على خلفية استخدامها في هدم المنازل بقطاع غزة، وفق ما زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية..
زعم إعلام عبري أن "الولايات المتحدة جمدت تزويد الجيش الإسرائيلي بـ 130 جرافة على خلفية استخدامها في هدم المنازل بقطاع غزة".
وتقدم الولايات المتحدة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 دعما سياسيا وعسكريا مطلقا لإسرائيل، وتزودها بالسلاح بما في ذلك القنابل التي لا تتوقف على القطاع ولبنان.
ويستمر تدفق السلاح الأمريكي إلى إسرائيل برغم إعلان إيطاليا وفرنسا ودول أوروبية أخرى وقف تصدير السلاح إلى تل أبيب.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأحد، إن وزارة الدفاع الإسرائيلية وقعت صفقة ضخمة لشراء نحو 130 جرافة من طراز "دي 9" من مصانع "كاتربلر".
ونقلت الصحيفة عن مصدرين أمنيين إسرائيليين (لم تسمّهما) قولهما إن "واشنطن جمدت الصفقة مؤخرا بسبب استخدام الجرافات في هدم المنازل بغزة"، على حد تعبير المصدرين.
وبحسب المصادر، فإن إسرائيل دفعت ثمن هذه الصفقة، وفي انتظار تصريح التصدير من وزارة الخارجية الأمريكية.
وأضافت الصحيفة: "استخدام هذه الجرافات، بشكل أساسي لهدم المباني في قطاع غزة، أدى إلى انتقادات داخلية كبيرة في الولايات المتحدة، ومظاهرات احتجاجية وضغوط هائلة على إدارة (الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو) بايدن التي استسلمت، وجمدت هذه الخطوة منذ عدة أشهر".
وأشارت إلى أن "تجميد واشنطن نقل الجرافات لإسرائيل، جاء في وقت تحتاج فيه الأخيرة عشرات الجرافات من طراز "دي 9"، والتي كانت أكثر نشاطا في مناورة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، قبل خروجها للصيانة".
وتابعت الصحيفة: "بالإضافة إلى ذلك، لدى الجيش الإسرائيلي منذ شهر تقريبا ساحة قتال برية جديدة في جنوب لبنان، والتي تحتاج أيضا إلى هذه الجرافات".
ونقلت عن قادة عسكريين قولهم: "في ذروة القتال في غزة، قبل حوالي عام، كان قادة الكتائب يتشاجرون على جرافات D9، والآن تحتاج لإجراء الصيانة".
وقالت الصحيفة: "يمكن الافتراض أن تجميد تسليم الجرافات يؤخر تحركًا مهمًا آخر للقيادة الجنوبية لم يكتمل بعد، وهو إقامة منطقة عازلة بين قطاع غزة والنقب الغربي، بعرض كيلومتر في المتوسط، على الجانب الغزي من الحدود بما يشمل تسوية مئات المباني الفلسطينية والمناطق الزراعية بالأرض".
وقد تم بالفعل تدمير جزء كبير من هذه المباني وتسويتها بالأرض، لكن العملية لم تكتمل بعد، وفق ذات المصدر.
وتابعت "يديعوت أحرونوت": "في الولايات المتحدة عارضوا هذا الإجراء بشدة، على غرار الغضب الذي تراكم بسبب هدم آلاف المباني الفلسطينية في القطاع بشكل يومي".
ووفق الصحيفة: "يقولون في الجيش الإسرائيلي إنه ليس من المفيد على الإطلاق وجود مقاطع مصورة لجرافات D9 الأمريكية، وهي تدمر المنازل في غزة، لكن هذا واقع، لأن المخربين يستخدمون هذه المنازل".
وفي ظل غياب الجرافات تجد القوات الإسرائيلية صعوبة في الكشف عن آلاف الدونمات من الشجيرات الكثيفة في شمال لبنان، التي تقول إن "حزب الله" يستخدمها لإخفاء المخابئ القتالية ومستودعات الذخيرة تحت غطاءها، على مسافة قريبة من المستوطنات الإسرائيلية، بحسب "يديعوت أحرونوت".
ومع النقص الحاد في الجرافات، لجأ الجيش الإسرائيلي إلى استخدام بدائل أخرى لهدم المنازل بغزة بعضها أكثر تكلفة، مثل التفجيرات الهندسية بآلاف الأطنان من المتفجرات بمختلف أنواعها، والقصف الجوي، وفق ذات المصدر.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بتأجير الأدوات الهندسية للقوات الميدانية من مقاولين خاصين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تجمد تسليم مئات القنابل الثقيلة إلى القوات الجوية الإسرائيلية، حيث اشترت إسرائيل من شركة بوينغ حوالي 1300 قنبلة.
ولفتت إلى أن القنبلة الواحدة من هذه القنابل تزن ما يقرب من طن، وقد أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بها "مع ادعاء مماثل بأن الجيش الإسرائيلي يمكن أن يستخدمها لإيذاء السكان".
وقالت: "نصف هذه الشحنة، التي جمدتها الإدارة الأمريكية قبل نحو 6 أشهر وأثارت ضجة، تم الإفراج عنها ووصلت إلى الجيش الإسرائيلي، لكن نصفها تقريبا لا يزال عالقا في المستودعات في الولايات المتحدة".
وتابعت أن "التأخير في نقل الجرافات والقنابل الثقيلة ينضم إلى "التجاهل" الذي تلقته إسرائيل من الولايات المتحدة أيضا فيما يتعلق بشراء مروحيات أباتشي القتالية".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.