يعد شهر رمضان شهر العبادة والجهاد والتقرب من الله تعالى فضلا عن كونه شهر الصيام والقيام، ويحظى هذا الشهر بمكانة كبيرة في نفوس المسلمين، لأنه الشهر الذي أُنزل فيه القرآن الكريم.
وقد دونت كتب التاريخ الكثير من المعارك والفتوحات التي قادها المسلمون في شهر رمضان، على مدى مراحل مختلفة من عمر الحضارة الإسلامية، وفيما يلي عرض لأبرز الانتصارات التي حققها المسلمون في شهر رمضان المبارك:
حقق المسلمون انتصارهم الأول على المشركين في غزوة بدر الكبرى التي قادها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية للهجرة.
وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة قاد الرسول صلى الله عليه وسلم جيش المسلمين ليدخل مكة فاتحًا، وكان هذا الفتح نصرا عزيزا للمسلمين وانتهاءً لحكم المشركين في مكة إلى الأبد، حيث كُسِّرت الأصنام التي كانت في الحرم المكي.
وفي رمضان من سنة 13 للهجرة انتصر المسلمون بقيادة المثنى بن حارثة على الفرس في معركة البويب.
بعد ما يقارب قرنا من الزمان ساحت جيوش المسلمين شرقًا وغربا، ففي شهر رمضان من سنة 92 حقق المسلمون انتصارين عظيمين أحدهما في الشرق والآخر في الغرب، ففي الشرق استطاع جيش المسلمين بقيادة محمد بن القاسم الثقفي فتح بلاد السند (باكستان)، وفي الغرب كان جيش المسلمين الذي تشكلت غالبيته من البربر الذين اعتنقوا الإسلام قد حقق نصرا كبيرا بقيادة طارق بن زياد على القوطيين، وبذلك تمكن المسلمون من فتح الأندلس.
وفي رمضان من سنة 223 للهجرة قاد المعتصم مع ثلاثة من أبرز قواده العسكريين وهم أشناس التركي والأفشين وبغا التركي جيش المسلمين الذي انتصر على الروم في معركة عمورية، وذلك انتقامًا لامرأة مسلمة تعرضت للتحرش من قبل شخص رومي، فاستنجدت بالمعتصم قائلة: "وامعتصماه".
وبعد نحو قرنين ونصف القرن قاد أمير الدولة المرابطية يوسف بن تاشفين جيش المسلمين الذي انتصر على القشتاليين الإسبان في معركة الزلاقة التي حدثت في رمضان من سنة 479 للهجرة.
وفي رمضان من سنة 658 للهجرة حقق المسلمون أول نصر لهم على الجيش المغولي في معركة عين جالوت، وكان ذلك بقيادة سلطان الدولة التركية (المملوكية) المظفر قطز مع أحد أهم قواده الظاهر بيبرس.
