أظهرت مشاهد، حسب وكالة الأناضول، إطلاق الإرهابيين في مدينة عفرين السورية النار لمنع خروج المدنيين، لاستخدامهم كدروع بشرية، أمام قوات عملية "غصن الزيتون" التي باتت على مشارفها.
يأتي ذلك في الوقت الذي تلوذ فيه قيادات إرهابيي "ب ي د/ بي كا كا"، بالفرار من المدينة، وبينهم ما يسمى بـ"وزير العدل في عفرين"، سعيد عصمت.
وأفادت مصادر موثوقة داخل عفرين، للأناضول، أن ضغوط الأهالي المتخوفين من استخدامهم كدروع بشرية، زادت على إرهابيي "ب ي د/ بي كا كا".
ويسعى المدنيون إلى التوجه من عفرين باتجاه الجنوب، للوصول إلى بلدة "نبل"، التي تحتلها ميلشيات تدعمها إيران، وإلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري، إلا أن التنظيم الإرهابي يمنع خروجهم من خلال حواجزه.
واستدعى التنظيم تعزيزات إلى حواجزه المنتشرة في الجهة الجنوبية مع تزايد ضغوط الأهالي الراغبين في الخروج.
وتُظهر التطورات أن التنظيم الإرهابي بات على وشك فقدان السيطرة في مدينة عفرين.
** طائرات بدون طيار ترصد إطلاق النار
وأظهرت مشاهد التقطتها طائرات بدون طيار تابعة للجيش التركي، طابوراً من سيارات الأهالي الراغبين بالمغادرة، أمام حاجز للإرهابيين، جنوبي مدينة عفرين.
وفي الأثناء أطلق الإرهابيون، الذين فقدوا السيطرة على الوضع، النار من أجل دفع الأهالي للعودة، حيث انتشرت حالة من الذعر بين المدنيين الذي تراجعوا للوراء من بين السيارات، لكن الأهالي عاودوا التجمع أمام الحاجز، في تحد للإرهابيين.
وإثر ذلك جاءت حافلة صغيرة بيضاء تحمل تعزيزات للإرهابيين إلى الحاجز، حيث توجهت بسرعة نحو المدنيين وقطعت الطريق، فيما بدأ المدنيون بالنقاش مع المسلحين الذين نزلوا منها.
وبينما النقاشات متواصلة، تظهر المشاهد، قيام بقية الإرهابيين، بمحاولة سحب السيارات المدنية من الطريق، واحدة تلو الأخرى.
وفي خضم السجالات، حاول أحد المدنيين عبور الحاجز بدراجته النارية، مستغلاً حالة الفوضى، إلا أن الإرهابيين أرغموه على العودة.
كما تظهر اللقطات إمرأة تحمل رضيعاً، وطفلاً آخر إلى جانبها، وهي تحاول إقناع الإرهابيين بالسماح لها بالمغادرة، من دون جدوى.
وبينما يتواصل الأخذ والرد بين المدنيين والإرهابيين، احتشد المزيد من سيارات الأهالي الراغبين بالخروج، خلف الطابور.
وفي نهاية اللقطات، يظهر مدنيون يتناقشون مع إرهابيين، في شارع آخر، قرب الحاجز، أملاً في الخروج.
من ناحية أخرى، سمح الإرهابيون بخروج بعض السيارات المدنية، اليوم، من مدينة عفرين، مقابل رشوة مقدارها ألف دولار، عن الشخص الواحد، شريطة توجههم نحو مسار تقدم الجيشين التركي والسوري الحر.
وإثر ذلك توجهت السيارات الخارجة نحو الجنوب وبلدة "تل رفعت" الواقعة في الشرق، وبهذا يرمي الإرهابيون إلى إبطاء تقدم القوات المشاركة في "غصن الزيتون"، من خلال توجيه المدنيين إلى طريق تقدمها.
من جهة أخرى، كشفت مصادر محلية موثوقة بمحافظة الحسكة (شمال شرق) للأناضول، أن التنظيم الإرهابي يبحث عن أعضاء جدد في المحافظة ومدينة القامشلي التابعة لها، بغية تجنيدهم في صفوفه بعفرين.
وأشارت المصادر أن التنظيم تعهد بدفع 400 دولار شهرياً، للأعضاء الذين يرغب في إرسالهم إلى عفرين.
وأوضحت أن التنظيم الذي يعاني من العثور على أعضاء جدد يحاول تجنيد ما يسمى بـ"موظفيه" الذين يتقاضون 150 دولاراً شهرياً، مقابل تعهده بدفع 400 دولار إضافي إلى رواتبهم.
وأرسل التنظيم، أمس الأحد، قرابة 100 شخص إلى عفرين بهذه الطريقة.
وعقب تقدم القوات التركية و"الجيش السوري الحر" بخطوات ثابتة في عفرين، لجأ التنظيم إلى إيجاد أساليب جديدة في مركز المدينة.
وفي إطار ذلك، وجّه التنظيم الإرهابي المدنيين من مراكز البلدات إلى مركز عفرين قسراً، عقب انطلاق "غصن الزيتون" بفترة قصيرة.
إلى جانب استخدام التنظيم المدنيين كدروع بشرية، يقوم أيضاً بنشر أعضائه بين المدنيين، ويأمرهم بخلع زيهم الموحد وارتداء ملابس مدنية، في حين يحافظ الإرهابيون على زيهم الموحد المعروف في بعض النقاط والقواعد .
وتؤكد مصادر محلية بعفرين، أن أعضاء وقياديي التنظيم القادمين من جبال قنديل"(شمالي العراق) إلى عفرين خرجوا منها عبر مدينة "نبّل" (جنوب) الخاضعة لسيطرة قوات النظام وداعميه من إيران.
وتشير المصادر أن النظام السوري يسمح بعبور إرهابيي التنظيم من عفرين إلى مناطق أخرى مقابل ألف دولار على كل إرهابي.
وعلى صعيد متصل، يزعم إرهابيو التنظيم، عبر مكبرات الصوت، أن قريتي "كفر جنة"، و"قطمة" لا تزالان تحت سيطرتهم، على الرغم من نجاح قوات "غصن الزيتون" في تحريرهما مؤخراً.
كما نشر التنظيم مجموعة مسلحين في قرية "أم حوش" ومدينة "تل رفعت" (شمالي حلب)، لاستخدامهم لاحقا في عمليات كر وفر، عقب فقدان مركز عفرين أمام تقدم قوات "غصن الزيتون".
وأكدت مصادر موثوقة داخل عفرين، للأناضول، السبت الماضي، أن ما يسمى بـ"وزير العدل في عفرين"، سعيد عصمت، فر من المنطقة، إلى بلدة "نبل" شمال غربي محافظة حلب، الواقعة تحت احتلال ميليشيات موالية لإيران وحليفة لنظام بشار الأسد.
كما أكدت أن ما يسمى "وزير الداخلية في عفرين" حسن بيرم، حاول الفرار أيضاً إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام بريف محافظة حلب إلا أن مسلحي التنظيم ألقوا القبض عليه وبحوزته مبلغ مالي كبير.
وتستهدف عملية "غصن الزيتون"، التي انطلقت 20 يناير/كانون الثاني الماضي، المواقع العسكرية لتنظيمي "داعش" و"ب ي د/ بي كاكا" الإرهابيين شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.