اعتاد كثير من الناس منذ مئات السنين تأمين كميات كبيرة من "قمر الدين" مع اقتراب شهر رمضان، لأنه من المواد الغذائية التي تضفي طابعا خاصًا على موائد الإفطار والسحور. وذلك لأنه يتمتع بقيمة غذائية وطعم حلو لذيذ، فضلا عن إمكانية نقعه بالماء وتحويله إلى شراب منعش يوقف الشعور بالعطش.
يُصنع قمر الدين من ثمار المشمش، ومع أنه منتج غذائي منتشر في كثير من بلدان الشرق الأوسط إلا أن قمر الدين السوري هو الأشهر والأجود بينها، حيث يُعتقد أن غوطة دمشق الشهيرة بمشمشها اللذيذ هي مهد هذه الصناعة الغذائية الفريدة التي أصبحت من التراث الشعبي المرتبط ببهجة قدوم شهر رمضان.
كيفية صناعة قمر الدين
بعد غسل ثمار المشمش بشكل جيد تُبخر بزهر الكبريت لتعقيمها، ومن ثم يتم التخلص من قشورها وبذورها، فتُغمر بالقطر المصنوع من السكر والماء، وبعد أن تتشرب ثمار المشمش القطر تتم تصفيتها عدة مرات للتخلص من القطر الزائد عن الحاجة. ثم تُهرس حتى تصبح على شكل معجون سائل، وحينها يتم مدها على ألواح خشبية مدهونة بزيت الزينون، وتُترك عدة أيام على الهواء الطلق حتى تجف، قبل أن يتم تقطيعها إلى شرائح وتغليفها وإرسالها إلى المخازن والأسواق.
وما زال الريف الدمشقي عاصمة هذا المنتج الغذائي الغني بالفيتامينات والبوتاسيوم. ويزداد استهلاك قمر الدين في رمضان لأنه يعوض جسم الصائم عن المواد الغذائية التي فقدها طوال النهار، كما يخزن فيه الطاقة عند تناوله على مائدة السحور استعدادا لصيام اليوم التالي.
ويتميز قمر الدين بأنه طعام وشراب في نفس الوقت، حيث يمكن أكله مثل الفواكه المجففة، وهذا هو الشائع في أيام البرد، كما يمكن نقعه في
الماء، حتى يذوب ويتجانس مع الماء ويُقدَّم باردا ليصبح شرابا منعشا ولذيذا، وهذا هو الشائع في أيام الحر.
