|
سيناريو "الانتخابات بدون أردوغان"!

كان قادة أحزاب الطاولة الستة للمعارضة التركية يطلقون تصريحات مفادها "حددوا موعد الانتخابات وسنعلن مرشحنا"، بعد تحديد موعد الانتخابات في 14 مايو/أيار القادم أعلنوا خلال اجتماعهم الاخير في بيان لهم: "إن أردوغان لا يمكنه أن يكون مرشحا للرئاسة لولاية جديدة."

على مدار يومين، كنت أقرأ ردود أفعال تيار المعارضة على البيان المشترك الذي صدر عن الطاولة السداسية في اجتماعهم الحادي عشر. حتى صحيفة "سوزجو" التابعة للمعارضة بدأت في السخرية من هذا البيان.

ومع ذلك، يبدو الأمر كما لو أن زعماء الأحزاب الجالسين على الطاولة السداسية لا يرون ردود الفعل والانتقادات. كما أن موقع (Ekşi Sözlük) التابع لحزب الشعب الجمهوري وصل إلى مرحلة اليأس. فقد نُشر على هذا الموقع مايلي: "يعاني زعماء الطاولة السداسية من كسوف كامل في العقل، ويرتكبون أخطاء التواصل السياسي فيما بينهم، ومهما فعلوا، فإنهم يسجلون نقاط إضافية لصالح أردوغان"

موقع (Ekşi Sözlük) على حق. استطلاعات الرأي موجودة، وقد تم تحديد موعد الانتخابات. "أردوغان أعلن ترشحه منذ فترة طويلة"، لكن ناخبي المعارضة لا يعرفون حتى الآن لمن يصوتون.

سأطرح مثالا واقعيا. ذهبت صديقتنا نسليهان ألتون إلى منطقة إمينونو لتصوير سلسلة برنامج "Word Nation" لصالح صحيفة يني شفق، والتي تجري من خلاله مقابلات في الشارع، وأجرت حينها استطلاعًا انتخابيًا لمدة ساعة.

كانت تسأل زميلتنا من هو مرشحكم للرئاسة؟. وضع فريق العمل صور القادة مسجلين تحت أسمائهم عدد الأصوات التي حصلوا عليها في استطلاع الرأي.

وقد صوت 120 شخصا في اختيار المرشح الرئاسي. ووفقًا لاستطلاع الرأي، جاء أردوغان في المرتبة الأولى وكيليجدار أوغلو في المرتبة الثانية، لكن الفارق بينهما كبير جدا "91 إلى 16". بكل تأكيد، هذه النتائج ليست مسحًا. ولا يمكن اعتبارها استبيانا. ومع ذلك، تعكس هذه النتائج نبض الشارع.

كان هناك مواطنون أيضا يصوتون لمنصور يافاش وأكرم إمام أوغلو ، على سبيل المثال. عندما تجمع هذه الأصوات ستنشأ مجموعة من الأصوات. ومع ذلك، فإن المشهد الحالي للمعارضة في حالة فوضى.

هل صوت الشارع فقط في ساحة إمينونو ؟ بالتأكيد لا. إذا أجرينا استطلاع الرأي في مناطق مختلفة، فقد يظهر اسم كليجدار أوغلو أو يافاش أو إمام أوغلو. بعد ذلك، ستذهب الزميلة نسليهان إلى مناطق مختلفة في إسطنبول.

أثناء مشاهدة المقابلات، لفت انتباهي أحد التفاصيل وأعتقد أنه مهم. الذين يقولون "مرشحي هو أردوغان" يقولونها بشكل واضح جدا. إذا شاهدت مقابلة مدتها ساعة واحدة على منصة يوتيوب، والتي تم اختصارها إلى 18 دقيقة، سترون أن الذين يقولون "سأصوت لأردوغان" مصممون على ذلك بدون تردد.

إنهم لا يخطئون. يتحدثون وكأنهم يصوتون في صندوق الاقتراع. حتى أن هناك من يقولون مباشرة سأصوت للـ"ريس" أو للـ"الأب" . (كناية على أردوغان)

ناخبو حزب الشعب الجمهوري بشكل عام في مأزق. هناك من يندم على قول "كليجدار أوغلو" ويلجأ إلى قول إمام أوغلو.

