- حسن الأسمر للأناضول: لا تمر ساعة دون سماع أصوات الانفجارات وينتج عن ذلك شهداء وإصابات - محمد الزيان للأناضول: تكثيف القصف يوحي بوجود مخططات إسرائيلية لاجتياح مناطق جديدة في غزة ـ متحدث الدفاع المدني محمود بصل للأناضول: منذ صباح الخميس تم تسجيل نحو 40 شهيدا وحوالي 120 مصابا في مدينة غزة
على وقع أصوات الانفجارات وأزيز الطائرات الحربية الإسرائيلية، تعيش مدينة غزة أياما قاسية، حيث يخيم القلق والخوف على سكانها الذين باتوا حبيسي منازلهم وسط تصاعد الغارات واستهداف المدنيين بشكل مكثف، في ظل مخاوف احتمال توغل بري إمعانا بالإبادة المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا.
وعلى مدار الأيام الماضية، تشهد محافظة مدينة غزة تصعيدا عسكريا إسرائيليا متسارعا، أثار خلال الأيام الأخيرة، موجة من الذعر والخوف بين الفلسطينيين، الذين يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية وخاصة النازحين قسرا من محافظة شمال القطاع.
قصف مستمر
و الخميس، شهدت مدينة غزة استهدافات متتالية طالت تجمعات لفلسطينيين في الشوارع ومنازل مأهولة بالسكان، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
والأربعاء، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حركة حماس بأنها "ستتلقى ضربات قوية لم تشهدها غزة منذ فترة طويلة" ما لم تسمح بإعادة الأسرى المحتجزين لديها وتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وأكدت "حماس" مرارا، خلال الأشهر الماضية، استعدادها لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، بل أعلنت موافقتها في مايو/ أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
غير أن نتنياهو تراجع عن المقترح، بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار حرب الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك "حماس" بوقف تام للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش بمغادرة الحكومة وإسقاطها إذا قبلت إنهاء الإبادة بغزة.
منظومة صحية منهارة
وأفاد مراسل الأناضول بأن الغارات شملت مناطق مكتظة بالسكان، ما رفع عدد القتلى إلى 71 شخصا خلال 24 ساعة الماضية، بحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وفي ظل الضغط الهائل على طواقم الإغاثة، اضطر الأهالي إلى نقل جرحاهم إلى المستشفيات باستخدام عربات بدائية ودراجات نارية، حيث لم تتمكن سيارات الإسعاف من تلبية جميع نداءات الاستغاثة بسبب القصف المستمر.
وأصبحت مدينة غزة ملاذا لعشرات الآلاف من النازحين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم شمال القطاع بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية.
هذا الازدحام الشديد يزيد من الكلفة البشرية لأي استهداف جديد، ويعقد المشهد الإنساني في مدينة تعاني أصلا من أوضاع صعبة.
مخاوف متزايدة
وأعرب الشاب حسن الأسمر، الأب لـ3 أطفال، أحد سكان حي النصر شمالي غزة، عن مخاوفه المتزايدة من وتيرة القصف التي أصبحت شبه متواصلة.
وقال الأسمر، لمراسل الأناضول: "لا تمر ساعة دون سماع أصوات الانفجارات وينتج عن ذلك شهداء أشلاء وإصابات".
وأضاف: "أصبحت حبيس المنزل جراء القصف ولا أخرج إلا للضرورة القصوى".
وأشار الأسمر، إلى أن خوفه الأكبر ليس الموت نفسه، بل غياب الخدمات الطبية إذا أصيب أو أحد أفراد عائلته.
وأوضح أنه كان يسمح لأطفال باللعب أمام المنزل لكن مع التصعيد والقصف منعهم من ذلك.
ويتشارك الأسمر، مع فلسطينيين آخرين القلق من احتمال بدء عملية اجتياح بري واسعة كما حصل بمحافظة شمال قطاع غزة.
وقال الشاب محمد الزيان، للأناضول أن "تكثيف القصف يوحي بوجود مخططات إسرائيلية لاجتياح مناطق جديدة في المدينة".
وأضاف الزيان، أن "المشهد في غزة مأساوي، الشهداء والدماء في كل مكان".
وأوضح أن عشرات الآلاف من النازحين يفترشون الشوارع وداخل الخيام دون حماية من البرد والشتاء وبرده.
ولفت إلى أن "أي عملية عسكرية جديدة ستؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة".
وطالب الزيان، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف الإبادة الإسرائيلية عن قطاع غزة.
جنون إسرائيلي
بدوره، قال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل، للأناضول: "منذ صباح الخميس، تم تسجيل نحو 40 شهيدا، وحوالي 120 مصابا في مدينة غزة".
وأشار بصل، إلى أن "الاحتلال صعد من استهدافاته للمدينة خلال اليوم والأيام الماضية ما أدى لوقوع هذا العدد الكبير من الضحايا".
ووصف ما يحدث بأنه "جنون واضح يعكس وحشية الجيش الإسرائيلي دون مراعاة لأي قوانين".
وأوضح بصل: "لم نعد قادرين على تلبية كافة نداءات الاستغاثة في ظل القصف المستمر والاستهدافات التي لم تتوقف".
ودعا إلى "ضرورة توفير الإمكانات والمعدات اللازمة لجهاز الدفاع المدني ليتمكن من أداء دوره بحق المواطنين الذين يناشدونه لإنقاذهم مع كل استهداف إسرائيلي".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 154 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.