تستضيف جمهورية كازاخستان الدورة الخامسة للألعاب العالمية للبدو، وهو حدث رياضي دولي مميز يسلط الضوء على الرياضات العرقية المرتبطة بتقاليد الشعوب البدوية في آسيا الوسطى. يهدف هذا الحدث إلى تعزيز الرياضات التقليدية والاحتفال بها كجزء أساسي من الحضارة الإنسانية.
وتنظم وزارة السياحة والرياضة في كازاخستان، بالتعاون مع اليونسكو، ومنظمة الدول التركية، ومنظمات أخرى، دورة الألعاب العالمية للبدو في مدينة أستانا، عاصمة كازاخستان، تحت شعار "تجمع السهوب الكبرى". ستُجرى المنافسات في 21 رياضة على ملاعب رياضية متميزة، تشمل سباقات الخيل، المصارعة الوطنية، الألعاب الفكرية التقليدية، الفنون القتالية، الرماية التقليدية، صيد الطيور الوطنية، والألعاب الشعبية.
رسالة سفير كازخستان
وفي السياق وجه يركبولان سابييف، سفير كازاخستان في أنقرة، رسالة للتعريف بالدورة الخامسة للألعاب العالمية للبدو، اطلعت عليها صحيفة "يني شفق".
وجاء بالرسالة:
من المعروف أن حماية التراث الثقافي تلعب دوراً حاسماً في تشكيل هوية الأمة وتحديد مستقبلها. فقد اهتمت الدول حول العالم بحماية المواقع التاريخية والمناطق الطبيعية. وفي منطقة آسيا الوسطى، التي تمتاز بتاريخها الغني والمتنوع الذي يمتد إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، تظل أهمية حماية التراث الثقافي لا تقل عن أي مكان آخر.
بينما تبدأ شمس الصيف في الغروب وتبدأ نسائم الخريف في الهبوب على سهوب كازاخستان، ستستضيف عاصمتنا أستانا دورة ألعاب البدو العالمية الخامسة في الفترة من 8 إلى 14 سبتمبر. سيحمل هذا الحدث روح أسلافنا البدو ويحول عاصمتنا النابضة بالحياة إلى ساحة للثقافة والحركة والمنافسة والصداقة. نحن متحمسون للغاية لدعوة جمهورية تركيا للانضمام إلينا في الاحتفال بهذا الحدث الكبير بكل حماس.
وعلى الرغم من أن الألعاب الأولمبية تشكل حدثاً مهماً للعالم بأسره، فإن لهذه الألعاب أهمية خاصة بالنسبة لنا أيضاً. فهي تعكس مرونة وإبداع وتقاليد الثقافات البدوية، وتتيح للعالم فرصة لاكتشاف تاريخ الشعوب البدوية وثقافتها والاحتفال بهما. تمثل هذه الألعاب نافذة فريدة على التراث الذي يشكل هويتنا ويواصل تأثيره على أسلوب حياتنا.
منذ إقامة أول دورة لألعاب البدو العالمية في كازاخستان عام 2014، ستجمع الدورة الخامسة 2500 مشارك من 100 دولة. وبصفتنا دولة ذات خبرة في استضافة الفعاليات العالمية الكبرى، تتطلع كازاخستان بحماس لاستقبال أكثر من 100 ألف سائح محلي ودولي للاحتفال بثقافتنا وتعزيز الصداقة الدولية.
أحد الجوانب المهمة للألعاب العالمية للبدو هو الحفاظ على الرياضات التقليدية والممارسات الثقافية. رغم أن ثقافة الشعوب البدوية لم تحظَ بشهرة واسعة على الصعيد العالمي، فإن هذه الألعاب ستسهم في تغيير ذلك من خلال إتاحة الفرصة للزوار لاكتشاف الرياضات النادرة والانغماس في تقاليدنا. ستعرض أستانا 21 نوعًا من الرياضات، تشمل سباق الخيل، الألعاب الفكرية التقليدية، مسابقات الفنون القتالية، الصيد التقليدي بالطيور، وألعابًا شعبية أخرى.
من بين الفعاليات الأكثر انتظارًا رياضة "كوكبار"، التي تعد رياضة مثيرة وديناميكية تشبه لعبة البولو لكن بطابع بدوي فريد. تتنافس الفرق على ظهور الخيل للسيطرة على ذبيحة ماعز، مما يظهر مهاراتهم وقوتهم واستراتيجياتهم الرائعة. تسلط هذه الرياضة، إلى جانب العديد من الرياضات الأخرى في الألعاب، الضوء على الدور المهم للخيول في ثقافتنا. فقد كانت الخيول رفقاء أساسيين في حياتنا اليومية، سواء في الهجرة أو الحرب أو الصيد أو التجارة. يفتخر الشعب الكازاخي بتدجين الخيول لأول مرة قبل حوالي 5500 عام في أراضي كازاخستان الحديثة، وتُعتبر الخيول واحدة من الكنوز السبعة المقدسة للشعب الكازاخي. سيتجسد هذا الارتباط العميق بين الكازاخ والخيول بشكل حي من خلال الفعاليات الفروسية في الألعاب.
سيتم تقديم مجموعة من الرياضات التقليدية للجمهور، مثل الرماية، المصارعة، وصيد النسور، إلى جانب رياضة كوكبار. كل من هذه الرياضات تحمل أهمية تاريخية فريدة، وتعرض المهارات المتنوعة التي طورها أسلافنا للتكيف مع الجغرافيا الواسعة والصعبة في آسيا الوسطى.
إضافة إلى ذلك، ستُقام فعاليات ثقافية يومية في "القرية الإثنوغرافية" الفريدة، حيث يلتقي الماضي بالمستقبل والتقاليد بالحداثة بشكل متناغم. في هذه القرية، سيتمكن الزوار من الاستمتاع بأكبر معرض للحرف اليدوية الكازاخية، حيث يعرض الحرفيون الماهرون أعمالهم ويشاركون أسرار حرفهم من خلال دروس مميزة وجذابة.
من أبرز البرامج الثقافية في هذا الحدث مسابقة الموسيقى التقليدية "آيتيس"، التي يقدمها الشعراء والمغنون الشعبيون الكازاخيون. تتضمن هذه المسابقة، التي تجمع بين المشاركين المتمرسين والمبتدئين، عرضًا للشعر والمواهب الليريكية، وتثير إعجاب الجماهير بمزيجها من الإبداع والتنافس. في الوقت نفسه، سيستمتع عشاق الموضة بمهرجان الأزياء العرقية، الذي سيعرض تصاميم فريدة على المنصة.
سيقدم مهرجان المأكولات الوطنية للزوار فرصة لتذوق الأطباق والمشروبات التقليدية الكازاخية، حيث يمكنهم تعلم تحضيرها من خلال دروس مخصصة وتجربة كرم الضيافة والدفء الذي يشتهر به الشعب الكازاخي.
تبدو الألعاب العالمية للبدو في سبتمبر تجربة لا تُنسى، تجمع بين إثارة المنافسة وغنى التراث الثقافي. يتيح هذا الحدث فرصة لتعزيز الروابط الثقافية بين الأمم. كدولة تستضيف أكثر من 100 مجموعة عرقية وتقدر التناغم بين المجموعات، ندعو الناس من جميع أنحاء العالم إلى أستانا، حيث تعيش روح البدو، لنحتفل معًا بالتاريخ والثقافة والرياضة ونكون جزءًا من حدث يكرم تراثنا الإنساني المشترك.
