
حركة حماس دعت لإطلاق عملية "إغاثة عاجلة"، وتوفير مراكز إيواء حقيقية ولائقة من جميع الأطراف المعنية..
حذرت حكومة غزة، الثلاثاء، من منخفض جوي قطبي يهدد مئات آلاف العائلات النازحة في القطاع خلال الـ72 ساعة القادمة، مطالبة العالم بالتدخل لإنقاذ الواقع الإنساني الكارثي في القطاع.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان: "نتابع بقلق بالغ التداعيات المتوقعة للمنخفض الجوي الذي سيدخل قطاع غزة بدءاً من غدٍ الأربعاء وحتى مساء الجمعة، وما يحمله من مخاطر حقيقية تتمثل في غرق الخيام، واجتياح مياه الأمطار لمناطق النزوح العشوائي".
وأكد أن المنخفض من شأنه أن "يجدد المأساة التي يعيشها أكثر من مليون ونصف المليون من النازحين الذين يقيمون في خيام مهترئة منذ أكثر من عام دون حلول أو بدائل حقيقية".
وحذر المكتب من أن "المنخفض القطبي المسمى بيرون، سيحمل فيضانات وسيول نتيجة هطول كميات كبيرة من الأمطار المتوقعة، إلى جانب هبات رياح قوية ستقتلع خيام النازحين، وأمواج بحر عاتية، وعواصف رعدية".
وشدد على أن هذه "معطيات تشير بوضوح إلى أن قطاع غزة مقبل على تداعيات مناخية خطيرة، قد تُلحق أضراراً واسعة بعشرات آلاف العائلات المقيمة في خيام وملاجئ بدائية لا تقيهم من برودة الشتاء ولا قسوة المنخفضات الجوية".
وذكر المكتب أن "قطاع غزة يقف أمام سيناريو مأساوي متكرر، حيث ستواجه آلاف الأسر خطر الغرق والفيضانات، وستوثّق الساعات القادمة مشاهد موجعة لعائلات تكافح للبقاء داخل خيام، وسط صمت دولي مخزٍ، وغياب أي تدخل جاد لتوفير الحد الأدنى من الحماية والإغاثة للنازحين".
وقال إن "هذا الواقع المناخي يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن حرب الإبادة" التي بدأتها إسرائيل بدعم أمريكي في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستمرت لمدة عامين.
وحمل المكتب إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن تعريض النازحين لمخاطر المناخ، في ظل إغلاقها المعابر ومنعه إدخال المواد الإغاثية ومواد الإيواء، بما في ذلك منع إدخال 300 ألف خيمة وبيت متنقل، إضافة إلى غياب الملاجئ البديلة".
وطالب المكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووسطاء ورعاة اتفاق وقف النار، والدول الصديقة والجهات المانحة "بالضغط الفوري على الاحتلال لفتح المعابر، والتحرك العاجل لتوفير مستلزمات الطوارئ".
كما دعا "لتعزيز قدرات فرق الإنقاذ والإغاثة، وتأمين الحماية للعائلات النازحة خلال فترة المنخفض، واتخاذ خطوات عملية وملزمة تحول دون تكرار مشاهد الانهيار والغرق التي يُتوقع تصاعدها خلال الساعات الـ72 المقبلة".
ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 300 ألف خيمة ووحدة سكنية مسبقة الصنع لتلبية أبسط احتياجات الفلسطينيين من المأوى، وفق معطيات سابقة للمكتب، بعدما دمرت إسرائيل البنية التحتية خلال عامين من الإبادة.
وتقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار، جراء تداعيات عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي، التي أدت إلى قتل أكثر من 70 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 171 ألفا.
**إغاثة عاجلة
من جهته، حذر المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم في بيان، من تداعيات المنخفض الجوي الجديد، مؤكّدا أن الخيام الحالية المخصّصة لإيواء النازحين غير صالحة لتحمّل الأمطار أو برد الشتاء، "ولا سيما في ظل قيود الاحتلال على إدخال الوقود".
ودعا لإطلاق عملية "إغاثة عاجلة"، وتوفير مراكز إيواء حقيقية ولائقة من جميع الأطراف المعنية.
وشدد قاسم على ضرورة "إلزام الاحتلال بتطبيق بروتوكولات الإغاثة الإنسانية المنصوص عليها في اتفاق يناير، والتي جرى التأكيد عليها مجددًا في اتفاق أكتوبر".
وأكد أن "شعبنا في قطاع غزة ما زال يتعرّض لإبادة متواصلة بأدوات متعددة، من خلال استمرار الحصار، ومنع إدخال وسائل الإيواء المناسبة، وتقييد المساعدات الإنسانية، وإغلاق المعابر؛ الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والسياسية العاجلة تجاه السكان المدنيين".
وفي 25 نوفمبر الماضي، حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، من أن عائلات فلسطينية نازحة في غزة تواجه خطر الفيضانات داخل ملاجئ سيئة.
وأكد دوجاريك أن السكان "معرضون للخطر بشكل كبير" في ظل سوء الأحوال الجوية، وأن القيود الإسرائيلية المستمرة تعيق دخول المساعدات الحيوية وتعرقل عمل منظمات الإغاثة بما فيها شركاء الأمم المتحدة.









