في خطوة تعزز العلاقات التعليمية بين تركيا وبوركينا فاسو، تم نقل ملكية المدارس المرتبطة بتنظيم "غولن" الإرهابي في بوركينا فاسو إلى مؤسسة "معارف" التركية، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية لمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو.
وفي هذا السياق أعلنت سفيرة تركيا لدى بوركينا فاسو، السيدة نيلغون أردام أري، عن قرار مجلس الوزراء البوركيني في 3 يوليو 2024 بتأميم هذه المدارس التي كانت تابعة ل"جماعة كولن" ونقل إدارتها إلى "مؤسسة معارف تركيا".
وجاء الإعلان عن ذلك خلال حفل رسمي بهذه المناسبة في سفارة تركيا في واغادوغو، والذي حظي باهتمام كبير من قبل الأتراك المقيمين هناك وعدد كبير من المسؤولين البوركينيين.
وأعقب هذا القرار وصول وفد رفيع المستوى من مؤسسة "المعارف" التركية للإشراف على عملية التسليم.
وأكدت أري أن نقل ملكية هذه المدارس إلى وقف المعارف التركي يمثل بداية صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا وبوركينا فاسو، مشددة على أن وقف المعارف يتمتع بخبرة واسعة في مجال التعليم في العديد من الدول الأفريقية منذ سنوات، بما في ذلك دول غرب إفريقيا.
وأوضحت السفيرة التركية أنه "لن يتضرر أي طالب" من عملية نقل ملكية المدارس، مضيفة: "نطمئن جميع الأسر بأن وقف المعارف التركي يلتزم بأعلى معايير الجودة في التعليم، ويسعى جاهدا لتزويد الطلاب بالمهارات والمعارف اللازمة للنجاح في المستقبل."
وأعربت السفيرة عن سعادتها بإضافة بعد تعليمي إلى العلاقات المتنامية بين البلدين في جميع المجالات، مؤكدة أن السفارة ستواصل جهودها لتعزيز وتوسيع التعاون التعليمي بين تركيا وبوركينا فاسو.
وعقب الاحتفال توجه وفد مؤسسة "المعارف " برفقة السفير أري إلى وزارة الخارجية البوركينية لتوقيع اتفاقية رسمية لتسلم هذه المدارس.
وكان في استقبال الوفد التركي كل من وزير الخارجية البوركيني، كاراموكو جان ماري تراوري، ووزير التربية والتعليم، جاك سوستان دينغارا.
وأكد وزير الخارجية تراوري أن العلاقات بين بلاده وتركيا تزداد قوة يوما بعد يوم، معربا عن سعادته بدعم أنشطة مؤسسة المعارف التركية، وموضحا أن هذه العلاقات المتينة تشكل فرصة كبيرة للتغلب على الأزمة الإنسانية التي تواجهها بوركينا فاسو.
من جانبه، أعرب وزير التربية والتعليم دينغارا عن سعادته ببدء أنشطة وقف المعارف التركي في بوركينا فاسو، مشيدا بالإنجازات التي حققها الوقف في العديد من الدول الأفريقية.
وصرح عضو مجلس إدارة مؤسسة "معارف" التركية، محمود م. أوزديل، الذي كان متواجدا في واغادوغو لإدارة عملية تسليم المدارس، أن توقيت نقل المدارس في بوركينا فاسو يتزامن مع ذكرى محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو، مما يضفي أهمية كبيرة على الحدث.
وأوضح أوزديل أن نقل ملكية المدارس في بوركينا فاسو إلى وقف المعارف التركي يرفع عدد المؤسسات التعليمية التي يديرها الوقف في جميع أنحاء العالم إلى 500 مؤسسة في 54 دولة موزعة على ست قارات، حيث يقدم الوقف خدماته التعليمية لأكثر من 53 ألف طالب.
وأضاف أوزديل أن 22 من هذه الدول شهدت عملية نقل ملكية مدارس مرتبطة بتنظيم "غولن" الإرهابي إلى وقف المعارف التركي، وذلك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016.
وأكد أوزديل أن وقف المعارف التركي لعب دورا هاما في نقل المدارس المرتبطة بتنظيم "غولن" الإرهابي في الخارج وإعادة تأهيلها، موكدا أن ما يميز مؤسسة "معارف" عن غيرها من السلاسل التعليمية الدولية هو تصميم البرامج والمناهج التعليمية لتلبي احتياجات البلد الذي تعمل فيه، مع الحفاظ على الروابط الثقافية الوطنية للطلاب.
وأشار أوزديل إلى أن "مؤسسة معارف تركيا" حققت نجاحا كبيرا خلال فترة وجيزة، وأن هذا النجاح يعزى إلى تبنيها أسلوبا احترافيا وشفافا وخاضعا للمساءلة في الإدارة، تركز على التخطيط والتنفيذ دون أي عشوائية أو اعتباطية، بالإضافة إلى حرصها على إقامة علاقات دافئة وودية ومتساوية مع الدول التي تعمل فيها.
وبناءً على الاتفاقية الموقعة بين مؤسسة المعارف التركية ووزارة التعليم الوطني في بوركينا فاسو، والتي تنص على نقل المدارس المرتبطة بمنظمة غولن الإرهابية إلى مؤسسة المعارف التركية، سيتم تولي الإدارة الأكاديمية والإدارية لثلاثة أحرام جامعية من قبل مؤسسة المعارف التركية اعتبارًا من العام الدراسي 2024-2025.
وقال مصطفى أوجماز، ممثل مؤسسة المعارف التركية في بوركينا فاسو، إنه مع بداية العام الدراسي الجديد ستبدأ دروس اللغة التركية في المدارس، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الحالة المادية للمدارس ورفع مستوى النجاح الأكاديمي بسرعة.
