لحفظ التراث.. شواهد القبور التاريخية التركية تُحفظ بالتوثيق الرقمي

15:3514/12/2025, الأحد
الأناضول
لحفظ التراث.. شواهد القبور التاريخية التركية تُحفظ بالتوثيق الرقمي
لحفظ التراث.. شواهد القبور التاريخية التركية تُحفظ بالتوثيق الرقمي

منسق مشروع توثيق الشواهد البروفيسور قادر بكتاش: - شواهد القبور تحمل قيمة معرفية وإنسانية كبيرة وتعد دليلا على هوية المجتمع وتراثه - إسطنبول المرحلة الأكبر والأطول ويستغرق العمل فيها مدة 3 سنوات، لضخامة عدد المقابر التاريخية فيها الباحث سعدي كوجور، مشارك في المشروع: -المقابر التاريخية تعد مصدرا غنيا لدراسة التاريخ الاجتماعي، كونها تكشف توزيع الفئات داخل المجتمع ودورهم وتأثيرهم في الحياة العامة الباحثة توبا دري آب آيدين، مشاركة في المشروع: -المشروع سيساهم في بلورة رؤية شاملة لإدارة المقابر التاريخية وتعزيز الوعي المجتمعي بأهميتها الثقافية



في خطوة لحفظ الذاكرة العمرانية والدينية، أطلقت تركيا مؤخرا مشروعا واسعا لتوثيق الشواهد والكتابات التاريخية على القبور الباقية من العهود الإسلامية تبدأ خطوته الأولى من مدينة إسطنبول، التي تزخر بالآثار والمقابر التاريخية الإسلامية.

ويندرج مشروع توثيق الشواهد ضمن مشروع أكبر وهو "جرد الكُتب والنقوش الإسلامية"، الذي يُنفذ تحت رعاية الرئاسة التركية، وبإشراف المديرية العامة للأصول الثقافية والمتاحف بوزارة الثقافة والسياحة.

ويشمل المشروع، توثيق النقوش والرموز والزخارف والبيانات الواردة على شواهد القبور، وتحويلها إلى سجل رقمي يتيح للباحثين والأجيال المقبلة الاطلاع عليها، بوصفها جزءا من التراث المشترك للبلاد التي شهدت تعاقب حضارات متعددة.

ويقود فريق أكاديمي يضم 10 باحثين من عدة جامعات تركية، بإشراف البروفيسور قادر بكتاش، أستاذ تاريخ الفن بجامعة إسطنبول مدنيّت، أعمال التوثيق في المنطقة المحيطة بمقبرة مسجد الشيخ دواتي مصطفى أفندي في منطقة أسكدار (إسطنبول).

ويعمل هذا الفريق على توثيق قرابة 200 شاهد قبر وكتابة تاريخية من خلال التصوير وقراءة النقوش وتحديد الإحداثيات وتسجيلها رقميا.



منسق المشروع، الأستاذ قادر بكتاش، قال في حديث للأناضول، إن شواهد القبور "تحمل قيمة معرفية وإنسانية كبيرة، كونها سجلا حيا لعصور مضت، كما أنها تعد دليلا على هوية المجتمع وتراثه".

وبخصوص أعمال التوثيق، قال بكتاش إن الفريق يشرع في البداية بتحديد "قياسات الطول والعرض والسماكة، ومن ثم تحديد الشكل العام للشاهد؛ فبعضها مثلث أو مقوّس، وبعضها مزوّد بتيجان مختلفة. نستطيع عبر هذه المعطيات تمييز قبور الرجال والنساء".

وعن تفاصيل ذلك، أوضح أن "شواهد قبور الرجال في العهد العثماني مثلًا تحمل عمائم أو طرابيش، بينما تتميز شواهد قبور النساء بزخارف مميزة وقبعات تقليدية".

وتابع قائلا: "نحن لا نقرأ النقوش فقط، بل نوثّق الزخارف ونرصد الشكل الأصلي لكل شاهد".

وذكر بكتاش أن هذا المشروع سيساهم عند اكتماله في تسجيل آلاف شواهد القبور في مختلف أنحاء تركيا، ضمن نظام المتاحف الرسمي، بما يمنع ضياعها أو سرقتها، وبما يوفر قاعدة بيانات ضخمة للباحثين.

وأشار إلى أن إسطنبول تُعد المرحلة الأكبر والأطول في هذا المشروع، وقد يستغرق العمل فيها مدة تصل إلى 3 سنوات، وذلك نظرا لضخامة عدد المقابر التاريخية فيها.



من جانبه، قال البروفيسور سعدي كوجور، أحد أعضاء الفريق البحثي، إن شواهد القبور تمثل بطاقة هوية للشخص المدفون، إذ يكشف نمط الخط المستخدم والزخارف، مركزه الاجتماعي والمهني والديني.

وأضاف للأناضول: "من خلال الشاهد يمكن معرفة مهنة المتوفى، ومرتبته الاجتماعية، وانتمائه إلى طبقة العلماء أو الجيش أو الطرق الصوفية".

وأشار إلى أن النصوص المنقوشة على الشواهد تساعدهم في فهم "كيفية إدراك الناس لفكرة الموت في حينه، حيث يتم تقديم مادة مهمة لدراسة الحياة الاجتماعية".

واعتبر كوجور المقابر التاريخية مصدرا غنيا لدراسة التاريخ الاجتماعي، كونها تكشف توزيع الفئات داخل المجتمع، فضلا عن دورها وحركتها وتأثيرها في الحياة العامة.



بدورها، أوضحت الدكتورة توبا دري آب آيدين، إحدى المشاركات في المشروع، أن العمل لا يقتصر على التوثيق فقط، بل يهدف كذلك إلى رصد المشكلات التي تعاني منها المقابر التاريخية، مثل الإهمال أو التلف أو فقدان أجزاء من الشواهد.

ولفتت إلى أن المشروع يسير بنجاح، مؤكدة أنه سيساهم في بلورة رؤية شاملة لإدارة المقابر التاريخية في إسطنبول وغيرها من المدن التركية، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهميتها الثقافية.

#إسطنبول
#القبور الإسلامية
#حماية التراث
#شواهد القبور