في مدينة ملتان بإقليم البنجاب الباكستاني، تلمع شواهد تاريخية بتصاميم مميزة وعمارة أخاذة تروي عراقة المكان والحضارة.
وتمتلئ ملتان (سادس أكبر مدن باكستان) بضرائح وقبور مصممة بشكل مميز ناهيك عن انتشار الأسواق والجوامع في أرجاء المدينة القديمة التي تقع شرق نهر تشناب.
هناك يسير التاريخ مارا بأزقتها وشوارعها القديمة متجسدا بالمعالم الأثرية، فالمدينة المغمورة كانت جزءا من عصور الإمبراطوريات العظيمة من إسنكدر الأكبر إلى المغول وغيرهم.
ويبرز من بين أهم تلك الشواهد التاريخية في المدينة، ضريح بهاء الدين زكريا وقلعة ملتان.
يعد ضريح بهاء الدين زكريا الذي يعود للقرن الثالث عشر، من أهم المزارات في البنجاب، بحيث يصنفه معماريون بـ"النموذج الأولي للطراز المعماري المميز لمدينة ملتان".
هذا الضريح مخصص لجثمان الصوفي المسلم بهاء الدين زكريا، مؤسس الطريقة السحوردية (السهروردية) الصوفية في باكستان.
تم تزيين الضريح - المشيد من الطوب - بالبلاط الأزرق المزجج (اللامع)، والذي أصبح فيما بعد "نمطا معماريا نموذجيا لملتان وجنوب البنجاب".
استخدام البلاط الأزرق عكس التأثير الذي تركه المهندسين المعمارين المهاجرين من آسيا الوسطى، ونشطوا في هذه المنطقة في القرن الثالث عشر.
ويحاط هذا الضريح بمئات القبور الثانوية التي تعود لأحفاد ومحبي بهاء الدين زكريا.
تتربع قلعة ملتان التاريخية، التي تعتبر مقرا لضريح بهاء الدين زكريا ومزار شاه ركن علم، على تلة مواجهة لنهر "رافي".
تضم هذه القلعة ذات الإطلالة الساحرة حصنا أصليا تم تشييده ما بين عام (800 – 1000) قبل الميلاد، حيث تم تدميره وإعادة بنائه عدة مرات.
وكانت قلعة ملتان تضم حوالي 46 حصناً قبل التدمير، أما الآن فهي تحتفظ فقط ببعض من أجزاء السور والحصون.