
الأمين العام للأمم المتحدة قال إن الإجراءات أحادية الجانب لن تُمهد الطريق للسلام بل إنها تعمّق الانقسامات وتزيد من خطر التصعيد الأوسع والتشرذم
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، من تداعيات تطورات الوضع في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن، قائلا إنها تعمق الانقسامات في البلاد.
جاء ذلك في حديث غوتيريش، للصحفيين، عقب إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي، بحسب بيان لمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، تلقت الأناضول نسخة منه.
والاثنين، اختتم غوتيريش، جولته للمنطقة (شملت العراق والسعودية) بزيارة مسقط، حيث التقى سلطان عمان هيثم بن طارق، لمناقشة القضايا الإقليمية، بما فيها الوضع في اليمن.
وقال غوتيريش في إحاطته لمجلس الأمن، إن "اليمن تشهد حالة متزايدة من التوتر والتطورات الخطيرة في المحافظات الشرقية".
وأضاف أنه اطلع عليها بنفسه أثناء زيارته للمنطقة، بما في ذلك السعودية وسلطنة عُمان.
وحول تقدم قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي نحو حضرموت والمهرة في وقت سابق من هذا الشهر، قال الأمين العام للأمم المتحدة: "أوضحتُ لمجلس الأمن، أن الإجراءات أحادية الجانب لن تُمهّد الطريق للسلام، بل إنها تعمّق الانقسامات وتصلّب المواقف، وتزيد من خطر التصعيد الأوسع والتشرذم".
ونبه إلى أن استئناف هذه الأعمال التي وصفها "بالعدائية" قد تترتب عليه تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليميين، بما في ذلك البحر الأحمر وخليج عدن والقرن الإفريقي.
وحث غوتيريش، جميع الأطراف في اليمن على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وخفض التصعيد، وحل الخلافات عبر الحوار، بحسب البيان.
وشدد على أن اليمن يحتاج إلى تسوية سياسية مستدامة يتم التوصل إليها عبر التفاوض، بما يلبي تطلعات اليمنيين.
ومنذ 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تسيطر قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" على حضرموت، بعد معارك مع "حلف قبائل حضرموت" وقوات المنطقة العسكرية الأولى (تابعة للحكومة).وبعد أربعة أيام، بسطت قوات المجلس سيطرتها على المهرة، التي كانت تخضع للقوات الحكومية.وتزايدت دعوات محلية وإقليمية لانسحاب قوات المجلس الانتقالي من المهرة وحضرموت، اللتين تشكلان نحو نصف مساحة اليمن (حوالي 555 ألف كيلومتر مربع).كما شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن رشاد العليمي، الأحد، على ضرورة انسحابهم من تلك المناطق، دون استجابة من قوات "الانتقالي".
وثمة تحذيرات من عواقب استمرار التصعيد في البلد الذي يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وتأسس المجلس الانتقالي عام 2017، وينادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله، وإعادة الأوضاع إلى ما قبل الوحدة اليمنية التي تحققت عام 1990 بين الشمال والجنوب.وبينما لم تفلح جهود إقليمية ودولية بإحلال السلام باليمن جراء حرب بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، يشهد جنوب البلاد مستجدات أمنية منذ أكثر من أسبوعين عززت مخاوف من تقسيم البلاد.






