاضطرابات الكبرى التي أبلغت عنها شركات الطيران والمطارات.
في الولايات المتحدة، قالت إدارة الطيران الفيدرالية إن شركات الطيران أمريكان يونايتد وديلتا وأليجيان قد توقفت عن العمل.
وتعطلت شركات الطيران والسكك الحديدية ومحطات تلفزيون في المملكة المتحدة بسبب مشكلات الكمبيوتر، فيما أعلنت شركة الطيران الاقتصادي رايان إير عن الخلل.
وقالت في بيان: "نشهد حاليا انقطاعا عبر الشبكة بسبب انقطاع عالمي لتكنولوجيا المعلومات من قبل جهة خارجية خارج عن سيطرتنا.. ننصح جميع الركاب بالوصول إلى المطار قبل ثلاث ساعات على الأقل من موعد المغادرة المقرر".
وقال مطار شيفول في أمستردام على موقعه الإلكتروني، إن الانقطاع كان له "تأثير كبير على الرحلات الجوية" من وإلى المركز الأوروبي المزدحم.
وفي ألمانيا، قال مطار برلين إنه "بسبب عطل فني، سيكون هناك تأخير في تسجيل وصول بعض الرحلات".
وفي مطار ليوناردو دا فينشي في روما، فقد سجل بعض الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة تأخيرات، في حين لم تتأثر رحلات أخرى.
وفي السياق، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة كراود سترايك (CrowdStrike) للأمن السيبراني جورج كورتزأن العطل الفني الذي تسبب بتعطل العديد من الخدمات حول العالم "ليس حادثا أمنيا أو هجوما إلكترونيا".
وقال كورتز في منشور على منصة "إكس" إن الشركة "تعمل مع العملاء المتأثرين بالعطل الذي تم اكتشافه في تحديث محتوى واحد لمستخدمي أنظمة ويندوز، فيما لم تتأثر أنظمة ماك ولينكس".
وأضاف: "هذا ليس حادثا أمنيا أو هجوما إلكترونيا. لقد تم تحديد المشكلة".
ودعت شركة "كراود سترايك" عملاءها إلى زيارة موقعها الإلكتروني للحصول على آخر التحديثات.
ومصدر الخلل التقني العالمي يرتبط بنظام الحماية الذي تقدمه شركة "كراود سترايك" الخاصة بتكنولوجيا الأمن السيبراني للحكومات والمطارات والشركات الكبرى.
وبحسب بيانات أوردها موقع DownDetector الذي يتتبع انقطاعات الإنترنت المبلغ عنها من قبل المستخدمين، فإن انقطاعات متزايدة في الخدمات شهدتها شركات "فيزا" و"أمازون" و"إي دي تي سيكيوريتي"، وشركات طيران ضمنها "أمريكان إيرلاينز" و"دِلتا".
ونشرت شركة مايكروسوفت 365 على منصة "إكس" أن الشركة "تعمل على إعادة توجيه حركة المرور المتأثرة إلى أنظمة بديلة لتخفيف التأثير بطريقة أكثر ملاءمة"، وأنها "تلاحظ اتجاها إيجابيا في توفر الخدمة".