حالة الضبابية وعدم اليقين لا يمر بها فقط جمهور الناخبين. الطاولة السداسية نفسها تتصرف يعدم وضوح وضبابية أيضًا. على سبيل المثال، اقترحوا قانونا لحل مسألة الحجاب ووصلوا إلى طريق مسدود في اليوم التالي، وعندما قبلت اللجنة الدستورية بالبرلمان التركي مقترح قانون الحجاب، أدلوا ببيان أن "التعديل الدستوري ضد العلمانية". وتوقيع هذا البيان من قبل حزب السعادة هو تناقض آخر.

منذ تأسيس الطاولة السداسية للمعارضة التركية، لم تتمكن من تقديم حجة واحدة تجعل الناخبين يقولون "لنحاول هذه المرة".

ماذا يقولون قادة أحزاب الطاولة السداسية؟

"سأكون رئيس الوزراء!"

"سنقوم بتعيين مساعد لكل رئيس."

"كفى الكلمة للشعب."

لاحظوا هذا العقم السياسي! وعندما أعلن الرئيس أردوغان أن تاريخ 14 مايو/أيار هو موعد الانتخبابات سلط الضوء على انتخابات 14 مايو/أيار 1950 التي أسفرت عن فوز الحزب الديمقراطي تحت شعار "كفى الكلمة للشعب". وخوفًا من أن يرسم أردوغان هذا الشعار، تبنت المعارضة شعار الانتخابات التي أطاح فيها الحزب الديمقراطي بحزب الشعب الجمهوري.

علقوا ملصقه كبيرة في مقر حزب الشعب الجمهوري تحمل شعار "كفى الكلمة للشعب. وهذا دليل على أن حتى أردوغان حدد شعارهم.

بقي 100 يوم على موعد الانتخابات الرئاسية التركية. لم تتمكن أكشنار وإمام أوغلو من تخفيف الضغط على كمال كليجدار أوغلو. بينما كانت الطاولة تعقد اجتماعها الحادي عشر، كان أكرم إمام أوغلو يتجول في الساحات كمرشح محتمل. خرج وقال: "رأيت أن الجمهور يدعمني في ولايتي قسطموني وبورصة. وصلتني الرسالة. إذا قال: "أنا أعلن ترشيحي" فلن يتبقى هناك طاولة.

هذا هو المشهد. ومع ذلك، فإن الاجتماع الحادي عشر للطاولة السداسية وإعلانهم إن أردوغان لا يمكنه أن يكون مرشحا للرئاسة لولاية جديدة كأقوى خطوة سياسية لديهم، يثير التساؤلات عما إذا كان لدى المعارضة خطة أخرى. وبالتزامن مع التقارير المناهضة لأردوغان في وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية والألمانية، كانت النقطة التي وصلت إليها الطاولة السداسية بعد اجتماع دام ثماني ساعات هي تشبثهم في حبل التشكيك بشرعية ترشيح أردوغان وتقديم مادة جديدة لوسائل الإعلام "الخارجية" والغربية.

وفي هذه الحالة، تبادر إلى ذهني سيناريو وأود أن أطرحه على شكل سؤال؛ هل تريد المعارضة تحويل حملتها الانتخابية إلى حملة "إذا تم انتخاب أردوغان سيعزلون تركيا عن العالم كما حصل لروسيا ويقنعون الناخبين بـ "الخوف من الفوضى"؟

#أردوغان
#الانتخابات التركية
#تركيا
#كليجدار أوغلو
#الفوضى
#موعد الانتخابات التركية
#نتائج الانتخبابات التركية
1 yıl önce
سيناريو "الانتخابات بدون أردوغان"!
بفضل هؤلاء الشباب.. العالم سيصبح مكانا أفضل
كفاح لإنقاذ تركيا من أيدي الدوشيرمة
لماذا وصف أردوغان حماس بأنها "حركة مقاومة"؟
التطبيع
قطاع الطرق يحكمون العالم لكن غزة تقاوم