|

تركيا.. صناعة الطواحين الصخرية في مدرسة "الصبر الجميل"

التركي إسماعيل شيمشك (78 عاما): - أجلب الحجر اللازم في صناعة الطاحونة من قمة منطقة ماجاهل على ارتفاع 1850 مترا من سطح البحر - الحجر المستعمل يجب أن يكون ذا جودة عالية لا لينة ولا قاسية والجود تؤثر على طعم ونكهة الحبوب المطحونة - تطويع الصخرة وإعطائها الشكل النهائي، يحتاجان إلى جهد كبير ويشبه إلى حد ما "حفر بئر بإبرة"

10:04 - 20/01/2024 Cumartesi
الأناضول
تركيا.. صناعة الطواحين الصخرية في مدرسة "الصبر الجميل"
تركيا.. صناعة الطواحين الصخرية في مدرسة "الصبر الجميل"

"كأنما أحفر بئرا بإبرة"، بهذه الكلمات وصف المسن التركي إسماعيل شيمشك عمله الشاق الذي يحتاج صبرا طويلا لتطويع الصخور كي تصبح طواحين حجرية في ورشته الخاصة.

ويقطن شيمشك (78 عاما) في ولاية "أرتوين" أقصى شمال شرقي تركيا، واستهوته صناعة الطواحين الصخرية بعد تقاعده سعيا منه لاستثمار وقت فراغه.

شيمشك، المهتم بالحجر والنجارة، أنشأ ورشة في قبو منزله قبل 10 سنوات من أجل ملء وقت فراغه.

وفي البدايات، صنع داخل ورشته على مساحة 80 مترا مربعا، الأثاث والطاولات والخزائن والأبواب وصناديق خلايا النحل، لتجذبه هذه الهواية إلى صناعة الطواحين.

فيما بعد قرر شيمشك استخدام صخور منطقة "ماجاهل" المصنفة كمحمية عالمية للمحيط الحيوي لدى منظمة اليونسكو في 2005 بولاية أرتوين.

وجاءت الفكرة للتركي شيمشك خاصة وأن شركته التي أوكل إلى ابنه إدارتها بعد تقاعده، تعمل في مجال صناعة الأجزاء الخشبية للمطاحن الكهربائية.

يستعمل إسماعيل شيمشك مطرقة لتطويع الصخور العنيدة في ورشته بعد إحضار تلك الصخور الملائمة لصناعة الرحى من منطقة "ماجاهل".

لا يكتفي شيمشك الشغوف في عمله، بصناعة الرحى بل ويقوم أيضا بصناعة وتجهيز الأجزاء الخشبية للمطحنة، بعد تقطيع الخشب وطلائه وتركيبه على الطاحونة، ويسلمه للزبون جاهزة للاستعمال في طحن الحبوب وخاصة الذرة.

وقال شيمشك إنه كان يبحث عن شيء يملأ فراغه بعد تقاعده وتسليم شؤون شركته لابنه.

وأضاف: "ليس من عادتي تضييع الوقت في المقاهي أو التردد إلى الأسواق أو قضاء الوقت في لعبة ما، لذا ومن أجل الاستفادة من وقتي عملت على صناعة أحجار الرحى والمطاحن".

وأوضح أنه ماهر في اتقان الحرف اليدوية، وأنه امتهن صناعة الطاحونة بالكامل عبر جهده الخاص دون إشراف من أحد.

وأشار إلى أنه يجلب الحجر اللازم في صناعة الطاحونة من قمة منطقة ماجاهل على ارتفاع 1850 مترا عن سطح البحر، في عمل شاق يحتاج إلى بذل جهود جبارة مع صبر جميل.

ومشيدا بصخور المنطقة، قال شيمشك إنه حجر رائع حقا، ويتوجب على الصخرة ألا تكون هشة أو صلبة جدا.

فالحجر المستعمل في صناعة الرحى بحسب شيمشك يجب أن يكون ذا جودة عالية لا لينة ولا قاسية، ولكن رغم ذلك تعد هذه الأحجار من الأحجار الصلبة العنيدة التي تشبه "الفولاذ" بصلابته.

كما أن جودة الصخرة إن لم تكن بالقدر الكافي، فإن ذلك يؤثر على طعم ونكهة الحبوب المطحونة، وفق شيمشك، الذي قال إن عملية إحضار الصخرة ومن ثم نحتها وتطويعها وإنجاز أشغالها الخشبية تستغرق بين 15 إلى 20 يوما.

وللإجابة على التساؤلات في عقول الناس، قال شيمشك إن المرء قد يتساءل في نفسه ما الذي يجعل هذه الطاحونة تأخذ من الجهد نحو 20 يوما!؟، مستدركا إن ذلك يشبه إلى حد ما "حفر بئر بالإبرة".

وأضاف "نأتي بهذه الصخرة من أعالي الجبال ثم نطوعها لتخذ الشكل النهائي شيئا فشيئا ضربة مطرقة إثر ضربة مطرقة بتأن وجهد كبيرين إنه يشبه حفر بئر بإبرة إلى حد ما، بينما يعد إنجاز الجزء الخشبي من الطاحونة أيسر من قسمه الحجري".

ونوه الحرفي التركي أن لديه العديد من العملاء الراغبين في شراء طواحينه، مبينا أن عدد المطاحن زادت في القرى أكثر من ذي قبل، وأن تشغيل تلك المطاحن بالكهرباء- عكس ما كان شائعا سابقا عبر جداول الماء- كان له الدور في زيادة عددها.

وزاد "في الماضي، كان لدينا نحو 3 مطاحن في القرية، ولكن الآن ترى أن كل أسرتين أو ثلاث تشترك في استخدام طاحونة لنفسها".

وأكد أن طواحينه تلقى رواجا وطلبا كبيرين في الولاية والولايات المجاورة، وأنه يبيع الواحدة منها بسعر يتراوح بين 40 ألفا و45 ألف ليرة تركية (بين 1340 دولارا و1500 دولار تقريبا).

#أرتوين
#الرحى
#تركيا
#طاحونة
#منطقة ماجاهل
3 ay önce