أعلن "حزب الله" قصفه برشقات صاروخية للمرة الرابعة منذ صباح السبت، تجمعات لقوات الجيش الإسرائيلي شرقي بلدة الخيام في محافظة النبطية جنوب لبنان.
وأوضح الحزب في بيان على تلغرام، أن قواته قصفت "تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي شرقي بلدة الخيام، للمرة الرابعة، بصلية صاروخية"، بعد أن أفاد في 3 بيانات سابقة بالأمر نفسه.
ولم يوضح البيان نتائج القصف، كما لم يعلق الجيش الإسرائيلي فورا على ذلك.
وبوقت سابق السبت، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن "الاعتداءات الإسرائيلية استمرت على بلدة الخيام طوال ليل الجمعة وحتى صباح السبت، ويكاد يستعمل العدو شتى أنواع الأسلحة في عملية توغله ومحاولة سيطرته على البلدة".
وقالت إن الطيران الحربي الإسرائيلي كثف غاراته على الخيام، وقصفت مدفعيته وسط البلدة وأطرافها بالقذائف المدفعية الثقيلة والمتوسطة.
وتعتبر إسرائيل الخيام "بوابة استراتيجية تمكنها من التوغل البري السريع" داخل الأراضي اللبنانية، وفق الوكالة.
وأشارت إلى أن محاولات التوغل تترافق مع تصعيد واضح في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي في اليومين الماضيين.
كما أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف فوسفورية على منطقة الجلاحية شمال الخيام، وفق المصدر ذاته.
وكشفت وكالة الأنباء أن خطة الجيش "لا تقتصر في الخيام على التوغل البري فقط، بل شملت تنفيذ عمليات تفخيخ بعض المنازل والمباني ونسفها".
وتبعد البلدة، التي تتبع قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية، نحو 5 كلم عن الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وتعد إحدى 3 بلدات يسعى الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من 10 أيام إلى السيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية.
ووفق مصادر ميدانية لبنانية تحدثت للأناضول بوقت سابق، فإن الجيش الإسرائيلي يركز على 3 محاور رئيسية للتوغل داخل جنوب لبنان، من محاور بلدات الخيام (جنوب شرق)، وبنت جبيل (وسط جنوب)، وشمع (جنوب غرب).
وتحمل البلدة تاريخا حافلا في الصمود بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان بين عامي 1982 ـ 2000، وفي حرب يوليو/ تموز 2006.
وتعني السيطرة على الخيام، التي ترتفع نحو 950 مترا عن سطح البحر، السيطرة على القطاع الشرقي للجنوب اللبناني وصولا إلى سهل بلدة حولا، وإمكانية قطع طريق البقاع الذي تعتبره إسرائيل محور إمداد مهما لـ"حزب الله"، وفق مراقبين.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها "حزب الله" بدأت عقب شنها حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و645 قتيلا و15 ألفا و355 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى، مساء الجمعة.