هل يحاصرون نتنياهو؟

08:073/09/2024, الثلاثاء
تحديث: 7/09/2024, السبت
عبدالله مراد أوغلو

أكد نتنياهو، قبل عدة أشهر، أن الهجمات الإسرائيلية ضد غزة قد تستمر حتى نهاية العام. ويتزامن توقيت إيقاف الهجمات الذي ذكره نتنياهو مع الانتخابات الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر. ويبدو أن نتنياهو يراهن على فوز الجمهوريين، أي ترامب، بدلاً من الديمقراطيين. في الواقع، يبدو أن الحزبان يتصرفان وكأنهما حزب واحد في دعم إسرائيل غير المشروط. لكن التباين يكمن في أن التوازنات السياسية الداخلية للديمقراطيين أكثر عرضة للضغوط، بما قد لا يرضي إسرائيل مقارنةً بالحزب الجمهوري. توجد ميول بين الديمقراطيين اليساريين في

أكد نتنياهو، قبل عدة أشهر، أن الهجمات الإسرائيلية ضد غزة قد تستمر حتى نهاية العام. ويتزامن توقيت إيقاف الهجمات الذي ذكره نتنياهو مع الانتخابات الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر. ويبدو أن نتنياهو يراهن على فوز الجمهوريين، أي ترامب، بدلاً من الديمقراطيين. في الواقع، يبدو أن الحزبان يتصرفان وكأنهما حزب واحد في دعم إسرائيل غير المشروط. لكن التباين يكمن في أن التوازنات السياسية الداخلية للديمقراطيين أكثر عرضة للضغوط، بما قد لا يرضي إسرائيل مقارنةً بالحزب الجمهوري.


توجد ميول بين الديمقراطيين اليساريين في الكونغرس الأمريكي لتقييد الدعم غير المشروط لإسرائيل. وقد أنفقت "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية"، التي تُعد من أكثر اللوبيات تأثيرًا في دعم إسرائيل، أكثر من 100 مليون دولار لمنع فوز العديد من المرشحين الديمقراطيين الذين يدعون إلى فرض قيود على إسرائيل في الانتخابات التمهيدية. ورغم الأموال الطائلة التي استُخدمت بشكل مباشر أو غير مباشر، لم تتمكن اللوبيات من القضاء على الخطر بالكامل، حيث خسر اثنان فقط من بين المرشحين الديمقراطين المستهدفين في الانتخابات التمهيدية.


تفوق ترامب على بايدن في استطلاعات الرأي الأمريكية. وخلال المناظرة التي أُقيمت على قناة "سي إن إن" في 27 يونيو/حزيران، ظهر بايدن في حالة ارتباك أمام ترامب، مما تسبب في تشاؤم بين الديمقراطيين. وبالتالي زادت فرصة فوز ترامب، وأصبحت مسألة ترشح بايدن للرئاسة محل نقاش بين الدمقراطيين. وبعد محاولة الاغتيال في 13 يوليو/تموز، ارتفعت مكانة ترامب. وفي نهاية الطاف وبعد أسبوع واحد من محاولة الاغتيال، أعلن بايدن انسحابه من ترشيح الرئاسة، مما مهد الطريق أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس.


وغيّر ترشيح هاريس قواعد اللعبة، وأعاد إشعال أمل الفوز بين صفوف الديمقراطيين. وتشير الاستطلاعات إلى أن هاريس قد قلصت الفجوة مع ترامب، بل وتفوقت عليه في بعض الحالات.

كما ذكرت سابقاً، يبدو أن هاريس ترغب في أن يقبل نتنياهو الهدنة واتفاق الأسرى، وذلك بسبب الضغوط التي تتعرض لها من الديمقراطيين اليساريين، والناخبين الشباب، والناخبين "العرب الأمريكيين" في الولايات المتأرجحة.

من جهته، قام نتنياهو بشن هجمات استفزازية قد تضر بمفاوضات الهدنة، بهدف التأثير على الانتخابات الأمريكية. زيادة الهجمات على الضفة الغربية أدت إلى زيادة الاعتقادات بأن نتنياهو يسعى للتأثير على الانتخابات الأمريكية. كما أفاد مراقبون أن نتنياهو ليس لديه نية لتقديم صفقة لهاريس حتى لا تتمكن من الفوز في الانتخابات.

ويراهن الديمقراطيون بكل قوتهم على خسارة ترامب، ويتعاملون حتى مع أصغر الأصوات بعمق استراتيجي. النقاشات حول احتمال أن تضم كامالا هاريس في حكومتها أحداً من الجمهوريين يُنظر إليه في هذا السياق.

سياسيًا، تحتاج كامالا هاريس إلى هدنة واتفاق الأسرى. ويتبنى رؤساء أجهزة الاستخبارات الداخلية والخارجية إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، موقفًا يدعم قبول إدارة بايدن لإطار الاتفاق.


وزاد اكتشاف جثث ستة أسرى، منهم أمريكي إسرائيلي، في غزة من توتر الخلاف بين جناح غالانت ونتنياهو. كما عادت الاحتجاجات ضد نتنياهو في الازدياد. والدي الرهينة الإسرائيلي الأمريكي هيرش غولدبرغ-بولين، اللذان تحدثا في مؤتمر الحزب الديمقراطي في 21 أغسطس/آب، وجها دعوة للتوصل إلى هدنة وعقد اتفاق للأسرى.

ومن غير المتوقع أن تمارس هاريس ضغطاً على إسرائيل بوقف شحنات الأسلحة لقبول اتفاق الهدنة والأسرى. ومع ذلك، إذا كانت إدارة بايدن واثقة من أن اتفاق الأسرى سيكون حاسمًا في فوز الديمقراطيين، فقد تطلب الدولة العميقة الأمريكية من العناصر الحليفة داخل النظام الصهيوني في إسرائيل، مثل نتنياهو، أن يقنعوا الأطراف المعنية بضرورة دعم الديمقراطيين، إذا كانوا لا يرغبون في فوز ترامب.


إعلان أكبر نقابة عمالية في إسرائيل، "الهستدروت"، عن إضراب عام، واستمرار الاحتجاجات وغيرها من الإجراءات قد تغير من موقف نتنياهو. قد يؤدي إغلاق الحياة اليومية في إسرائيل، إلى جانب التوترات مع الأجنحة العسكرية والأمنية، إلى حدوث أزمة حادة تجبر نتنياهو على اتخاذ إجراءات.

وتشير الأحداث التي أدت إلى فرار رئيسة وزراء بنغلاديش، الشيخة حسينة، بعد 15 عامًا من حكمها إلى نموذج محتمل للتطورات المتطرفة. إذا شهدت إسرائيل تصاعدًا في الأزمات الداخلية مثل الاحتجاجات والإضرابات العامة، فإن ذلك قد يؤدي إلى تغيير جذري في القيادة، كما حدث في بنغلاديش. هذا السيناريو يعكس كيف يمكن للضغوط الكبيرة أن تدفع القادة إلى اتخاذ خطوات جذرية أو أن تساهم في الإطاحة بهم.

#نتنياهو
#إسرائيل
#بايدن
#ترامب
#الأسرى
#هدنة في غزة