تشبه الغربان بالنسور

09:4618/10/2024, الجمعة
محمت سكر

من المعروف أن النسور تحلق عالياً، لكنها تظل مقيدة بحدود معينة، إذ قد يشكل التحليق على ارتفاعات كبيرة خطراً حتى عليها. ولكن هناك من يحاول تقليد النسور، بل يصل به الأمر إلى رؤية نفسه كواحد منها، ويسعى جاهداً لإظهار ذلك للآخرين. وما أشد وهمه حين يظن أنه يحلق عالياً فما الفائدة من أن يحاول الغراب أن يتصرف كنسر؟ وكذلك الأمر بالنسبة للعصابات الصغيرة التي تتخيل نفسها مافيا. فكم من لصّ تخيل نفسه في دور كورليوني في الحياة الواقعية؟ ونكاد نسمع أسبوعيًا عن تفكيك عصابات تحاكي المافيا. وهذا يجعل المواطن العادي

من المعروف أن النسور تحلق عالياً، لكنها تظل مقيدة بحدود معينة، إذ قد يشكل التحليق على ارتفاعات كبيرة خطراً حتى عليها. ولكن هناك من يحاول تقليد النسور، بل يصل به الأمر إلى رؤية نفسه كواحد منها، ويسعى جاهداً لإظهار ذلك للآخرين. وما أشد وهمه حين يظن أنه يحلق عالياً فما الفائدة من أن يحاول الغراب أن يتصرف كنسر؟

وكذلك الأمر بالنسبة للعصابات الصغيرة التي تتخيل نفسها مافيا. فكم من لصّ تخيل نفسه في دور كورليوني في الحياة الواقعية؟ ونكاد نسمع أسبوعيًا عن تفكيك عصابات تحاكي المافيا. وهذا يجعل المواطن العادي يتساءل: كم عدد هذه العصابات؟

وعندما نرى هؤلاء الذين يتصورون أنفسهم أيشبهون مافيا صقلية أو عصابات أمريكا اللاتينية وهم يساقون مكبلي الأيدي و مطأطئي الأعناق بين صفوف الشرطة، قد نظن أن هذه نهاية مأساوية، ولكنها في الحقيقة بداية النهاية. ومن السهل تخيل أن ما سيواجهونه بعد ذلك سيكون أسوأ.

ولعلّ من يجهل سبب إجبار رجال الشرطة هؤلاء أعضاء العصابات على الانحناء أثناء اقتيادهم يحتاج إلى بعض التوضيح. فلو لم يفعلوا ذلك، لاختال هؤلاء المجؤمون في مشيتهم وكأنهم أبطال.

تصرفاتهم التي تتحدى القوانين والنظام الاجتماعي غير مقبولة على الإطلاق. ويزداد الأمر سوءًا بتوجيه الشتائم والصراخ في وجه الكاميرات.

إن تصرف هؤلاء الذين يرتكبون جرائم منظمة متسلسلة معتقدين بأنهم أذكياء وأقوياء لدرجة أنهم لن يقبض عليهم، ثم يتباهون وهم بين أيدي الشرطة وهم في طريقهم إلى المحكمة أو السجن، يترك انطباعًا خاطئًا لدى المتابعين. كما أنه أمرٌ مزعج للغاية. وهذا هو سبب إجبارهم على الانحناء أثناء اقتيادهم.

ولنعُد إلى الحديث عن النسور وعلوّ تحليقها، ونشير إلى نقطة غالباً ما يتم تجاهلها، فمهما علت النسور وارتفعت في السماء، فلا بد أن تهبط في النهاية على الأرض، فهي لا تستطيع الطيران إلى الأبد.


للتذكير

في الوقت الذي ما زلنا نحاول فيه التعافي من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب بلادنا في السادس من فبراير الماضي، تعرضت مناطق مختلفة من البلاد لزلازل متكررة، مما أثار القلق والخوف في جميع الولايات. فقبل يومين ضرب زلزال مالتطيا، وأمس ضرب زلزال آخر مدينة سيواس، والحمد لله لم يسفر عن خسائر في الأرواح.

قد ننسى الزلازل أحيانًا، إلا أنها لا تنسانا، فهي تذكرنا بنفسها باستمرار، وبالحاجة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

نسأل الله تعالى أن يحفظنا جميعًا من الزلازل الكبرى، وأن يمنحنا الحكمة والقدرة للقيام بما يلزم.


#الغربان
#النسور
#زلزال
#تركيا